تراجع شهية المخاطرة على الرغم من البيانات الاسترالية القوية في ظل ما تردد من أنباء عن دبي

و تصريحات وزير المالية الياباني الجديد "كان " جاءت واضحة فيما يتعلق بالين الياباني .

تعليق السوق :

شهد الدولار الأمريكي المزيد من التراجع خلال تداولات الأمس ، إلا أن هذا التراجع لم يكن بشكل حاد . جاء ذلك تزامناً مع نتائج اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي و التي جاءت محايدة بقدر كبير . حيث لا يزال صانعي السياسة النقدية الأمريكية على درجة كبيرة من الحذر فيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية مما انعكس بدوره على توقعاتهم التي لم يطرأ عليها تغير ملحوظ مقارنة بالاجتماع السابق . كما يبدو أنه ما من بادرة على أن لجنة الاحتياطي الفيدرالي قد مضى قدماً في تطبيق استراتيجية للخروج من دائرة التسهيل النقدي أو حتى وضع جدول زمني واضح لها. أما عن البيانات الأمريكية الأخرى فلم تسجل قراءات مفاجئة للسوق ، حيث تقرير الـ ADP للتوظيف و الذي سجل تراجعاً بنحو 84 ألف في ديسمبر في حين جاءت قراءة مؤشر الـ ISM الخدمي لتتمكن بالكاد من الرسوخ فوق المستوى 50 .

أما عن العملة الأمريكية فقد شهدت تدهورا ملحوظاً مقابل اليورو و الذي تعافى من المستوى السابق الذي بلغه عند النقطة 1.43 عقب التصريحات الحادة الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي فيما يتعلق بوضع التصنيف الائتماني لليونان .أما عن الين الياباني فواصلت الوقوع تحت ضغط خلال تداولات الأمس عقب استقالة وزير المالية فوجي نتيجة ظروفه الصحية المتردية ليعقبه في تولي هذا المنصب ناوتو كان ، و الذي يراه الكثيرون مؤيداً كبيراً لتدهور الين الياباني و بالتالي فقد ساهم ذلك في استمرار وضع الين الياباني على ما هو عليه . و عن الدولار الكندي فقد شهد ارتفاعاً حاداً خلال جلسة التداول الأمريكية أمام العملات الأخرى المنافسة له في ظل النفط الذي واصل القفز فوق المستوى 83 دولار للبرميل ، إلا أن الزوج ( دولار أمريكي /دولاركندي ) قد فشل في كسر المستوى الثانوي 1.03.

و عن الأسواق الأسيوية فقد شهدت حراك كبير عقب بيانات مبيعات التجزئة الاسترالية . حيث سجلت مبيعات التجزئة لشهر نوفمبر ارتفاعاً هائلاً بنحو 1.4% على أساس شهري ، لتتجاوز التوقعات التي سجلت 0.3% و متخطية أيضاً القراءة المراجعة لأكتوبر و التي سجلت نمواً بنحو 0.4% . فالبيانات جاءت بمثابة مفاجأة للسوق في ظل التدابير التحفيزية الأخيرة و التي تواصل تراجعها تزامناً مع استيعاب المستهلكين لمعدلات الفائدة المرتفعة للبنك الاحتياطي الاسترالي . فالبيانات جاءت لتكشف عن أن الاقتصاد المحلي لا يزال يشهد تلكلأ في تعافيه على جميع الأصعدة و بالتالي فعقب تعافيه لن يكون هناك مجالاً للشك بتجدد الحديث عن الضغوط على البنك الاسترالي و حول ما إذا كان سيواصل انتهاج سياسة رفع معدل الفائدة حال انتهاء شهر يناير .

علاوة على الإيجابية التي شهدها الدولار الاسترالي ، فقد جاءت قراءة ميزان التجارة الاسترالي أفضل من التوقعات تزامناً مع تراجع العجز بنحو 1.7 مليار دولار استرالي و ذلك مقابل قراءة شهر أكتوبر و التي سجلت 2.08 مليار دولار استرالي . و قد ساهم في تلك القراءة الإيجابية تراجع الواردات بنحو 3.1% بوتيرة أعلى من الصادرات و التي هبطت بنحو 1.5% ، و تزامناً مع انخفاض السلع الرأسمالية بنحو 8% في حين ارتفعت واردات الاستهلاك بنحو متواضع . و بالتأكيد فإن ارتفاع القراءات على النحو الإيجابي ( و خصوصاً مبيعات التجزئة ) جاء ليصحبة ارتفاع حاد في العملة الاسترالية.

و قبل بدء جلسة التداول الأوروبية ترددت أنباء مفادها أن مجموعة من أربعة متعاقدين يابانيين بالإضافة إلى أحد المتعاقدين الاتراك قد أرجأوا أعمال البناء في مشروع خطوط أنفاق دبي نتيجة تأخر حكومة دبي عن الدفع . لتشهد شهية المخاطرة تعثراً حاداً على بعض العملات مثل اليورو و الاسترليني و الدولار الاسترالي .

و عن وزير المالية الياباني الجديد فقد عقد اجتماعاً جديداً اتسمت فيه تصريحاته بالوضوح فيما يتعلق بمستوى الين الياباني . حيث صرح بأن بعض التراجع العملة اليابانية " ليس أمراً سيئاً في شيء" و قال أن على وزارة المالية العمل على قدم و ساق مع بنك اليابان من أجل بلوغ الين الياباني " المستويات المناسبة " . جدير بالذكر أن الين قد شهد تراجعاً خلال جلسة التداول حيث ارتفع الزوج ( دولار /ين) بسرعة بنحو 70 نقطة ، كما ارتفع الزوج ( يورو /ين) بنحو 80 نقطة .

و على صعيد جلسة التداول الأوروبية فقد صدرت كل من تقرير مبيعات التجزئة الألمانية و طلبات المصانع ، علاوة على تقارير مؤشرات الثقة الصادرة عن منطقة اليورو. كما صدر أيضاً قرار الفائدة البريطانية و الذي لم يشهد جديداً لتظل معدلات الفائدة عند المستوى 0.5% ، و ليظل أيضاً برنامج التسهيل النقدي عند المستوى 200 مليار استرليني . أما على صعيد جلسة التداول الأمريكية فسيصدر تقرير إعانات البطالة الأسبوعية ، و تقرير Ivey الكندي ، و عن يوم الغد الجمعة فمن المزمع صدور تقرير الـ PMI علاوة على تقرير التوظيف الأمريكي .