الإسترليني يتلقى ضربة من المخاوف المتعلقة بالتمويل

تعثر الجنيه الإسترليني مع بداية الفترة الأوربية اليوم، ليخسر الكثير من السنتات بعد أن جرت عمليات التداول عليه أقل 200 نقطة تقريبًا عن المستويات المرتفعة التي حققها بالأمس. وحدث هذا الهبوط عقب المقال الذي نشرتها صحيفة تليجراف البريطانية، والتي أوضحت فيه أنه من المحتمل أن تواجه المملكة المتحدة أزمة دين سيادي خلال العام.

واستشهدت الصحيفة البريطانية بأن المجموعة بيمكو (PIMCO)- عملاقة استثمار الأصول الثابتة الأمريكية- قولها بأنها لن تتجه إلى شراء سندات بريطانية، وهذا مرده إلى أنه من المحتمل حدوث إصدار ضخم لهذه للسندات البريطانية خلال عام 2010. وفي هذا الصدد تحدث بول ماكولي-المدير الإداري للشركة- قائلاً: "إننا نعمد في الوقت الحالي إلى تخفيض (العمليات الشرائية لهذه السندات) في الولايات المتحدة وبريطانيا... وذلك على أساس أن ثمة احتمالية أن تتأثر ديناميكيات العرض والطلب بالسلب، وذلك مع ارتفاع الاقتراض وانخفاض (العمليات) الشرائية للبنك المركزي".

هذا، وتلقى الجنيه الإسترليني ضربة أخرى بعد أن رفضت شركة "كادبوري" عرض الاستحواذ المقدم من شركة "نستلة"، الأمر الذي أثقل سلبيًا كاهل عمليات الدمج والاستحواذ. من ناحية أخرى، زاد ارتفاع العزوف عن المخاطرة من الضغوط الواقعة على عاتق الجنيه الإسترليني بشدة، والذي كان بدوره شديد الحساسية لتدفقات المخاطرة، وذلك على اعتبار التعويل الاقتصادي للمملكة المتحدة على أسواق المال.

ومن شأن المخاوف النابعة من إمكانية حدوث أزمة في التمويل أن تكون عاملاً بإمكانه خرق سفينة التعافي الوليد بالنسبة لاقتصاد المملكة المتحدة، خاصة في الوقت الذي سيبدأ بنك إنجلترا في دراسة احتمالية بقاء برنامج التسهيل النقدي البالغ قيمته 200 مليار إسترليني.

جدير بالذكر، أن الجنيه الإسترليني ارتفع بقوة عن مستوياته المنخفضة بعد أن فاجأت المفكرة الاقتصادية الجميع ببياناتها الصاعدة. وحاليًا، من المحتمل أن يستمر الصراع المحتدم بين الثيران المراهنين على قوة التعافي وتوقعات النمو من جهة، وبين الدببة الذين تعتريهم مخاوف العثرات التمويلية المحتمل حدوثها، حيث سيرتكز الاهتمام على ستوى التداول 1.6000 مجددًا، وحينها سيكون مستوى الدعم التالي 1.5837.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image