ضربة محتملة لسيادة الاتحاد النقدي الأوروبي قد تعمل على استمرار هبوط اليورو

هبط اليورو بواقع يزيد على 50 نقطة على مدار تعاملات الليلة الماضية متأثرًا بتصريحات المسئولين اليونانيين الذين أعربوا عن خيبة أمل كبرى أصابتهم حيال إمكانية الحصول على مساعدات مالية من الاتحاد النقدي الأوروبي في إطار القمة الخامسة والعشرون حيث ظهر ميل عام من جانب الدول الاعضاء إلى تحويل الأمر برمته إلى صندوق النقد الدولي فيما يتعلق باليونان والمساعدات المالية التي تستدعيها الأزمة الحالية. كما صرح رئيس وزراء اليونان، باباندريو، لمصادر صحفية في بروسل أنه لا يستبعد خيار اللجوء إلى صندوق النقد الدولي لتلبية الحاجات المالية الملحة لليونان. وحتى الآن لم تتمكن اليونان من السيطرة على مشكلة تفاقم عجز الموازنة، وهو ما عمل على الحيلولة دون إحداث قدر معقول من التوازن في تحركات اليونان في إطار سوق السندات الحكومية التي تعتبرها اليونان أحد أهم عوامل النجاة من الأزمة حتى مع زيادة العائدات على السندات الحكومية اليونانية بواقع 300 نقطة مقارنةً بالسندات الحكومةي الألمانية.


كما أعرب بعض المسئولون في اليونان عن شعورهم بأن اليونان قامت بالفعل بجهود حثيثة وبذلت تضحيات كبرى في سبيل إنقاذ اقتصاد البلاد من خلال اتخاذ الإجراءات التي تنطوي عليها خطة التقشف وأنها لن تُقدم على اتخاذ المزيد من هذه الإجراءات طالما استمرت معدلات الفائدة على السندات الحكومية عند هذا الحد المرتفع. وكانت كلمات جورج باباندريو، رئيس الوزراء اليوناني، واضحة وقاطعة عندما أعلن "لا نستبعد أي حل مهما كان للأزمة" في إطار إجابته على سؤال بخصوص خيار اللجوء إلى صندوق النقد الدولي. كما علق على ذلك بقوله "ولكن في هذه الحالة سوف نظطر إلى الاستدانة بفائدة عالية للغاية. ومع وجود الكثير من الخيارات الأخرى المتاحة لدينا، إلا أننا نفضل الاعتماد على الاتحاد النقدي الأوروبي".


ويبدو وأن هناك انقسام شديد بين مسئولي النقد في منطقو اليورو حول المساعدات المالية التي تحتاجها اليونان. فبعض المسئولين بألمانيا يرجحون كفة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي علاوة على مقاومة ألمانيا الشديدة لفكرة قيام البنك المركزي الأوروبي بإعلان خطة إنقاذ لليونان، وهو ما استندت فيه ألمانيا إلى الفقرة التي يتضمنها ميثاق الاتحاد النقدي الأوروبي والتي تحظر القيام لخطط إنقاذ للدول الأعضاء. على أي حال، نرى أن حل أزمة اليونان من خلال أعمال صندوق النقد الدولي يعتبر ضربة قوية موجهة إلى سيادة الاتحاد النقدي الأوروبي. تعليقًا على ذلك، قال جين كلود يانكر، رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو، "في حالة تعثر كاليفورنيا ومعانتها من مشكلات مالية، لن تتوجه الولايات المتحدة إلى صندوق النقد الدولي".


هذا وتستمر قضية اليونان في ضرب زوج (االيورو / دولار) والهبوط به إلى القاع كسحابة سوداء تطارده طوال الوقت. وفي حالة فشل الاتحاد النقدي الأوروبي في مواجهة هذه الأزمة والتصدي لحلها، من الممكن أن تستمر العملة الأوروبية الموحدة في التعرض للمزيد من الهبوط بسبب مخاوف االعجز المالي التي لا تهدد اليونان فقط، بل تمثل تهديدًا حقيقيًا لأغلب دول جنوب أوروبا التي من الممكن أن يأتي عليها الدور في مواجهة التهديد بالخروج من عضوية الاتحاد النقدي الأوروبي. جدير بالذكر أن (اليورو / دولار) كسر الدعم عند مستوى 1.3700 قبيل افتتاح التعاملات الأوروبية هذا الصباح مع احتمال الهبوط إلى 1.3650 بمرور الوقت أثناء يوم التداول الجاري في حالة فشل مسئولي الاتحاد الأوروبي في طمأنة الأسواق من خلال التأكيد على أن العمل يجري على قدم وساق في سبيل حل أزمة اليونان.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image