" ميركل" ترفض المساعدة، واليورو هو الضحية

تخلى زوج (اليورو/ دولار) عن جزء هام من مكاسبه بالأمس في بداية الفترة الأوروبية اليوم، مع إثارة المعنويات حول فكرة اقتراب التوصل إلى إعلان حول إنقاذ اليونان في قمة الاتحاد الأوروبي الخميس المقبل. واستمرت المستشارة الألمانية " انجيلا ميركل " في إعاقة تلك التوقعات مشيرة إلى أن مساعدة اليونان لا تدرج ضمن جدول أعمال القمة يوم الخميس، كما صرحت قائلة " أنصح الجميع بعدم ترويج إشاعات خاطئة عن القمة، مما يسبب اضطرابات بالأسواق ".

هذا، وقد واجهت " ميركل " العديد من المعارضات حول إي خطة لإنقاذ اليونان، مع معارضة 60% من المشاركين في الاستطلاع الآخير ، ودعم 20% من المشاركين لتلك الخطة. علاوة على ذلك، يعارض الحزب الليبرالي تقديم أي مساعدة مالية لليونان.

وفي مثال حي للصراع بين السياسة والاقتصاد، تحاول " ميركل " التي تواجه انتخابات اقليمية في ألمانيا في مايو، تأخير أي خطة لإنقاذ اليونان كجزء من الاتحاد الأوروبي، حتى تمر تلك الانتخابات بسلام. ولكن لسوء الحظ، تستنفذ اليونان الأموال المتاحة لديها، وبالتالي ستحتاج إلى العودة إلى الأسواق الرأسمالية في آواخر شهر أبريل، مما يلقي مزيدًا من الضغوط على " ميركل " لتتخذ خطوات فعلية الآن وليس لاحقًا.

كما مثلت تصريحات الأعضاء الآخرى للاتحاد الأوروبي و المفوضية الأوروبية ضغوطا على " ميركل "، حيث صرح " باروس " رئيس المفوضية الأوروبية قائلا " يجب أن نتخذ قرارًا في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة، وبالتالي إمكانية التعامل مع الأزمة والأوضاع الراهنة. ولا يمكن الاستمرار على تلك الوتيرة من المماطلة وعدم الوصول إلى قرار موحد، فنحن بذلك نجازف باستقرار اليورو ونزيد من التكهنات في الأسواق ".

سنظل نتقرب ما إذا كانت ستضع " ميركل " مصلحة الاتحاد الأوروبي فوق مصلحة ألمانيا، ولكن لاتزال تؤثر حالة عدم التأكد حول القضية اليونانية بالسلب على زوج (اليورو/ دولار)، مع اقتراب الزوج مرة آخرى من مستوى 1.3500 في الفترة الأوروبية. ويرى تجار العملات أن فشل الاتحاد الأوروبي في حل قضية صغيرة نسبيًا، من الممكن أن يستمر بشدة مع المشاكل الأكبر حجمًا باقتصادات شرق أوروبا، حيث سيأتي الدور على أسبانيا وإيطاليا، مما قد يؤدي إلى أزمة في الأسواق الرأسمالية بالاتحاد الأوروبي بأكمله. ويتداول الزوج الآن حول منطقة 1.3500، مما يعكس حذر الأسواق خلال الأحداث المقبلة هذا الأسبوع، وإذا تصدعت مفاوضات خطة إنقاذ اليونان، فمن المرجح أن ينخفض اليورو إلى أدنى المستويات خلال العام.