ضعف اليورو: أزمة اليونان وأشياء أخرى

لم تتمكن قراءات الـ PMI الألمانية والفرنسية من توفير الدعم اللازم لليورو الذي يخوض غمار معاناة كبيرة في الوقت الراهن حيث لم يتمكن من تجاوز التوقعات سوى مؤشر PMI التصنيعي الألماني بتسجيله لـ 57.1 مقابل التوقعات التي سجلت 54.1. وفي فرنسا، هبط مؤشري PMI الخدمي والتصنيعي إلى 54.7 مقابل 56.4 و54.6 مقابل 55.3 على الترتيب. كما هبط مؤشر PMI الخدمي إلى 51.7 مقابل 526 متوقع.

 

وعلى الرغم من استمرار الأرقام فوق مستوى الـ 50، مما يشير إلى حالة من نمو القطاعين التصنيعي والخدمي في البلدين، إلا أن البيانات الحالية ترجح أن التحسن في القطاعين قد بات أبطأ من ذي قبل في منطقة اليورو. فعلى سبيل المثال، لم يحقق القطاع التصنيعي بفرنسا أي تقدم يذكر على مدار الأشهر الأربعة الماضية في حين مارس القطاع الخدمي الفرنسي هبوطًا مستمرًا في أعقاب آخر تحسن أحرزه في نوفمبر الماضي حيث ارتفع مؤشر PMI الخدمي الفرنسي إلى 60.4 في هذا الشهر من العام الماضي.

 

وبالانتقال إلى ألمانيا، نرى أن الوضع يعتبر واعدًا ومبشرًا بالخير إلى حدٍ ما مقارنةً بفرنسا مع ارتفاع قراءة مؤشر PMI التصنيعي إلى حدٍ تجاوز التوقعات مما يؤكد على أن النمو في القطاع التصنيعي الألماني مستمر دون توقف (بتسجيل المؤشر لأعلى القراءات على الإطلاق في سنتين)، على الرغم من ذلك، لا زالت الصورة تحتوي على بعض الرتوش التي تثير القلق حيث نرى أن القطاع الخدمي بعيدًا تمامًا عن النمو أو التقدم، وهو على الأرجح ما يرجع إلى تراجع في إنفاق المستهلك.

 

وفيما يتعلق بزوج (اليورو / دولار)، فقد تراجع إلى مستويات ضعيفة للغاية في أعقاب المفاجأة التي فجرها الاحتياطي الفيدرالي بإعلان رفع فائدة سعر الخصم، التي تدفعها البنوك التجارية والمؤسسات المصرفية التي تتلقى إيداعات مقابل ما تتقاضاه من قروض من البنك المركزي، وذلك في أعقاب إغلاق الأسواق الأمريكية يوم أمس، وهو ما أسفر عن هبوط الزوج تحت مستوى 1.3500 استجابةً لهذه الأخبار. كما يستمر اليورو في التعرض لضغوط شديدة على كافة المستويات والأصعدة مصارعًا ومحاربًا على كل الجبهات التي فتحت عليه من جميع الجهات، ولكن من الواضح أنه صراع لم يجد نفعًا حتى الآن فالموقف في اليونان لا زال على نفس الحالة من التعقيد مهددًا النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو ككل مما يحول دون اتباع البنك المركزي الأوروبي لنفس استراتيجية الخروج من التسهيل النقدي التي بدأ الفيدرالي في تنفيذ الخطة الخاصة بها.

 

جدير بالذكر أن (اليورو / دولار) تمكن من استعادة بعض الاستقرار من خلال بعض العملايت الصغيرة لتغطالخسائر الناتجة عن بيع اليورو مما أدى إلى ارتفاع طفيف في اتجاه 1.3500 في مطلع التعاملات الأوروبية هذا الصباح، على الرغم من ذلك يبقى الزوج على نفس الحالة من الضعف متبعًا الاتجاه الهابط على المدى الطويل بسبب تأخر البيانات الأوروبية في تحقيق أي قدر ملائم من التحسن يصلح للاعتماد عليه في ارتفاع العملة الأوروبية الموحدة وتواجد البيانات الاقتصادية لمنطقة اليورو في المركز الثاني من التقدم بعد البيانات الأمريكية. ومن خلال نظرة فاحصة في أوضاع اقتاصدات دول مجموعة العشرين، نجد أن دول آسيا الباسفيكية (دول آسيا المطلة على المحيط الهادي) لا زالت تحتل مقصورة القيادة للاقتصاد العالمي حيث تحتل صدارة النمو الاقتصادي محققةً أعلى نسب هذا النمو مع الولايات المتحدة وكندا (دول أمريكا الشمالية) في المركز الثاني، بينما تبقى منطقة اليورو والمملكة المتحدة في العربة الأخيرة من قاطرة النمو. وحتى تتغير الأضاع قليلًا وتبدأ بيانات منطقة اليورو في التحسن، من المحتمل أن تستمر العملات في عكس صورة حقيقية لنمو الاقتصادات الرئيسة على مستوى العالم.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image