العملات عالية المخاطرة تحت وطأة الضغوط مع تداعي زوج (اليورو/ دولار)

حركة السعر:

زوج (الدولار/ ين): يستقر عند المستوى 91.00، مع عدم وجود أي أنباء تعمل على تحريك الزوج.
زوج (الأسترالي/ دولار): مخاوف عمليات التضييق الصينية تؤدي إلى هبوط الزوج إلى أدنى من المستوى 0.9150، قبل استقراراه.
زوج (الإسترليني/ دولار): يفقد زخمه مع هبوطه إلى أدنى من المستوى 1.6300، بعض التصريحات الحيادية التي جاءت على لسان كينج ميرفين، ومع ذلك جاءت بيانات التوظيف لتمنحه بعض المساعدة.
زوج (اليورو/ دولار): يتلقى ضربة شديدة مع تأرجح أوامر الوقف عند المستوى 1.4200.


تلقى اليورو ضربة قوية مجددًا خلال عمليات التداول الليلية، متأثرًا بتدفقات العزوف عن المخاطرة بالإضافة إلى أوامر الوقف، والتي دفعت بالزوج إلى أدنى من المستوى 1.4200 في منتصف التداولات الآسيوية للمرة الأولى منذ 20 أسبوعًا. هذا، وقد خضع الزوج لعمليات ضغط ثقيلة الوطأة على مدار الجلسات العديدة الماضية، وذلك على اعتبار مخاوف تعاظم الأزمة المالية اليونانية، وزيادة الدليل بأن التعافي الاقتصادي بمنطقة اليورو بدء في فقدان زخمه.

وتفاقم هذا الهبوط المفاجئ اليوم نتيجة للمخاوف المشيرة إلى أن مسؤولي النقد الصينيين يتجهون صوب موقفًا أكثر تضييقًا مع بدء الضغوط السعرية التضخمية في إيجاد سبيل داخل الاقتصاد الصيني. هذا، وقد هبط مؤشر شنغهاي بواقع -3% تقريبًا، وذلك على خلفية الإشاعات القائلة بأن مسؤولي النقد الصينيين أعلموا البنوك بالتوقف عن جميع الأنشطة الإقراضية حتى نهاية الشهر، إلا أنه سرعان ما كُذبت هذه النقارير، إلا أن الأسواق ظلت كما هي في حالة توتر، بعد خلص المتداولون إلى أن بنك الصين سيرفع من معدلات الفائدة البنكية خلال النصف الأول من عام 2010 الجاري.

وأدت الأنباء الواردة بعمليات كبح النمو الائتماني في الصين إلى تداعي عمليات التداول القائمة على أساس المخاطرة، حيث شهد الدولار الأسترالي أيضًا أوقاتًا عصيبة بعد هبوطه إلى أدنى من المستوى 0.9150، وذلك على خلفية المخاوف الذائعة باحتمالية هدوء الطلب الصيني مع مرور العام. وكانت التجارة القائمة على أساس التعافي الأكثر هشاشة على وجه الخصوص، وذلك نظرًا إلى تعاظم الدليل المشير إلى أن النشاط الاقتصادي بدول العشرين بدء في التوقف فعليًا، مما يومئ باحتمالية ألا تقدر الدول الصناعية على تقديم المزيد بالنسبة لمساهمتها في النمو العالمي كما كان متوقعًا في البداية، الأمر الذي ترك الصين من جديد كالمحرك الكبير والوحيد للطلب خلال عام 2010.

ومن القارة الأوربية، أوضحت لنا القراءة شديدة الفتور لمؤشر أسعار المنتجين الألماني- والتي جاءت بواقع -0.2% مقابل توقعات السوق البالغة 0.1%- أن الضغوط السعرية لا تزال لا وجود لها بالمنطقة؛ وهي المحرك الذي من المحتمل أن يحمل البنك المركزي على الإبقاء على سياسته الحالية حتى نهاية عام 2010. وكما أشرنا آنفًا، "ولاتزال المعنويات السلبية تحيط باليورو، وإذا لم تقدم البيانات الاقتصادية أي بارقة أمل، فمن المحتمل أن يندفع الزوج إلى الحاجز النفسي عند 1.4000 على المدى القريب".

في غضون ذلك، جاءت البيانات الاقتصادية البريطانية اليوم على نحو أفضل بكثير. ومع ذلك، ظلت الضغوط قابعة على عاتق الجنيه الإسترليني نتجة لتصريحات لجنة السياسة النقدية البريطانية. وجاء التغير في معدل إعانات البطالة على نحو أفضل من توقعات السوق، إذ سجلت قراءة وصلت إلى -15.2 ألفًا مقابل التوقعات المسجلة -4.6 ألفًا، فيما هبط معدل البطالة إلى 7.8% مقابل القراءة السابقة البالغة 8.0%. من ناحية أخرى، أوضحت نتائج اجتماعات لجنة السياسة النقدية أن البريطانية أن صناع السياسة النقدية يرون أن معدل التضخم لا يزال دون المعدل المستهدف، كما أن معدل النمو لا يزال متباطأً، وبناء عليه ناشد أعضاء اللجنة المسؤوليين النقديين بسرعة إعادة الموازنة إلى نصابها الطبيعي قبل اتخاذ المزيد الإجراءات النقدية. ويبدو لنا أن أعضاء بنك إنجلترا سيبقون على الوضع الراهن، إلا أنهم سيحتفظون أيضًا بحق توسيع إجراءات التسهيل النقدي التابعة لهم إذا ما شرع التعافي في التعثر. هذا، وقد فقد الجنيه الإسترليني بعض من زخمه كنتيجة لهذه الأنباء الواردة، وظل مستقرًا عند المستوى 1.6300 مع حلول منتصف نهار جلسة تداولات لندن.

ومع بدء الفترة الأمريكية، يبدو أن المفكرة الاقتصادية مليئة نسبيًا بالأحداث الاقتصادية، حيث تعقدت التداولات مرة أخرى نتيجة لحجم تقارير الأرباح المنشورة، وكان أكثرها أهمية تقارير ويلز فارجو. وتتوقع الأسواق قدوم قراءة ضعيفة لمؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين، وذلك نظرًا لقراءة مؤشر أسعار المستهلكين التي جاءت على نحو أدنى من توقعات السوق الأسبوع الماضي، ومع ذلك يبدو أن الحدث الأهم بالمفكرة الاقتصادية اليوم هو بدايات الإسكان. ويتوقع المتداولون قراءة تصل إلى 580 ألفًا على أساس سنوي، ولكن على اعتبار مفاجأة مؤشر NAHB لسوق الإسكان بقراءة هابطة بالأمس، فإن هناك المكثير من الافتراضات والتكهنات بأن يفوت على قراءة بدايات الإسكان اللحاق هي الأخرى بتوقعات السوق. ويمكن أن يؤدي هذا بدوره إلى قدح زناد المزيد من عمليات البيع لعملات المخاطرة، مع اتخاذ زوج (اليورو/ دولار) موقعًا دفاعيًا مع بداية التداولات الأمريكية.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image