سؤال وجواب : هل تستمر قوة صعود (اليورو/دولار) ؟

 

 

 

شهد سوق العملات اليوم عمليات بيع حادة للدولار الأمريكي مقابل اليورو، مما دفع الزوج لاختراق الاتجاه العرضي الذي اتخذه مؤخراً ليسجل أعلى مستوى يومي له عند 1.41. فإن صعود الزوج بما يزيد عن 200 نقطةن كان هو الأقوى منذ الثامن من مايو الماضي. وعلى الرغم من الضعف الذي أصاب الدولار الأمريكي بوجه عام، إلا أن زوجي (اليورو/دولار) و (الدولار/ين) شهدا أقوى صعود اليوم. فعلى سبيل المثال، لا يزال زوج (الإسترليني/دولار) يتحرك في نطاقه الأسبوعي، وبالمثل في زوج (الأسترالي/دولار) و (النيوزيلندي/دولار). جدير بالذكر أن معظم هذه التحركات كانت في أسواق العملات، حيث أغلقت أسواق الأسهم والسندات والسلع بدون أية تغيرات. وبالتالي فإن غياب التحركات المنسقة يثير بعض القلق لأنه يشير إلى انشغال المتداولين بالتداول في أسواق أخرى.

 

ما الدافع وراء صعود (اليورو/دولار) ؟

 

لقد تسائل العديد عن الأسباب التي قد تدفع الدولار إلى اختراق نطاقه الأخير. وحينئذٍ تحدثنا عن أن الدافع وراء هذا يتمثل في وجود أحداث مثيرة فضلاً عن خلو المفكرة الاقتصادية من الأحداث الهامة. وفي ضوء ذلك، يمكننا أن نقول أن هذه التحركات تعتمد على مجموعة أحداث مثيرة وبيانات منظمة في المفكرة الاقتصادية هي التي قادت الدولار لأن يهوى بحدة مقابل اليورو اليوم. على الرغم من ذلك، فإن قوة الطلب تشير إلى عدم وجود مخاوف لدى المتداولين من شراء الأصول الأمريكية، كما أدت هذه البيانات إلى ارتفاع أسعار السندات وهبوط عوائد السندات. فقد قلت تدفقات الملاذ الأمن بعد أن صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أنه لا توجد حاجة لإقرار خطة تحفيز ثانية في الوقت الحالي، على الرغم من استمرار ارتفاع معدل البطالة. هذا ومن المتوقع أن يكرر البنك الإحتياطي الفيدرالي التأكيد على سعر الفائدة سوف يظل عند مستويات منخفضة لفترة من الوقت، مما يقلل فرص رفع سعر الفادة قبل نهاية العام الحالي. هذا وتباينت البيانات الاقتصادية بالولايات المتحدة الأمريكية اليوم، حيث ارتفعت مبيعات المنازل الكائنة، ولكنها خالفت التوقعات. من ناحية أخرى، جاءت بيانات منطقة اليورو مفاجئة، حيث أدت تعليقات "أكسيل فيبر" محافظ البنك المركزي الألماني وعضو لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي إلى زيادة اشتعال الموقف.

 

وبالعودة إلى بداية صعود زوج (اليورو/دولار) نجد أن أولى المحفزات لهذا الصعود تمثلت في ارتفاع ثقة المستهلكين الألمانية، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر PMI المجمع إلى أعلى مستوياته في تسعة أشهر. ومن الملحوظ أن وتيرة الانكماش بدأت تنخفض وهذا يمثل اتجاهاً عالمياً ليس محلياً. هذا وصرح "أكسيل فيبر" ان البنك المركزي الأوروبي قد استغل جميع فرصه لخفض سعر الفائدة، ,انه لا توجد حاجة في الوقت الحالي إلى المزيد من الإجراءات التحفيزية. وكونه رئيس البنك المركزي الألماني فإن تعليقاته لها تأثير واضح على سوق العملات. علاوة على ذلك، أبدى "كوادين" عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي عن تفاؤله قائلاً ان معدل البطالة قد يواصل ارتفاعه في ظل بدء التعافي. على الرغم من ذلك، كانت تصريحات تريشيه بالأمس ذات أهمية كبيرة، حيث قال أن صناع السياسة بالبنك عليهم أن يلزموا اليقظة، على الرغم من علامات اقتراب تعافي الاقتصاد لأن هناك لا تزال مخاطر لحدوث اية طوارئ بشأن الأزمة المالية الحالية. 

 

إن السؤال الذي يتردد على ألسنة متداولي (اليورو/دولار) هو هل يستمر صعود الزوج؟ وفي الغالب، عندما يحدث صعود قوي مثل هذا الذي شهده (اليورو/دولار) فهو يستمر. ولكن هناك عائقين لا بد من تخطي الزوج لهما على مدار الأربعة وعشرون ساعة القادمة. الاول يتمثل في خطة إعادة التمويل بالبنك المركزي الأوروبي  والتي تستمر لمدة 12 شهر. ويرى متداول السندات هذه الخطة على أنها جزء من برنامج التسهيلات النقدية التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي لأنها سوف يتم ضمانها بالسندات الحكومية، وهو ما قد يعد ضمان للتمويل بالبنك. كما أشار فيبر أنه لا توجد حاجة لإقرار المزيد من التسهيلات. ثانياً، قرار الفائدة وبيان السياسة النقدية بالبنك الإحتياطي الفيدرالي. فإننا لا نتوقع أية مفاجئات في هذا الشأن، ولكن متداولو زوج (اليورو/دولار) سوف يراقبون بدقة مدى تفاؤل البنك أو حذره. في الوقت ذاته، وقبل صدور قرار الفائدة، سوف تصدر بيانات الحساب الجاري بمنطقة اليورو عن شهر أبريل، والتي من المتوقع أن يتسع عجز الحساب الجاري في أبريل بسبب اتساع العجز في ألمانيا. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image