هل تنقذ القمة الأوربية اليورو؟

سجل مؤشر ثقة المستهلك الألماني قراءة أفضل من توقعات على نحو طفيف بواقع 3.2%، مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بارتفاع يصل إلى 3.1% فقط، لتظل قراءة المؤشر ثابتة للشهر الثالث على التوالي. وعلى مدار شهر مارس، طرأ تحسنًا على مكوني التوقعات الاقتصادية وتوقعات الدخل الأسري. ومع ذلك، ظل المستهلكون راغبين عن زيادة العمليات الإنفاقية، وذلك مع هبوط مكون النزعة الشرائية لدى المستهلكين إلى 23.4 مقابل القراءة السابقة البالغة 24.2.

ويشير الحذر الذي يتسم به المستهلكون الألمان إلى القلق العام بين أطياف الناخبين حيال استدامة التعافي العالمي، كما أنه يوضح مدى الصعوبة السياسية التي تواجهها ميركل بشأن أزمة الموازنة اليونانية. وفي الوقت الذي لا تزال نزعة التوفير والاقتصاد تسيطر على الناخبين الألمان، يواجه حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي التابعة له المستشارة الألمانية ميركل معارضة صلدة تجاه تقديم حزمة إنقاذ مالية ألمانية إلى اليونان.

وشدد ميستر- الناطق عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي- اليوم على أنه يجب أن تأتي أي مساعدة يتم توجيهها إلى اليونان من صندوق النقد الدولي، فيما نوه وزير مالية لوكسمبورج إلى أن حل صندوق النقد الدولي يقوض المؤسسات الأوربية واليورو ذاته. وبناء عليه، لا يزال الاتحاد الأوربي منقسم على نفسه مع قرب بدء أعمال قمته في وقت لاحق من اليوم. ورغم أن قضية اليونان ليست مدرجة على أجندة أعمال القمة، إلا أنها من المحتمل أن يتم طرحها كموضوع رئيس للنقاش.

ومن جانبها، يواجه ألمانيا ضغطًا سياسيًا هائلاً من باقي دول الاتحاد لتيسير التوصل إلى نوع من الاتفاق بشأن اليونان، لا سيما في ضوء خفض وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" للتصنيف الائتماني للدين السيادي الخاص بالبرتغال، الأمر الذي أثار مخاوف أن تأتي باقي دول منطقة اليورو التي تواجه أزمات ائتمانية من خلفها تباعًا، ما لم يُقدم صناع السياسة النقدية على اتخاذ أي إجراء حيال هذه القضية. ومع ظهور البيانات الاقتصادية الألمانية الأخيرة، والتي أظهرت قوة وارتفاعًا مباغتًا، ربما تغامر ميركل بحقيقة أن تحسن الأداء الاقتصادي سيوازن من خطورة دعم اتفاق يتعلق باليونان. وإن لم يحدث هذا، فمن الممكن أن يستأنف زوج (اليورو/ دولار)- والذي هبط إلى أدنى من المستوى 1.3300 مع نهاية الفترة الآسيوية- تداعيه من جديد. إلى ذلك، يبدو أن المستثمرين بدأوا في شراء اليورو حاليًا توقعًا منهم أن قمة الاتحاد الأوربي ستسفر عن حل للأزمة اليونانية بطريقة أو بأخرى.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image