استمرار تراجع اليورو و أزمة اليونان إلى أين؟

جلسة تداول أسيوية هادئة قبيل عطلة نهاية الإسبوع

تعليق السوق :

أصيبت الأسواق بنوبة من خيبة الأمل في ظل عدم صدور أية أنباء عن مستقبل خطة الإنقاذ اليونانية و كنتيجة لذلك واصل اليورو تراجعه خلال جلسة التداول الأسيوية لليلة الأمس . و على الرغم من اتفاق قادة الاتحاد الأوروبي لدعم اليونان إلا أنه حتى الأن لم تصدر أى قرارات أو تعهدات ملموسة من قبل حكومات منطقة اليورو من شأنها توفير أى دعم مالي لليونان ، و على الرغم مما تردد من أن الحكومات "ستتخذ إجراءات حازمة ومنسقة " إذا استدعى الأمر لذلك من أجل الحفاظ على الاستقرار المالي لمنطقة اليورو ككل . إلا أن الأنباء التي ترددت خلال جلسة التداول الأسيوية تفيد بأن صحيفة الجارديان البريطانية قد صرحت بأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تناهض و بشدة أية خطة إنقاذ سريعة لليونان وذلك استناداً إلى أسس قانونية و دستورية. و من ثم فقد شهد اليورو تراجعاً طفيفاً تزامناً مع جلسة تداول أسيوية هادئة .

و على صعيد التطورات الأخرى الحادثة خلال تداولات ليلة الأمس ، فقد جاء أداء الكرونة السويدية ضعيفاً للغاية عقب إبقاء بنك الريسكبانك على معدل الفائدة دون تغير عند المستوى 0.25% ،كما كان متوقعاً ، مما رفع بدوره من متوسط التوقعات بانتهاج البنك سياسة التشديد النقدي خلال السنوات القليلة المقبلة . جدير بالذكر أن الريسكبانك قد يشرع في بدء سياسة التشديد هذه خلال الصيف الحالي ، بدلا من الجدول الزمني المتوقع .

و على صعيد البيانات الاقتصادية التي صدرت يوم الأمس فقد شهدت إعانات البطالة الإسبوعية الأمريكية بعض التحسن للمرة الأولى منذ فترة طويلة . حيث خالفت قراءة المؤشر التوقعات مسجلة 440 ألف مقابل التوقعات البالغة 465 ألف ، و التي قابلها تراجع القراءة الإجمالية للمؤشر بنحو 4538 ألف مقابل القراءة السابقة و البالغة 4617 ألف . لتشهد إعانات البطالة الجديدة انخفاضاً طفيفاً ، تزامناً مع تراجع المتوسط الحسابي للمؤشر في 4 أسابيع بنحو 200 ألف مقارنة بالقراءة التي بلغت ذروتها في وقت مبكر من شهر إبريل للعام الماضي .

و عن البيانات النيوزيلاندية التي صدرت في وقت مبكر من صباح اليوم فلم تنعكس بشكل إيجابي على الدولار النيوزيلاندي في ظل تقرير مبيعات التجزئة المخيب للأمال ، والذي جاء في أعقاب بيانات التوظيف المحبطة الصادرة خلال الإسبوع الماضي ، حيث شهدت مبيعات التجزئة في ديسمبر تراجع ملموس بنحو 0.5% مقابل توقعات السوق و كذلك مقابل الارتفاع الذي شهده المؤشر خلال الشهر السابق و الذي سجل 0.8% . أما عن المؤشر بقيمته الأساسية باستثناء مبيعات السيارات فقد جاء أسوأ من التوقعات مسجلاً 1.8% مقابل توقعات الارتفاع و التي قدرت بنحو 0.2% عقب التعافي السابق الذي شهده المؤشر و الذي سجل 0.8% . و عن المتسبب الأساسي في ذلك التراجع فكان قطاع الصناعة و ارتفاع مخزونات المتاجر في حين ارتفعت مبيعات السيارات بقدر ملحوظ . و في بادرة جديدة محبطة من قبل البيانات النيوزيلاندية "صرح البنك الاحتياطي النيوزيلاندي أن سوق الإسكان قدر تراجع بقدر حاد في يناير في ظل انزلاق مبيعات المنازل بنحو 26.0% على أساس شهري ". و من ثم فإن تلك البيانات جاءت بدورها لتوجه ضربات التراجع إلى العملة النيوزيلاندية و التي تراجعت دون المستوى 1.70 .

هذا و قد شهد تداول الأمس حالة من الهدوء في ظل الاحتفالات بأعياد رأس السنة القمرية ، وعلاوة على عطلة الأعياد الأمريكية خلال يوم الاثنين القادم فإن حدوث ديناميكية في تداولات الأسواق قد يكون أمراً مشكوك فيه و على صعيد جلسة التداول الأمريكية لهذا اليوم فمن المزمع صدور تقرير مبيعات السيارات الكندية الجديدة و مبيعات التجزئة الأمريكية و كذلك مؤشر ميتشغان لثقة المستهلك و مخزونات الأعمال .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image