برنانك يغير قواعد اللعب في سوق العملات باستراتيجية خروج غير معلنة

برنانك يغير قواعد اللعب في سوق العملات باستراتيجية خروج غير معلنة

فاجأ الاحتياطي الفيدرالي الأسواق يوم أمس عندما رفع فائدة سعر الخصم، وهي الفائدة التي يتقاضاها بنك الأحتياط الفيدرالي عند اقراض البنوك، بواقع 0.25 نقطة لتصل إلى 0.75 مما أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى مستويات غير مسبوقة مقابل جميع العملات الرئيسة. وعل الرغم من أن الفيدرالي لا زال يسير على نفس النهج فيما يتعلق بالسياسة النقدية حيث أعلن برنانك أن هذا الرفع لن يؤدي إلى أي تغيير جوهري في السياسة النقدية الفيدرالية، إلا أن الأفعال تتحدث تتحدث بصول أعلى من الأقوال. فالقرار المشار إليه يستهدف بلا شك العودة بالسياسة النقدية إلى الأوضاع الطبيعية والعدول عن الأوضاع غير الاعتيادية التي كانت عليها السياسة النقدية أثناء أزمة الاقتصاد العالمي مما يرجح أن الفيدرالي يتوجه بالسياسة النقدية إلى التضييق والتقييد النقدي والائتماني.

 

ومن المهم أن نبدأ بإلقاء الضوء على الفرق بين معدل الفائدة على التمويلات الفيدرالية، معدل الفائدة مدار الليلة ومعدل فائدة سعر الخصم حيث يعتبر سعر الخصم هو معدل الفائدة على القروض التي يمنحها الفيدرالي للبنوك التجارية وغيرها من المؤسسات المصرفية التي تتلقى إيداعات، بينما يمثل معدل الفائدة على التمويلات الفيدرالية في معدل الفائدة على القرو ض المتبادلة بين البنوك في الولايات المتحدة أو ما يمكن تسميته بمعدل الفائدة على الإقراض بين البنوك الأمريكية. ومن خلال رفع فائدة سعر الخصم، رأى بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه يمكنه أن يوسع الفارق بين معدل الفائدة الخاص بسعر الخصم وبين معدل الفئدة على التمويلات الفيدرالية، وهو ما ينعكس على معدل الفائدة المعياري، وهو التحرك االذي قام به البنك المركزي من أجل التحكم في معدلات السيولة في السوق في أعقاب إغراق السوق بكميات ضخمة من السيولة.

 

كانت هذه المفاجأة بمثابة تغيير لقواعد اللعب في سوق العملت حيث أدت إلى مكاسب غير عادية للدولار الأمريكي على مدار الفترة الأسيوية والفترة الأوروبية منذ بدايتها هذا الصباح، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يستمر حتى مع تصريح الاحتياطي الفيدرالي بأنه لا زال ينتهج نفس النهج ويسير على نفس المنوال فيما يتعلق بالسياسة النقدية الفيدرالية وتطلعات الاقتصاد الأمريكي وأن معدل الفائدة الفيدرالية سوف يستمر عند مستويات قريبة جدًا من الصفر لفترات ممتدة. والأهم من كل ذلك أن الفيدرالي قد بدأ رحلته بالفعل على طريق التضييق والتقييد النقدي والائتماني مع البدء الفعلي في تنفيذ خطة خروج من التسهيل النقدي وهذا هو ما يفعله الفيدرالي في الوقت الراهن. يعد ما سبق إيجابيًا للغاية بالنسبة للدولار الأمريكي حيث ارتفع مقابل جميع العملات الرئيسة، وهو ما يتضح إلى حدٍ كبير في الهبوط المروع لزوج (اليورو / دولار)

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image