أنظار العالم تتوجه إلى برنانك ودعوات دولية لتريشيه بوقف نزيف الاقتصاد االأوروبي

أنظار العالم تتوجه إلى برنانك ودعوات دولية لتريشيه بوقف نزيف الاقتصاد االأوروبي

بدأ اليورو في الهبوط إلى مستويات تداول أقل في أعقاب دعوة منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية البنك المركزي الأوروبي إلى خفض معدل الفائدة الأوروبية، على الرغم من ذلك، استأنف اليورو ارتفاعه مرة ثانية مدفوعاً بموجة من الإيجابية اجتاحت الأسواق موفرةً دقوة دفع استندت إليها العملة في استئناف الاتجاه الصاعد. جدير بالذكر أن تقرير المنظمة الدولية للتعازن الاقتصادي و التنمية تضمن بعض التكهنات التي أشارت إلى إمكانية تعرض اقتصاد منطقة اليورو إلى انكماش بنسبة 4.8% في 2009 مع احتمال الرجوع إلى الصفر في الاتجاه المعاكس للهبوط في 2010. في غضون ذلك، حقق الحساب الجاري لمنطقة اليورو انخفاضاً ملحوظاً في مستوى العجز ليصل إلى 5.9- مقابل 7.0- مليار يورو حيث تحولت قراءة السلع المتداولة في المنطقة إلى تحقيق فائض بدلاً من العجز الذي حققته القراءة السابقة. كما ظهرت على السطح اليوم البيانات الاقتصادية الإيطالية و التي تنوعت بين ارتفاع و انخفاض لتشير إلى ارتفاع ثقة المستهلك الإيطالي إلى أعلى المستويات في 18 شهر لتصل قراءة المؤشر إلى 105.4 مقابل أعلى المستويات الذي سجل 105 فقط، بينما هبطت مبيعات التجزئة الإيطالية على غير المتوقع لتسجل القراءة الحالية 0.4%..
كما كان من بين توصيات منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية أنه ينبغي على المركزي الأوروبي خفض معدل الفائدة ليقترب المعدل من الصفر وذلك حتى يتم تعزيز الاقتصاد إلى أن يتحقق الانتعاش في المنطقة. كما أيدت المنظمة دعوتها للبنك بأن الأوضاع الحالية لاقتصاد المنطقة والتي تتسم بتوقف النمو الاقتصادي في الوقت الحالي والتي من المتوقع أن تستمر على مدار العامين القادمين تعتبر من أهم المؤشرات التي تؤكد على أن المنطقة في ركود عميق حيث بدأ الطلب الأجنبي على الصادرات الأوروبية مسيرة الانهيار، انهار الطلب المحلي بالفعل بسبب تأزم الأوضاع المالية و الائتمانية، ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات غي مسبوقة و غيرها من العوامل التي تشير في مجملها إلى تزايد الشك في إمكانية خروج المنطقة من الأزمة الاقتصادية في المستقبل القريب و هو ما يؤكد على الحاجة إلى المزيد من خفض الفائدة الأوروبية. على الرغم من ذلك، كان هناك موقف موحد لأعضاء مجلس إدارة المركزي الأوروبي و هو الرفض التام لفكرة خفض الفائدة الأوروبية على رأسهم "ناوتوني" الذي أكد أن الفائدة عند المستويات الملائمة للفترة الحالية و أنه لا أمل في الخفض قبل 2010. جدير بالذكر أن هذا الموقف قريب الشبه للغاية لموقف المركزي الأوروبي الذي اتخذه البنك في بداية الأزمة الاقتصادية العالمية و الذي اتسم برفض تام لخفض الفائدة بغض النظر عما قد يسببه هذا الرفض من تفاقم مخاوف الهبوط. و بالانتقال إلى الأثر المباشر لهذه الأحداث على سوق العملات، نجد أن اليورو في طريقه لكسر الدعم متجهاً إلى أسفل عند مستوى المتوسط الحسابي للـ (20 يوم) عند 1.4020 و هو ما قد ينتج عنه هبوط متسارع لزوج (اليورو / دولار)..
أما الإسترليني فارتفع إلى مستوى 1.5696 بافتتاح تعاملات الفترة الأوروبية. على الرغم منن ذلك، أُصيب الإسترليني بحالة من التباطؤ انتابت تداوله اليوم في أعقاب إصدار منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية المشار إليه أعلاه مما يرجح اختبار العملة لمستوى التعاملات اليومية. يُذكر أن التقرير أشار إلى أن تكهنات النمو البريطاني تراجعت إلى انكماش بنسبة 4.3-% مقابل3.7-% و ذلك بسبب هبوط قطاع الإسكان بالمملكة المتحدة و مع ذلك، من المنتظر أن يهبط الإسترليني إلى مستوى حققه في 3 يونيو الماضي عند 1.6650 حيث يواجه الباوند مقاومة قوية، إلا أن ذلك لا يُستبعَد في ضوءه إمكانية عكس الاتجاه و التعرض لهبوط حاد. في نفس الوقت يستمر مستوى المتوسط الحسابي للـ(20 يوم) في توفير الدعم للعملة مع استمرار مشتري الإسترليني في التمسك بالعملة و هما الأمران اللذان يدعمان الإسترليني في الوقت الحالي. بينما يرجح كسر الدعم عند المستويات المشار إليها أعلاه احتمال الهبوط لاختبار مستوى 1.5801 و هو المستوى الذي حققه الزوج في 8 يونيو الماضي..
كما يتوقع هبوط طلبات السلع المعمرة الأمريكية بنسبو 0.9% في مايو في أعقاب التحسن إلى 1.7% في الشهر السابق و هو ما يعد الهبوط للشهر الثاني على التوالي حيث يلقي هذا الهبوط بظلاله على حالة الحذر التي تعيشها الشركات في الوقت الراهن تجاه سيناريوهات النتعاش الاقتصادي. كما تتمثل العقبة الأساسية التي تقف حائلاً دون تحقيق الانتعاش في معنويات و ثقة الأعمال و المستهلكين لما لهما من تأثري أساسي في معدلات الطلب المحلي و الأجنبي على حدٍ سواء. و من المتوقع أيضاً أن يبقي الفيدرالي على الفائدة عند المستويات الحالية من 0.0% إلى 0.25% و هو الأمر الذي يتجنب به الفيدرالي التسرع في التراجع عن التسهيل النقدي حيث من تعد الإشارات إلى النتعاش غير كافية في الوقت الحالي و لا تصلح للاعتماد عليها الآن في اتخاذ مثل هذه القرارات بالغة الأهمية و المصيرية بالنسبة لاقتصاد ونقد أكبر دول العالم. كما يمكن أن يتسبب بيان الفيدرالي (بيان الفائدة و بياتن السياسة النقدية) مفي إشعال فتيل تجنب المخاطرة مما يدعم الدولار الأمريكي بقوة. على الجانب الآخر من الممكن أن يتحول برنانك نصف الكوب المملوء ليفجر موجة من التفاؤل حال تناوله للتحسن في قطاعات التوظيف و التصنيع و الإسكان و التي تحققت الأسبوع الماضي و هو ما يضعف من موقف الدولار..
______________________________
المصدر: Dailyfx
ترجمة قسم التحليلات و الأخبار بالمتداول العربي..


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image