اليورو تحت رحمة التطورات اليونانية ( تعليق السوق)

وميزان التجارة الصيني يعكس ارتفاعاً في الواردات و تراجع في الصادرات

تعليق السوق :

ترددت بعض الشائعات في وقت متأخر من جلسة التداول الأمريكية يوم الأمس فيما يتعلق بأن هناك آمال بأن يكون هناك حلاً لوضع الدين اليوناني و لو بصورة مؤقتة و أن منطقة اليورو على وشك اتخاذ خطوة لمساندة اليونان. الأمر الذي دعم بدوره من تحركات اليورو ليسجل أفضل أداء له مقابل الدولار الأمريكي مسجلاً أعلى مستوى له فيما يزيد عن شهرين و ليتراجع عن الخسائر التي مُنى بها في وقت مبكر من الإسبوع الجاري . إلا أن الزوج ( يورو/دولار) قد عاود التراجع عن بعض ما أحرزه من تقدم عقب تصريحات المتحدث بإسم الحكومة الألمانية و التي أكدت بأن تلك الشائعات "لا أساس لها من الصحة ".

و مع ذلك ، فقد جاء في أحد المقالات الصحفية بصحيفة الوول ستريت أن ألمانيا تدرس خطة مع نظيراتها من الدول الأوروبية من أجل تقديم ضمانات القروض لليونان و غيرها من دول منطقة اليورو المتعثرة و ذلك في محالة لتهدئة المخاوف من حدوث تقصير من قبل الحكومة الأمر الذي قد يكون مادة للشائعات و التي إن تأكدت قد تحدث ضرراً لا يستهان به بالعملة الأوروبية الموحدة . و بالفعل فسوف يصرح وزير المالية الألماني ولفغانغ سكايبلفي وقت متأخر من اليوم بالخطوات المقرر اتخاذها من أجل دعم اليونان و ذلك قبيل انعقاد القمة الأوروبية يوم الغد .

و عن الاسترليني فقد كابد الكثير من التراجع في وقت مبكر من جلسة التداول الأوروبية في ظل بيانات ميزان التجارة المتدهورة و الذي تزامنت بدورها مع تأكيد مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني على أن المملكة المتحدة ستكون واحدة من بين الاقتصاديات التي قد تكون عرضة لتراجع تصنيفها الائتماني من AA الأمر الذي أبقى على منع الزوج ( استرليني/دولار) من الارتفاع إلا أن الزوج تمكن من التقاط أنفاسه من جديد في ظل الارتفاع الذي شهده اليورو .

و على صعيد البيانات الاقتصادية التي ظهرت ليلة الأمس .فقد جاء مؤشر المبيعات الإسبوعي لأفرع المتاجر لتشهد تحسناً خلال الإسبوع الأول من فبراير حيث ارتفع المؤشر بنحو 1.4% على أساس إسبوعي .في الوقت نفسه ، ارتفع مؤشر جونسون ريدبوك بنحو 1.7% على أساس شهري في يناير و على الرغم من ذلك إلا أن القراءات التي تنم عنها التقارير قد يكون مشكوك في دقتها بقدر كبير في ظل الطقس السيء للغاية .

و عن تداولات ليلة الأمس فعلى الرغم من ارتفاع شهية المخاطرة خلال جلسة التداول الأسيوية إلا أن هذا الأمر لم يفلح في دفع عملات المخاطرة لتحرز المزيد من التقدم . و عن البيانات اليابانية فقد جاءت أفضل مما كان متوقعاً حيث سجل مؤشر طلبات الميكنة ارتفاع بنحو 20.1% على أساس شهري حيث تجاوز المؤشر التقديرات المتوقعة مختتماً الربع الأخير من العام 2009 بقراءة جيدة . و من ثم فهناك توقعات بأن تشهد قراءة الربع الأول من العام الجاري تحسناً بنحو 2% .

وعلى صعيد البيانات الصينية فقد سجل ميزان التجارة ارتفاعاً في يناير تزامناً مع الصادرات التي ارتفعت مسجلة 21.0% على أساس سنوي مقابل قراءة ديسمبر و البالغة 17.7% ، بينما قفزت الواردات مسجلة 85.5% مقابل قراءة الفترة نفسها من العام السابق . و بالتالي فقد جاءت ردة الفعل المباشرة لتلك البيانات متمثلة في موجة بيع حادة ليتراجع كل من الدولار الاسترالي و اليورو فيما يتراوح ما بين 15إلى 20 نقطة.

هذا و قد جاءت تطورات الوضع في اليونان لتشهد ترقباً من قبل الكثيرين ، تزامناً مع الاهتمام الكبير الذي تلقاه المفكرة الاقتصادية لهذا اليوم . حيث من المزمع صدور تقرير التضخم ربع السنوي لبنك انجلترا و الذي سيصاحبه صدور تقريري الإنتاج الصناعي و الإنتاج التصنيعي للمملكة المتحدة أيضاً . حيث من المرجح ألا تحمل جعبة لجنة السياسة النقدية البريطانية أى جديد ، حيث من المتوقع أن يأتي تقرير التضخم مؤكداً على أن التضخم في المملكة المتحدة سوف يبلغ ذروته عند المستوى 3% ليعاود تراجعه من جديد إلى المستوى المستهدف 2% . و بالتالي فإن هناك مخاطر بأن يتم مراجعة توقعات النمو لتنخفض على المدى القريب عقب الأداء المحبط للأداء الاقتصادي للبلاد خلال الربع الأخير من العام 2009. الأمر الذي قد يعرقل محاولات الاسترليني للارتفاع مقابل اليورو . أما عن جلسة التداول الأمريكية لهذا اليوم فمن المزمع صدور كل من تقرير الميزان التجاري الأمريكي و الكندي .