شهية المخاطرة لم تحسم أمرها بعد و اليورو في خطر ( تعليق السوق)

الاسترليني يتعثرعلى خلفيات البيانات المتدهورة و تصريحات مؤسسة التصنيف الائتماني فيتش.

تعليق السوق :

شهدت ليلة الأمس تحركات متباطئة في ظل البيانات الاقتصادية التي لم تكن على قدر كبير من الأهمية ، مما أثر بدوره على العملات التي شهدت تداولاً على نطاق ضيق. و كانت السمة السائدة للسوق ليلة الأمس هى تراجع شهية المخاطرة و التي ألقت بظلالها على جلسة التداول الأسيوية منذ بدايتها، ليتزامن ذلك مع ارتفاع كل من الين و الدولار الأمريكي واللذان كان لهما نصيب الأسد من نتائج تلك التحركات. و عن الاسترليني فقد شهد تراجعاً في بدء الجلسة على خلفية القراءة المتراجعة للميزان التجاري . حيث انزلق الزوج ( استرليني/دولار) إلى أدنى مستوى له في إسبوع في ظل تراجع شهية المخاطرة . أما عن اليورو فقد وقع تحت ضغط كبير عقب ما صرحت به مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني عن خطورة الوضع الحالي للديون السيادية بالمملكة المتحدة، جاء ذلك في الوقت الذي أعربت فيه البرتغال عن أن خططها التحفيزية قد لا تكون كافية . و على الجانب اليوناني ، فإن مسئولي السياسة النقدية قد صرحوا بأن التصنيف الائتماني الحالي للبلاد لا يزال جيداً، إلا أن الأمور قد لا تسير على ما يرام فيما يتعلق بالتصنيف الائتماني لإسبانيا .

وعن البيانات الأمريكية التي صدرت يوم الأمس فقد كان لها أثر محدود على تحركات السوق في ظل تراجع ثقة مؤسسات الأعمال بنحو 0.88 مقابل القراءة السابقة و البالغة 89.3 ، في الوقت نفسه انخفضت قراءة مؤشر مؤشر(IBD\TIPP) لثقة المستهلك مسجلة 45.4 مقابل القراءة السابقة و البالغة 46.8 . و عن القراءة الإسبوعية لمؤشر الـ ABC لثقة المستهلك فلا تزال عند المستوى -49 . و تشير تفاصيل المؤشر إلى أن المؤشر لم يشهد أى تغير ملحوظ مقابل قراءة الإسبوع السابق في ظل عدم تغير وجهات النظر حول الاقتصاد و الموارد المالية الشخصية و التي لا تزال عند المستوى 8% و 44% على التوالي في حين تحسنت أوضاع الشراء بنحو 25% نقطة . وعن مزايدات سندات الخزانة لأجل 3 سنوات و التي بلغت 40 مليار دولار فقد شهدت ارتفاعاً مما ساهم في رفعت السندات على وجه العموم . بينما تراجعت سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنحو 1 نقطة أى بنسبة بلغت 3.71% و نجم عن ذلك تعثر الزوج ( دولار/ين) إلا أنه تمكن من التماسك فوق المستوى 90.0.

و عن التداولات الأسيوية لليلة الأمس فقد شهدت حالة من الهدوء في ظل صدور بعض البيانات الاقتصادية و التي لم يكن لها أثر ملحوظ على سوق العملات . حيث ارتفع مؤشر ثقة المستهلك الاسترالي في مارس بنحو 0.2% مقابل قراءة الشهر السابق و التي انخفضت بنحو 2.6%، في حين جاءت قراءة قروض الإسكان على نحو مخيب للأمال حيث سجل المؤشر انخفاض بنحو 7.9%. أما عن مؤشر تصاريح الإسكان الجديدة فقد مُنى بأكبر تراجع له مسجلاً 13.2%، الأمر الذي قد يدعم بدوره بنك الاحتياطي الاسترالي لتبني تصريحات أقل حدة خلال اجتماعه المقبل .

و بالحديث عن معدلات الفائدة و تداعياتها، فمن المرجح أن يأتي اجتماع بنك الاحتياطي النيوزيلاندي الذي سينعقد يوم الغد ليحظى بقدر هائل من الترقب حيث قرار الفائدة . جدير بالذكر أن هناك تصريحات من قبل البنك نفسه خلال الفترة السابقة تشير إلى أن المستويات المنخفضة الحالية للفائدة قد تظل لفترة ممتدة و حتى منتصف العام 2010 . هذا و سيكون هناك حالة من الترقب للبيان الذي سيصدر عن البنك عقب قرار الفائدة. و نظراً للتراجع الملموس في كل من ثقة المستهلك و مبيعات التجزئة فإن هناك إمكانية أن يمتد قرار رفع الفائدة إلى ما هو أبعد من منتصف العام الجاري.

وعن البيانات الاقتصادية الأخرى التي صدرت ليلة الأمس فقد جاءت قراءة مؤشر الميزان التجاري الصيني لشهر فبراير على نحو أفضل من التوقعات ، في ظل ارتفاع الصادرات بنحو 45.7% على أساس سنوي مقابل التوقعات البالغة 38.3% وكذلك ارتفاع الواردات بنحو 44.7% متجاوزة قراءة العام السابق و البالغة 38.0% . هذا و قد تقلص الفائض التجاري بنحو 7.61 مليار دولار مقابل القراءة السابقة و البالغة 14.17 مليار دولار . و على وجه العموم فإن هناك بادرة إيجابية على أن التجارة العالمية تعاود الوقوف على قدميها من جديد.

و على صعيد البيانات الاقتصادية التي ستصدر اليوم الأربعاء فسيكون كل من الإنتاج الصناعي و الإنتاج التصنيعي للمملكة المتحدة علاوة على حديث هالدان عضو مجلس إدارة بنك انجلترا. إلا أن الأمور قد تشهد هدوءاً كبيراً خلال جلسة التداول الأمريكية.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image