برنانك يعرض الدولار للخطر

هل سيتم تجديد تعيين " برنانك " كرئيس للبنك الاحتياطي الفيدرالي؟ أثير هذا التساؤل في بداية التداولات هذا الأسبوع، حيث يتبقى 6 أيام منذ الآن على انتهاء مدة رئاسة بيرنانك للفيدرالي. ومنذ عدة أسابيع كانت تعد تلك الأحاديث من الشكليات، ولكن سرعان ما تحول الأمر إلى مأساه حقيقية في الكونجرس الأمريكي في أعقاب بدء تصويت العديد من الجمهوريين والديمقراطيين على تجديد رئاسة بيرنانك.

ويقع برنانك ضحية لاختلاف المعنويات على الساحة السياسية تجاه نجاحه في رئاسة الفيدرالي ، حيث يبدو أنه قد أصيب جمهور الناخبين بخيبة أمل في ظل السياسات التي اتبعها برنانك لمواجهه أسوأ ركود اقتصادي منذ فترة ما بعد الحرب العالمية. ومن بين 35 عضو في مجلس الشيوخ الذين يحق لهم التصويت في إعادة انتخاب بيرنانك، يتمتع برنانك بتأييد 9 فقط من الأعضاء، في حين يعارض 9 أعضاء، في حين لم يتم اتخاذ قرار بعد من باقي الأعضاء الـ19.
وفي عطلة الأسبوع، تنبأ " ميتش ماكونيل " زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ بأن يلاقي برنانك تأييدًا من الحزبين بمجلس الشيوخ، الأمر الذي أدى إلى تهدئة المخاوف من ألا يحصل بيرنانك على 60 صوت المطلوبة لتعيينه. وأدت تلك المعنويات إلى ارتفاع طفيف في تدفقات المخاطرة خلال الفترة الأسيوية، حيث يبدو أنه بدأ يتضاءل منظور الاضطراب السياسي حول السياسة النقدية الأمريكية.

وحتى الآن، لايزال القرار النهائي بشأن تجديد رئاسة برنانك بعيد المنال، ومن المحتمل أن يواجه العديد من التحديات بمرور الأسبوع، الأمر الذي سيؤدي بدون شك إلى اندلاع تدفقات العزوف عن المخاطرة، حيث تناضل الأسواق المالية ضد حالة عدم التأكد التي تنتاب الأسواق بصدد هذا الشأن. وعلى الرغم من استفادة الدولار في فترات توتر الأسواق عن طريق تدفقات الملاذ الآمن التي تعمل على رفع الدولار، إلا أن هناك احتمال بأن يختلف الوضع بالكامل تلك المرة. فمن المتوقع أن تتفاعل أسواق العملات سلبيًا مع الفراغ الإداري في السياسة النقدية الأمريكية، إذا أخفق ترشيح برنانك لرئاسة جديدة. وفي الجمعة الماضية، شهدت الأسواق تحركات غير عادية، حيث هبطت أسواق الأسهم بحدة، وارتفع زوج (اليورو/ دولار)، الأمر الذي من المحتمل أن يصبح عادة طالما استمرت الشكوك حول ترشيح برنانك لولاية جديدة، حيث سيتجه التجار إلى اليورو كملاذ آمن عوضًا عن الدولار، حيث يبحث التجار عن الاستقرار النسبي في مجموعة الدول العشر.