الدولار يحلق عاليًا مع مفاجأة الفيدرالي (تعليق السوق)

تحدث " برنانك " رئيس الاحتياطي الفيدرالي عن رفع سعر الخصم إلى 100 نقطة أساس في خطابه الآخير، كما كشفت نتائج الاجتماع الآخير للجنة الاحتياطي الفيدرالي عن الأمر ذاته في الاجتماع الآخير، حيث فاجأ الاحتياطي الفيدرالي الأسواق برفع سعر الخصم بنحو 25 نقطة أساس إلى 0.75% في أعقاب إغلاق الأسواق الأمريكية بالأمس.


هذا، وقد فاجأ توقيت ذلك التحرك الأسواق، خاصة في ظل ظروف ضعف السيولة، وكنتيجة لذلك ارتفع الدولار مع ارتفاع العائدات الأمريكية. كما أكد الفيدرالي على أن ذلك التحرك لا يعد تغيرًا في السياسة النقدية الحالية أو تغييرًا في التطلعات الاقتصادية للبنك، بل يهدف إلى جعل السياسة النقدية أكثر طبيعية ( فقبل الأزمة الاقتصادية كان سعر الخصم مرتفعًا بواقع 100 نقطة أساس عن معدلات الفائدة الفيدرالية). وتجدر الإشارة إلى أنه بالكاد تستغل البنوك أداة سعر الخصم من أجل التمويل، كما أن رفع سعر الخصم لايؤثر سوى على 14 مليار دولار من أموال المقترضين.


كما تركز حديث الفيدرالي على أن رفع سعر الخصم لايشكل تغييرًا في السياسة النقدية بل لايعدو كونه تطورًا فنيًا. كما حاول " لوكهارت " عضو الفيدرالي أول المتحدثين عبر وسائل الإعلام عقب القرار التقليل من شأن ذلك التحرك. كما أضاف بأننا لازلنا بحاجة إلى سياسة الموائمة لدعم الاقتصاد. ولم تظهر الأسواق سوى رد فعلي أولي لتلك التصريحات، مفضلة منظور قوة الدولار والعائدات قصيرة الأجل. ولكن عندما تصدرت تصريحات " بولارد " الأسواق، تفاعلت الأسواق الأسيوية معها. حيث صرح " بولارد " بأن توقعات الأسواق برفع معدل الفائدة هذا العام تعد مفرطة للغاية، كما أضاف بأنه من المحتمل أن يستمر موقف السياسة النقدية الفيدرالية الحالية حتى العام المقبل. وتراجع الدولار عقب صدور تلك التصريحات مع ارتفاع زوج ( اليورو/ دولار) فوق مستوى 1.35 قبل أن ينخفض مرة آخرى.


وعلى الرغم من البلبلة التي أحدثها الفيدرالي، إلا أنه سرعان ما ستتجاهل الأسواق البيانات الصادرة بالأمس. وأحبطت إعانات البطالة الأمريكية الأسواق مرة آخرى، حيث هبطت بنحو 473 ألف، مقابل التوقعات بـ 438 ألف، في حين لم يتغير إجمالي إعانات البطالة عند 4563 ألف. وركزت أسواق السندات على هذا المنظور عوضًا عن الحقيقة القائلة بارتفاع مؤشر أسعار المنتجين في يناير.


يبدو أن أسواق الأسهم الأسيوية قد فضلت العزوف عن المخاطرة خلال الجلسة، مع تكرار البورصات لعمليات بيع العقود الآجلة لمؤشر استاندرز أند بورز، وهبطت إلى المنطقة السالبة. وواصل الدولار الأمريكي ارتفاعه، خاصة مقابل الإسترليني. كما تراجع أداء زوج (الإسترليني / دولار) والأزواج التقاطعية للإسترليني، حيث افترضت الأسواق أن الفيدرالي قد اتخذ الخطوة الأولى نحو استراتيجية الخروج، في حين أن بنك إنجلترا بعيدًا كل البعد عن الخطوة الأولى. علاوة على ذلك، ظهرت أنباء كارثية عن المالية العامة بالمملكة المتحدة، حيث سجلت إدارة الخزانة المسؤولة عن إدارة إيرادات الدولة عجزًا في يناير لأول مرة منذ 17 عام. وإذا ازداد العجز عن 180 مليار إسترليني، فمن المحتمل أن ترتفع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة المتحدة عند 12.8% عن المحققة في اليونان.


وعلى صعيد مؤشر الدولار، يشير بعض المحللين الفنيين إلى تقاطع ذهبي (ارتفاع المتوسط الحسابي لـ 50 يوم فوق المتوسط الحسابي لـ 200 يوم) مما يشير إلى المزيد من مكاسب الدولار خلال الجلسة المقبلة.


وفي الفترة الأمريكية اليوم، من المقرر صدور بيانات مبيعات التجزئة الكندية و المؤشرات الرائدة، وكذلك مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image