هل يتماسك اليورو عند مستوى 1.4000 في ظل تجنب المخاطرة السائد في أسواق المال؟

حركة السعر:
- (الدولار / ين): يرتفع إلى مستوى 89.45 في أعقاب الوصول إلى 89.00 معتمدًا على ارتفاع تجنب المخاطرة.
- (الأسترالي / دولار): يفشل في الاحتفاظ بمستوى 9000 على الرغم من بيانات أسعار المستهلك الجيدة للغاية.
- (الإسترليني / دولار): يتماسك عند مستوى أفضل ويضغط من أجل الوصول إلى 1.6100 قبل الارتفاع إلى مستويات أعلى.
- (اليورو / دولار): على بعد 20 نقطة من مستوى 1.4000 الذي يمثل مستوى الدعم الرئيس للزوج، إلا أنه يتعافى بقوة.


مع هبوط أسواق الأسهم إلى أقل المستويات على مدار شهر كامل، تعرضت عملات المخاطرة لضغوط شديدة على مدار التعاملات الليلية، على الرغم من ذلك، أدى خلو المفكرة الاقتصادية من الأحداث الهامة ذات التأثير على سوق العملات إلى تمكن عملات المخاطرة من التماسك في نطاقات محدودة لتتلقى الدعم عند مستويات رئيسة حيث تركز الأسواق اهتمامها على نتائج اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة التي من المقرر إصدارها في السابعة والربع من مساء اليوم.


جدير بالذكر أن الخبر الوحيد الجدير بالاهتمام ظهر خلال الفترة الأسيوية ليعلن عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأسترالي إلى 0.6% ، وهو ما جاء متوافقًا مع التوقعات إلى حدٍ كبير مما اثار التكهنات بأن بنك الاحتياطي الأسترالي سوف يقدم على رفع الفائدة في اجتماع فبراير للجنة السياسة النقدية يوم الثلاثاء القادم. على الرغم من ذلك، كان رد فعل الدولار الأسترالي محدودًا للغاية ليرتفع إلى مستوى 9045 على مدار تعاملات الفترة الأسيوية، إلا أنه عاود الهبوط إلى مستوى 8945 ببداية التعاملات الصباحية في الفترة الأوروبية.


وكما أشرنا إلى ذلك من قبل، أنه على الرغم من أن توقعات السوق ترجح بنسبة 80% رفع الفائدة الأسترالية، إلا انه لا زال هناك مجالًا تتحرك فيه الشكوك حيال نتيجة اجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك أستراليا. كما أشرنا إلى أن هناك ضرورة لأن يتعامل مسئولو النقد الأستراليون مع تعافي النمو المحلي القوي وإحداث القدر المعقول من التوازن بينه وبين تباطؤ تعافي معدل الطلب العالمي على المنتجات والسلع الأسترالية. كما يستمر قطاع التوظيف الأسترالي في العمل بكفاءة منقطعة النظير، وهو ما جعل هذا القطاع هو الموضوع الرئيس للجدل القائم حول التوجه إلى المزيد من رفع الفائدة. كما ننتظر قراءة الناتج المحلي الأمريكي التي تمثل عنصرًا أساسيًا من العناصر التي من الممكن أن يستعين بها بنك الاحتياطي الأسترالي في صناعة قرار الفائدة القادم يوم الثلاثاء. ففي حالة ظهور قراءة النمو أسوأ من التوقعات بالولايات المتحدة حيث تشر التوقعات إلى إمكانية وصول القراءة إلى 4.5%، من الممكن أن يركن صانعو السياسة النقدية الأسترالية إلى جانب تثبيت الفائدة متمسكين بالحذر الذي يسود الفكر النقدي الاسترالي على المستوى الرسمي في الوقت الراهن مستندين في ذلك إلى إشارات تباطؤ التعافي العالمي. وحتى الآن، تبقى مخاطر رفع الفائدة الأسترالية من أهم الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء التداولات على الرغم من التوقعات التي تسود الأسواق على نطاق واسع والتي تشير إلى السبب الرئيس وراء الاستجابة الضعيفة للدولار الاسترالي تجاه قراءة أسعار المستهلك.


في غضون ذلك، وصل (اليورو / دولار) إلى مستوى يبعد بواقع 20 نقطة فقط عن الحاجز النفسي للزوج، 1.4000، إلا أنه تمكن من التماسك عند هذه المستويات حتى الآن. كما كان للأنباء التي ظهرت على السطح التي أشارت إلى أن اليونان تقدمت بعرض للصين يتضمن بيع سندات حكومية بقيمة 25 مليار يورو أثرًا طفيفًا على تحركات اليورو حيث أمسكت تدفقات تجنب المخاطرة بزمام الامور في إطار تداولات سوق العملات. كما من المتوقع أن يستمر اتجاه الزوج إلى مستوى 1.4000 بمرور الوقت والدخول في التعاملات الأمريكية، خاصةً في حالة هبوط أسواق الأسهم نتيجة لتحقق احتمال هبوط قراءة مبيعات المنازل الجديدة مع ظهور بيانات مبيعات المنازل الكائنة في حالة من التدهور الواضح مما يدعم إمكانية أن تتبعها في الهبوط مبيعات المنازل الجديدة.


على الرغم مما سبقت الإشارة إليه أعلاه، من الممكن أن تسود سوق العملات حالة من الهدوء النسبي حتى ظهور نتائج اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة وبيانها الذي من المرجح أن يتعامل مع حالة الضعف التي تنتاب الاقتصاد الأمريكي. يذكر أن الزميلة كاثي في تقريرها المنشور بالأمس أشارت إلى أن هناك ثمة شكوك في أن يتطرق الفيدرالي إلى مسألة الضعف المشار إليها أعلاه، ولكنه لن ينكر على الإطلاق أن المؤشرات الاقتصادية في حالة التراخي والسبات العميقين وكأنها في حالة بيات شتوي، وهو الواضح في أداءها الضعيف للغاية. كما يمكن أن تنطلق عملات المخاطرة نحو الاتجاه الصاعد حتى مع هبوط أسواق الأسهم حيث من الممكن أن يتراجع تجنب المخاطرة في أسواق المال.


وأخيرًا، من المنتظر أن يتحدث أوباما في وقت لاحق من اليوم، وهو الخطاب الذي يمثل أحد الأحداث الهامة التي من الممكن أن تؤثر في أسواق المال العالمية، خاصةً في أعقاب خطابه الأخير الذي تحدث فيه عن اعتزامه استصدار تشريعات جديدة يفرض بموجبها المزيد من القيود والضوابط الصارمة على أسواق المال والقطاع المصرفي في الولايات المتحدة، وهو ما أسهم في إثارة النوبة الأخيرة من تجنب المخاطرة. جدير بالذكر أيضًا أن أوباما فقد الكثير من شعبيته بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والانتعاش البطئ الذي تحق في عهده والتراجع الحاد في قراءات المؤشرات الاقتصادية، خاصةً وأن الأوضاع الاقتصادية كانت هي العمود الفقاري لحملته الانتخابية. لذلك في حالة فشل أوباما في استعادة القوى السياسية الدافعة، من الممكن أن يفقد الدولار الأمريكي بعض ما يتمتع به فيما يتعلق بمكانة العملة صاحبة المركز الأول بين جميع أصول وعملات الملاذ الآمن ببداية الأسواق في التركيز على الاضطراب الذي حل بالسياسة المالية في الولايات المتحدة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image