هل يرتفع الدولار إذا ما جاءت بيانات مؤشر التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي قوية

حركة السعر:
• زوج (الدولار/ ين): هبط إلى المستوى 93.00 بعد تراجع وزير المالية كان عن تصريحاته.
• زوج (الأسترالي/ دولار): هبط إلى المستوى 91.20، إلا أنه تعافى مع بداية الفترة الأوربية.
• زوج (الإسترليني/ دولار): يتحرك إلى المستوى 1.60، مع شروع بنك إنجلترا في بيع القليل من سندات الشركات لتضييق إجراءت التسهيل النقدي.
• زوج (اليورو/ دولار): لا يزال ثابتًا فوق المستوى 1.4300، بعد بيانات التجارة الداعمة.


اتسمت جلسة تداول الفوركس الليلية بالتذبذب قبل صدور بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي، حيث تحركت كل عملة من عملات الأزواج الرئيسة في اتجاه خاص بها على حسب الموضوعات المهيمنة على التداول. واتسم الين بالقوة طوال الليل، وذلك بعد اضطر وزير المالية الياباني الجديد ناوتو كان إلى التراجع عن تصريحاته الحيادية التي كان قد أطلقها بالأمس، بعد تدخل رئيس الوزراء الياباني يوكيو هوتوياما، والذي صرح بأن "الحكومة لا يتعين عليها أساسًا التعليق على سعر الصرف الأجنبي".

ونتيجة لذلك، هبط زوج (الدولار/ ين) إلى أدنى من المستوى 93.00، وذلك بعد ارتفاعه إلى المستوى 93.70 مع نهاية الفترة الأمريكية بالأمس. من ناحية أخرى، ظل الزوج في اتجاه صعود واضح، وإذا ما أثبتت بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي اليوم أنها جيدة، فمن الممكن أن يرتفع الزوج إلى المستوى 94.00، بل ومن المحتمل حتى أن يصعد إلى المستوى 95.00 مع طليعة الأسبوع المقبل. وعلى الرغم من التحفظ على الحديث على أسعار الصرف الصرف، إلا أنه من الواضح أن مسؤولي النقد اليابانيين يشعرون بسعادة واضحة لرؤية عمليات التداول تتم على الين الياباني فوق المستوى 90.00، الأمر الذي أتاح دفعة قوية لقطاع الصادرات الأساسي بالبلاد.

في غضون ذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني فوق المستوى 1.6000، متأثرًا بالأنباء الواردة بأن بنك إنجلترا سيبيع قدرًا قليلاً من سندات الشركات بقيمة 322 مليون جنيه إسترليني، مشيرًا إلى أن هناك طلب قوي داخل السوق على العملة البريطانية. وعلى الرغم من رمزيتها في الغالب، إلا أن هذه الإماءة توضح أن مسؤولي النقد البريطانيين قد يعمدوا إلى تخفيض برنامج التسهيلات النقدية الحالي، أو أنهم على الأقل لن يؤثروا على أي مشتريات أخرى مستقبلاً. وأضافت بيانات مؤشر أسعار المنتجين- والتي جاءت على نحو أقوى من توقعات السوق بكثير بعد أن سجلت قراءة وصلت إلى 0.5%، فيما كانت التوقعات تتنبا بارتفاع يصل إلى 0.2%- وحدها إلى هذه الثقة، وإذا مافاجأت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين المنتظر صدورها الأسبوع المقبل الجميع بصعودها بالإضافة إلى المخاوف التضخمية، فإن هذا سيعمل على فرض المزيد من الضغوط على بنك إنجلترا لإيقاف العمل ببرنامج التسهيلات النقدية.

في سياق ومتصل ولا زلنا مع الحركة السعرية لتداول العملات، بات واضحًا أن زوج (اليورو/ دولار) الأقل تذبذبًا خلال التداولات الليلية، حيث هبط ما بين المستويين 1.4330-1.4300، إذ بدأ المتداولون في اتخاذ مواقف تساعد على ضبط صفقاتهم استعدادًا لبيان الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي والمنتظر صدورها اليوم. وبالنظر إلى أكبر اقتصادات منطقة اليورو، سجلت بيانات التجارة الألمانية قراءة أفضل من توقعات السوق، حيث ارتفع ميزان التجارة إلى 17.2 مليار يورو، مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبا بارتفاع يصل إلى 12.30 مليار يورو. من ناحية أخرى، يعد هذا التوسع الثالث على التوالي في الصادرات مع هبوط الواردات في أكبر اقتصادات منطقة اليورو ألمانيا. وتشير بيانات اليوم بالإضافة إلى تلك الخاصة بمبيعات التجزئة المحبطة بالأمس إلى أن النمو في أكبر اقتصاجات منطقة اليورو لا يزال يعول مدفوعًا بالطلب الاستثنائي على الصادرات تقريبًا. وقد يسبب هذا الأمر بعض من المتاعب مع على مدار العام. وما لم يرتفع النشاط الاقتصادي الداخلي، فسنضطر إلى تخفيض توقعات النمو بالمنطقة، كما سيكون البنك المركزي الأوربي أقل ميلاً نحو تضييق معدلات الفائدة، مما سيؤدي إلى تقليل العمليات الشرائية على زوج (اليورو/ دولار).

وفي الوقت الذي تعقد فيه الأسواق آمالها فعليًا على صدور قراءة إيجابية لمؤشر العاملين بالقطاع غير الزراعي الأمريكي (حيث مضت بعض توقعات السوق إلى التنبؤ بأن تأتي القراءة بواقع 85 ألفًا)، إلا أنه من الصعب تقييم التأثير الفعلي لمثل هذه الأنباء الإيجابية على الأسعار. وتميل التجارة على أساس بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي إلى التذبذب الشديد، لذا فإننا لن نتفاجأ إذا ما شهدنا عمليات بيع هائلة على الدولار الأمريكي بعد ردة الفعل المرتفعة الأولية، وذلك على اعتبار التوقعات المرتفعة والكائنة فعليًا. من ناحية أخرى، يتعين على التأثيرات طويلة الأجل لبيانات التوظيف بالقطاع غيرالزراعي الأمريكي أن تثبت إيجابيتها بالنسبة للدولار، لتكون هذه البيانات خير دليل على انتهاء الركود الأمريكي، وبدأ عجلة النمو في السير من جديد. وتشير الكثير من التصريحات التي أطلقها مسؤولو لجنة الاحتياطي الفيدرالي إلى أن صناع السياسة النقدية يتحركون فعليًا نحو المزيد من التحيز الحيادي، وسيعزز قدوم بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي على نحو إيجابي من توقعات السوق بأنه سيتم فعليًا استهلال تدابير التضييق في الربع الثاني من عام 2010.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image