شهية المخاطرة بين شقي الرحى من جديد ( تعليق السوق)

و شهادة برنانك محط للأنظار

تعليق السوق :

شهدت شهية المخاطرة تراجعاً يوم الأمس و ذلك في أعقاب البيانات الألمانية و التي سلكت نهجاً مخيباً للأمال للمرة الأولى ثم لحقت البيانات الأمريكية بالركب نفسه لتؤكد على الأمر ذاته . حيث جاءت قراءة مؤشر IFO لمناخ الأعمال دون التوقعات ليسجل أدنى مستوى له و لأول مرة في أكثر من عام . الأمر الذي كان كافياً للزج بالزوج ( يورو/دولار) إلى التراجع من أعلى مستوى له في إسبوع مقابل الدولار الأمريكي جاء ذلك في الوقت الذي شهدت فيه العملة المزيد من الضغوط عقب قيام وكالة فيتش بتقليص التصنيف الائتماني لرابع أكبر البنوك في اليونان .

و عن الاسترليني فقد انخفض أيضاً متراجعاً عن المكاسب التي حققها في وقت سابق من صباح يوم الأمس في ظل التصريحات الصادرة عن أعضاء لجنة السياسة النقدية ببنك انجلترا و التي ساد عليها طابع المحايدة الساحقة . حيث كان ميلز عضو لجنة السياسة النقدية ببنك انجلترا من دعاة توسيع نطاق برنامج التسهيل النقدي في حالة أن شهد الاقتصاد المزيد من التدهور .و الأمر نفسه من قبل ميرفن كينغ محافظ بنك انجلترا و الذي نوه في شهادته أمام لجنة البرلمان أن هناك فوائد من ضعف الاسترليني . وعن السيد توكر فكان الوحيد الذي حذر من المخاطر التضخمية في المملكة المتحدة و التي لا يمكن إغفالها ، الأمر الذي قد يتسبب بدوره في تراجع الاسترليني .

وعن البيانات الاقتصادية الأمريكية ليوم الأمس فقد شهد مؤشر كونفرنس بورد لثقة المستهلك تراجع حاد في فبراير و ذلك عقب تسجيله أعلى مستوى له في 15 شهر في يناير الماضي . حيث انزلق المؤشر مسجلاً قراءة بلغت 46.0 مقابل القراءة المراجعة و التي ارتفعت مسجلة 56.5 في يناير ، و ذلك تزامنا مع تراجع تقييم أوضاع سوق العمل. و مع ذلك ، فقد توقع بعض المحللين الاقتصاديين أن يكون المؤشر قد تأثر بقدر كبير بالظروف المناخية السيئة التي اجتاحت البلاد في ذلك الوقت . هذا و قد سجلت القراءة الإسبوعية لمؤشر الـ ABC لثقة المستهلك تراجعاً بنحو -50 مقابل القراءة السابقة و البالغة -49 إلا أنها لا تزال عند نفس المستويات التي حققتها خلال العامين الماضيين .

و على صعيد شهية المخاطرة فقد تراجعت من جديد في بدء جلسة التداول الأسيوية ليوم الأمس متأثرة بتلك البيانات التي ترددت حول قيام رابطة تنظيم البنوك في الصين بإبلاغ مؤسسات الدولة الموثوق فيها بتشديد متطلبات الإقراض على مطوري العقارات و منعهم من تقديم قروض لشراء الأراضي. علاوة على ذلك ، فقد تم إبلاغ تلك المؤسسات أيضاً بالتشديد على متطلبات القروض الجديدة التي تقوم بتقديمها إلى الجهات التمويلية الحكومية المحلية مما أثر على شهية المخاطرة بقدر مفرط لتنتهج الجانب السلبي .

وعن البيانات اليابانية فقد سجل مؤشر الفائض التجاري الياباني لشهر يناير ارتفاعاً بنحو ( 85.2 مليار ين فقط مقابل التوقعات بأن يسجل الميزان التجاري عجز بنحو 136 مليار ين) . هذا و لا يزال قطاع التصدير مرتفعاً على الرغم من الرياح المعاكسة و التي تؤثر بدورها على استقرار الين الياباني تزامناً مع الارتفاع الهائل في المعدل السنوي للصادرات بنحو 40.9% في الوقت الذي شهدت الصادرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية تحسناً ملحوظاً ، و ذلك للمرة الأولى في عام ، إلا أن الصين لا تزال على قائمة أكبر المستوردين من اليابان حيث ارتفاع صادراتها إلى الصين بنحو 79.9% على أساس سنوي .

أما عن جلسة التداول الأمريكية فستحظى شهادة بن برنانك رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي بقدر كبير من الترقب من قبل العديد من المستثمرين ( بل و ربما تكون أكثر أهمية من جلسة الاستجواب التي ستأتي عقبها ) . فسياسة الأبقاء على معدل الفائدة عند أدنى مستوياتها على غير المتوقع و لمدة طويلة من المتوقع أن تتسارع وتيرتها من جديد ، الأمر الذي سيكون له كبير الأثر على مستوى منحنى عائدات الخزانة الأمريكية . حيث تطمح الأسواق إلى أى بادرة تومئ ببدء وضع استراتيجية الخروج من دائرة التسهيل النقدي خلال جلسة الاستجواب علاوة على ترقب الجميع لتوقعات التضخم . هذا و سيتم صدور تقرير بدايات الإسكان و مبيعات المنازل الأمريكية الجديدة قبيل شهادة برنانك التي نوهنا عنها .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image