استقرار اليورو عند 1.3500 مع استمرار هبوط الإسترليني

حركة السعر:
- (الدولار / ين): يرتفع إلى مستوى 92.00، إلا أنه تعرض لمعوقات حالت دون ارتفاع لمستويات أعلى في أعقاب قرار الفيدرالي.
- (الأسترالي / دولار): يرتد إلى مستوى 8900 بعد إشارة جلين ستيفنز إلى رفع الفائدة في الاجتماع القادم.
- (الإسترليني / دولار): تحت مستوى 1.5400 بسب ضعف قراءة مبيعات التجزئة.
- (اليورو / دولار): يرتفع إلى مستوى 1.3500 في أعقاب ظهور قراءة PMI التصنيعي الألماني.


كانت ليلة التداول بالأمس مليئة بالاضطرابات حيث هبط (اليورو / دولار) إلى مستوى 1.3441 في أعقاب إعلان الفيدرالي لخفض فائدة سعر الخصم بعد انتهاء فترة التداول الأمريكية. على الرغم من ذلك، نجح اليورو بالوصول إلى منتصف تعاملات الفترة الأوروبية هذا الصباح في استعادة بعض ما فقده من النقاط ليحقق استقرارًا نسبيًا بالصعود إلى مستوى 1.3500 معتمدًأ على البيانات الإيجابية التي فاقت التوقعات لمؤشر PMI التصنيعي الألماني على الرغم من القدر الكبير من السلبية الذي خلفته بقية البيانات الصادرة من منطقة اليورو. في غضون ذلك، استمر الإسترليني في الهبوط تحت مستوى 1.5400 في أعقاب إصدار نتيجة مبيعات التجزئة البرطانية التي عكست تدهورًا حادًا في إنفاق المستهلك البريطاني حيث سجلت القراءة 1.2-% مقارنة بمراجعة القراءة السابقة التي سجلت 0.5+%.
وفي أوروبا، جاءت النتائج متنوعة بين انخفاض وارتفاع حيث هبط مؤشر PMI الخدمي الألماني إلى 52.00 مقابل التوقعات التي أشارت إلى 52.6 مما يشيرإلى الانخفاض للشهر الثاني على التوالي في أعقاب ارتفاع ديسمبر 2009 عندما سجل القطاع الخدمي ارتفاعًا إلى 53.7. يشير انخفاض قراءة PMI الخدمي إلى حالة من الضعف في قطاع المستهلك في منطقة اليورو، وهو ما ينعكس سلبًا على النمو في المنطقة على مدار 2010. وعلى الجانب الإيجابي، حقق قطاع التصنيع الألماني تحسنًا ملحوظًا ليواصل مسيرة التقدم ليشق القطاع بذلك جدار الظلام ويسمح بدخول بارقة أمل في إنقاذ اقتصاد المنطقة من التراجع الحاد، خاصةً إذا استمر معدل الفائدة على نفس الحالة من الانخفاض مما يعوق ارتفاع اليورو بالتزامن مع انتعاش الطلب الأجنبي على الصادرات، وهي العوامل التي في مجملها تشير إلى إمكانية تجاوز النمو في المنطقة لحدود الـ 3.00%.

 

في غضون ذلك، كانت نتيجة مبيعات التجزئة البريطانية أكثر قتامة من ذي قبل حيث سجلت مبيعات التجزئة في فبراير 1.2-% مقابل قراءة يناير المراجعة التي سجلت 0.5+%، وهو نفس الرقم الذي أشارت إليه التوقعات. ومن المرجح أن يكون هذا التراجع الحاد في مبيعات التجزئة البريطانية نتيجةً لسوء الأحوال الجوية في يناير الماضي. على الرغم من ذلك، لا يقتصر الأمر على سوء الأحوال الجوية حيث تعكس القراءة أيضًا حالة ضعف شديدة لمناخ الأعمال المناخ الاقتصادي في المملكة المتحدة بصفة عامة. كما رصد مكتب الإحصاء الوطني بالمملكة المتحدة بعض أسباب تدهور قطاع المستهلك في البلاد مصرحًا بأن برودة الجو وحالة الجمود التي أصابت الاقتصاد البريطاني وغيرها من العوامل اليت رجح المحللون الاقتصاديون على مختلف المستويات أن هناك إمكانية كبيرة لأن يتعرض الاقتاصد البريطاني لتحول حاد يعاني في إطاره من الانتقال إلى المنطقة السالبة من مؤشر النمو في أعقاب الخروج من هذه المنطقة إلى منطقة أكثر إيجابية عندما سجل ارتفاعًا بواقع 0.1% في الربع الرابع من 2009.

 

ومن خلال نظرة فاحصة في أوضاع اقتصادات دول مجموعة العشرين، نجد أن دول آسيا الباسفيكية (دول آسيا المطلة على المحيط الهادي) لا زالت تحتل مقصورة القيادة للاقتصاد العالمي حيث تحتل صدارة النمو الاقتصادي محققةً أعلى نسب هذا النمو مع الولايات المتحدة وكندا (دول أمريكا الشمالية) في المركز الثاني، بينما تبقى منطقة اليورو والمملكة المتحدة في العربة الأخيرة من قاطرة النمو. وحتى تتغير الأوضاع قليلًا وتبدأ بيانات منطقة اليورو في التحسن، من المحتمل أن تستمر العملات في عكس صورة حقيقية لنمو الاقتصادات الرئيسة على مستوى العالم.

 

وفي أمريكا الشمالية، ننتظر بيانات أسعار المستهلك الأمريكي التي من المتوقع أن ترتفع إلى حدٍ ما لتسجل 0.2%، وهو ما نتوقعه مستندين في ذلك إلى ارتفاع أسعار المنتجين يوم أمس. ومن المتوقع بناءً على ما سبق أن تتعرض عملات المخاطرة لقدر عالي من التذبذب علاوة على ذلك، في حالة استمرار الدولار في الصعود الحاد، يبقى الإسترليني خاضعًا للمزيد من الضغوط التي تحول دون تحقيق أي ارتفاع ليتعرض بذلك إلى عمليات بيع مكثفة مماثلة على خلفية البيانات البريطانية التي ظهرت على مدار الليلة وتلك التي ظهرت منذ قليل. من جهةٍ أخرى، مع ظهور الكثير من البيانات السلبية التي بدأ السوق وضعها في الاعتبار فيما يتعلق بالـ (اليورو / دولار) و(الإسترليني / دولار) وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لاتجاهات المخاطرة، وهو ما قد ينتج عنه عمليات تغطية الخسائر الناتجة عن بيع اليورو والإسترليني والتي تحول دون تسجيل مستويات منخفضة غير مسبوقة.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image