تقرير منتصف اليوم : الدولار والين يواصلا رحلة الصعود في ظل هبوط الأسهم وعملات السلع

 

 

لا زال قرار البنك الدولي بخفض توقعاته للنمو هي الفكرة الرئيسية التي سيطرت على الأسواق المالية اليوم. فقد افتتحت الأسهم الأمريكية على انخفاض، حيث هبط مؤشر الداوجونز منخفضاً بمعدل 50 نقطة، في بداية التداول الأمريكي في أعقاب تراجع الأسهم الأوروبية. كما هبطت أسعار النفط الخام إلى مستوى 68 دولار للبرميل، بينما اخترق الذهب مستوى 920 دولار للأونصة. هذا ولم تقدم نتائج بيانات مؤشر IFO الألماني الدعم الكافي لمعنويات الأسواق. من ناحية أخرى، تكبد كل من (الأسترالي/ين) و (النيوزيلندي/ين) الخسائر الكبرى اليوم بسبب حالة تجنب المخاطرة التي سادت الأسواق. علاوة على ذلك، لقي الدولار النيوزيلندي ضغوطاً متعددة من جراء تصريحات رئيس الوزراء النيوزيلندي "جون كي" بأن المكاسب السريعة التي يحقهها الدولار النيوزيلندي قد تتسبب في انحراف مسار الانتعاش الاقتصادي.

 

واستئنافاً لتحليل زوج (الدولار أسترالي/ين)، تظل حالة انعكاس الاتجاه قائمة، حيث تراجع الزوج بحدة عقب ارتفاعه إلى مستوى 80.43 في بداية الشهر الحالي. كما أن الزوج ارتد بالفعل بنسبة 161.8% للموجة من 55.11 إلى 70.50 عند 80.43. علاوة على ذلك فإن ارتفاع الزوج من مستوى 55.53، بالإضافة الحركة التصحيحية التي تتمثل في نموذج موجة ثلاثية من مستوى 55.11 قد تكون اكتملت بالفعل. كما أن تعافي الزوج من مستوى 75.17 توقف دون مستوى المقاومة عند 78.40 في الأسبوع الماضي، لذلك من المفترض أن يواصل الزوج هبوطه من مستوى 80.43 نحو قناة الدعم عند 73.90، والتي يؤكد كسرها على استعادة الين لقوته.

 

ومن ناحية أخرى، يمكننا النظر إلى عودة قوة الين من زاوية عوائد سندات الخزانة الأمريكية، التي تربطها بالين علاقة وثيقة. فلقد انخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل عشر سنوات من جديد اليوم، وهو ما يؤكد على الرؤية التي ترجح أنها بلغت قمتها هذا الشهر عند 4.014. فإن الفجوة التي تكونت يوم الخميس الماضي في الاتجاه الصاعد، والفجوة التي تكونت اليوم في الاتجاه الهابط تسببت في تكوين نموذج انعكاسي على الرسم البياني، وهو ما يرجح المزيد من الهبوط في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات. ونحن نفضل هذه الرؤية طالما لم يحدث اختراق للمقاومة عند 3.804، وسوف نواصل مراقبة هذا المستوى وحركة أزواج الين بشكل عام من أجل التأكد من استعادة الين قوته.

 

وفيما يتعلق بزوج (الدولار/دولار كندي)، فإن الهبوط الحاد في أسعار النفط كان عاملاً رئيسياً وراء ارتفاع الزوج . وبما أننا نتوقع استمرار هبوط أسعار النفط على المدى القريب، فمن المحتمل أن يستأنف زوج (الدولار/دولار كندي) الصعود. كما نتوقع استمرار هبوط كل من (اليورو/دولار) و (الأسترالي/دولار) و (الدولار/فرنك)، بينما يظل زوج (الإسترليني/دولار) ضمن الأزواج التي يصعب توقع تحركاتها اعتماداً على قوة الإسترليني مقابل اليورو.

 

هذا و قد قام البنك الدولي بخفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في عام 2009 من -1.7% إلى -2.9%، هذا و من المتوقع أن يشهد الاقتصاد الأمريكي مزيداً من الانكماش بواقع -3.0% مقابل -2.4% . أما عن توقعات النمو لعام 2009 بمنطقة اليورو فمن المتوقع أن ينكمش النمو بنسبة -4.5% مقابل -2.7% في حين من المتوقع أن تتقلص توقعات النمو باليابان بواقع -6.8% لتتراجع بذلك عن التوقعات السابقة و التي سجلت -5.3% . أما عن توقعات نمو الأسواق الناشئة فقد تراجعت بشكل هائل فنجد أن توقعات النمو الاقتصادي لروسيا للعام 2009 قد تراجعت بواقع 7.5% مقابل -4.5% ، أما عن البرازيل فقد سجلت توقعات النمو لها -1.1% مقابل التوقعات السابقة و التي سجلت +0.5% ، في حين من المتوقع أن تشهد توقعات النمو للصين ارتفاعاً بواقع +7.2% لترتفع بذلك عن التوقعات و التي سجلت +6.5% وكذلك الهند من المتوقع أن يشهد اقتصادها ارتفاعاً بواقع +5.1% مقابل التوقعات السابقة و التي سجلت +4.0.

 

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، تراجع مؤشر رايتموف لأسعار المنازل بالمملكة المتحدة بنسبة 0.4%في يونيو. كما هبط مؤشر BSI التصنيعي باليابان بنسبة 13.2 في الربع الثاني من العام الحالي. بينما ارتفع مؤشر صناعة الخدمات بنسبة 2.2% في أبريل. كما ارتفع مؤشر IFO الألماني إلى 85.9، ليفوق التوقعات بارتفاعه إلى 89.5، على الرغم من تراجع مكون تقييم الأوضاع الحالية إلى 82.4. علاوة على ذلك، ارتفعت مشتريات الأوراق المالية الأجنبية بكندا إلى 9.05 مليار في أبريل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image