البطالة البريطانية تلقي قنبلة من العيار الثقيل

كشفت بيانات البطالة البريطانية عن تدهور مفاجئ، وذلك بعد ارتفاع التغير في إعانات البطالة إلى 23.5 ألفًا بدلاً من انكماشها إلى -14.6 ألفًا، وفقًا لتوقعات الأسواق. من ناحية أخرى، ظل معدل البطالة ثابتًا بنسبة 7.8%، إلا أن متوسط الدخول ارتفع بواقع 0.8% مقابل توقعات السوق المتنبئة بارتفاع يصل إلى 1.2%، أي ما يمثل وتيرة النمو الأبطأ قياسيًا للشهر الثالث على التوالي.

هذا، ولا تزال أوضاع العمل داخل الاقتصاد الأوربي تفرض نوع من التحدي في مواجهة البلاد، في الوقت الذي تشرع فيه الأخيرة في التعافي من أسوأ موجة ركود في أعقاب الحرب العالمية الثانية. جدير بالذكر، أن الاقتصاد البريطاني عاد من جديد إلى معدلات النمو الإيجابي خلال الربع الأخير من العام الماضي فقط، لتكون بذلك آخر الدول الصناعية من حيث التعافي الاقتصادي، وحتى مع حدوث ذلك، سجلت قراءة الناتج المحلي الإجمالي بالبلاد ارتفاعًا هزيلاً بواقع 0.1%. وتشير بيانات البطالة الصارمة إلى أنه من المحتمل أن يظل النمو فاترًا على مدار المستقبل القريب، وهو ما سيحدو ببنك إنجلترا إلى الإبقاء على سياسته الراهنة حتى عام 2010، بل من المحتمل إلى أبعد من ذلك.

وشرع الجنيه الإسترليني في التعافي عقب إصدار بنك إنجلترا عن قراره الذي أثلج الصدور بأنه سيوقف العمل ببرنامج التسهيلات النقدية الخاص به. ومن جانبهم، صوتت لجنة السياسة النقدية بالإجماع على اتخاذ هذا القرار في اجتماعها الأخير، ويعد مثل هذا قرارًا ممتازًا من قبل السلطات المالية التي تدرس وتفكر في جميع الإمكانات والاحتمالات. وكان السبب الرئيس وراء إيقاف العمل بالبرنامج الخوف من ارتفاع التضخم، وشعور الكثير من الأفراد بأن أي برامج تسهيلات نقدية جديدة ستسفر عن قد ضئيل من الفعالية في هذا الوقت. ومع ذلك، تعد السلطات النقدية البريطانية على دراية كاملة بمخاطر الهبوط على الاقتصاد البريطاني، كما من المحتمل أن يسفر أي تدهور آخر يطال البيانات الاقتصادية عن إثارة النقاش إزاء مدى الانتفاع ببرامج التسهيلات النقدية كتدبير تحفيزي من جديد.

واختصارًا، رغم أن الجنيه الإسترليني شهد ردة فعل مباشرة تمثلت في ارتداده عقب صدور نتائج اجتماعات لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، فإننا على يقين بأن بيانات العمل شديدة السوء ستغلب على أي تأثير إيجابي نابع من إيقاف العمل ببرنامج التسهيلات النقدية، ومن الممكن أن يخضع الزوج لمزيد من ضغوط البيع المفرطة مع مرور اليوم، لاسيما إذا ما عادت تدفقات العزوف عن المخاطرة من جديد.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image