هل سيمضي الجنيه الإسترليني لاختبار أدنى مستوياته السنوية؟

حركة السعر:

زوج (الدولار/ ين): تتم عمليات التداول عليه داخل نطاق ضيق للغاية عند المستوى 90.00.
زوج (الأسترالي/ دولار): لا يزال قويًا نسبيًا عند المستوى 91.50.
زوج (الإسترليني/ دولار): يكسر المستوى 1.4900 مع طليعة تداولات بورصة لندن متأثرًا ببيانات الإنتاج الصناعي والتصنيعي الواهنة.
زوج (اليورو/ دولار): يعود إلى المستوى 1.3550 بعد أن أضرت البيانات الاقتصادية به.

لا يزال الاختلاف بين عملات المخاطرة الآسيوية والأوربية مستمرًا لليوم الثاني على التوالي داخل سوق تداول العملات، إذ هبط كل من اليورو والجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، فيما حلق الأسترالي عاليًا. ونبعت قوة زوج (الأسترالي/ دولار) من بيانات ميزان التجارة الصيني والتي جاءت في ضوء توقعات السوق بواقع 7.6 مليار، إلا أنها شهدت أيضًا ارتفاع صادرات البلاد بنحو 45% مقابل توقعات السوق التي تنبأت بنمو يتراوح ما بين 35-40%. وأماءت هذه الأنباء أن النشاط الاقتصادي العالمي لا يزال ماض في توسعه، كما كانت هذه الأنباء بشير خير على الدولار الأسترالي، والذي لا يزال يمثل الوكيل الأساسي للتجارة القائمة على أساس التعافي بين باقي العملات الرئيسة.

وتأتي الرياح بما لاتشتهي السفن، هكذا كان حال البيانات الاقتصادية بالنسبة للجنيه الإسترليني، والذي هبط إلى أدنى من المستوى 1.4900 مرة أخرى في أعقاب صدور بيانات الإنتاج الصناعي والتصنيعي البريطانية شديدة الوهن، حيث هبط الإنتاج التصنيعي بالبلاد بنحو -0.9% مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ له بارتفاع يصل إلى 0.3%. وعلى نفس المنوال، انكمش الإنتاج الصناعي بالبلاد بنحو -0.4% مقابل توقعات السوق المتنبئة بارتفاع يصل إلى 0.2%. ويُعزى جزء من الهبوط إلى الأوضاع المناخية قارصة البرودة المعتادة خلال فصل الشتاء، وبغض النظر عن واحد من العوامل المؤدية لهذا الهبوط، لا تزال الصورة المجملة للقطاع التصنيعي البريطاني يعوزها البريق، وذلك على الرغم من الهبوط الحاد الذي طال سعر صرف الجنيه الإسترليني.

وفي ظل سلبية الثقة في المضاربة، بات واضحًا في الوقت الحالي أن الجنيه الإسترليني يواجه خطر اختبار أدنى مستوياته على مدار العام عند 1.4800، وذلك إذا ما تسارعت وتيرة تدفقات العزوف عن المخاطرة على مدار الأيام المقبلة. في سياق متصل، عثر الزوج لنفسه على بعض الدعم عند المستوى 0.14900، وسيق هذا الدعم من صائدي الصفقات وبعض العمليات الشرائية لصناديق الثروة السيادية النابعة من الشرق الأوسط. ومع ذلك، لا يزال الإسترليني في مهب الريح مع استمرار خطورة تعرضه للمزيد من عمليات البيع الهائلة إذا ما واصلت البيانات الاقتصادية مفاجآتها الهابطة.

في غضون ذلك، مال زوج (اليورو/ دولار) إلى أدنى من المستوى 1.3550 في أعقاب صدورر بيانات ميزان التجارة الألماني، والتي كشفت النقاب عن تداعي الصادرات الألمانية بواقع -6.3%. وكما أشرنا آنفًا: "ستضعف بيانات اليوم الاقتصادية جدل مشتري اليورو القائل بأن معدلات الصرف المنخفضة ستحفز الطلب على الصادرات النابعة من نمو منطقة اليورو خلال عام 2010. من ناحية أخرى، لا يزال من المبكر للغاية قول إذا ما كانت مفاجأة هبوط شهر يناير ليست أكثر من حالة موسمية الظهور أم أنها بداية لاتجاه أكثر اضطرابًا. وفي كلا الحالتين، لم تكن بيانات ميزان التجارة خير عون لليورو، والتي لاقت ضربة موجعة من مخاوف أزمات الائتمان السيادي اليونانية، والبرتغالية، والإسبانية".
مع اقتراب الفترة الأمريكية، تبدو لنا المفكرة الاقتصادية اليوم خالية تقريبًا من أي أحداث من شأنها تحريك السوق، باستثناء تقرير مخزونات مبيعات الجملة. ومن المحتمل ان تتسم عمليات التداول بالهدوء، ولكن من الممكن أن تنصرف الأنظار صوب أسواق الدخل الثابت، في الوقت الذي يراقب فيه متداولو العملة عوائد سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل ذات الفائدة المرتفعة. تجدر الإشارة إلى أن صحيفة وول ستريت جورنال نوهت بالأمس عن أن الاحتياطي الفيدرالي سيشرع في عملية تبديل متدرجة للغة المستخدمة خطابتها؛ ومثالاً على ذلك سيرد بعد ذلك ذكر "لبعض الوقت" بدلاً من "لفترة ممتدة"، أو أن السياسة النقدية ستتسم "بالتكيف إلى حد كبير" بدلاً من بقاء معدلات الفائدة "منخفضة على نحو استثنائي". ومن الممكن أن يفضي مثل هذا التغير في المواقف إلى رفع معدلات الفائدة قصيرة الأجل الأمريكية، ومن ثم استمرار دعم ومؤازرة ارتفاع زوج (الدولار/ ين).

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image