الدولار يواصل خسائره في الفترة الأسيوية ليوم التداول الثاني من العام (تعليق السوق)

ظهرت البيانات الاقتصادية على نحو إيجابي خلال التعاملات الليلية، ، حيث سجل مؤشر ISM التصنيعي 55.9 في ديسمبر، مقابل القراءة السابقة عند 53.6، ولكن ليست القراءة بالقوة التي أظهرتها الإشاعات عند 65.0 قبل الإصدار، ومقابل التوقعات بوصول القراءات إلى 54.3. الأمر الذي يشير إلى انتعاش في دورة الأعمال، كما أكدت بعض مكونات المؤشر على ذلك مثل الطلبات الجديدة، واتساع الفجوة بين الطلبات والمخزونات. وبشكل عام يعد التقرير إيجابيًا مما يحث على قوة الدولار الأمريكي وعائده. وعلى صعيد الاتجاه الهابط، ظهرت بيانات الإنفاق على الإنشاءات بأسوأ من المتوقع عند -0.6% مقابل -0.5%، كما تم مراجعة قراءات شهر أكتوبر لتنخفض إلى 0.5%.


هذا، ولم يردع ظهور البيانات الأمريكية العائد الأمريكي، حيث قلت الضغوط على قضية العائد في أعقاب تصريحات مسؤولي الفيدرالي أولهم بيرنانك ومن ثم كون وديوك والتي ظهرت بشكل أقل مغالاه. وبالنسبة لبيرنانك، رفض بيرناك في تصريحه أن يلقى اللوم على أسعار الفائدة المنخفضة بأنها السبب وراء أزمة الإسكان، عوضًا عن ذلك فهو يرى أن التشريعات جاءت متأخرة للغاية لكبح فقاعة الإسكان. وفي الوقت ذاته، حذر " كون " من أن يكون انتعاش الاقتصاد الأمريكي وسوق العمل تدريجيًا نتيجة استمرار قيود الإقراض، ونتيجة لذلك، ستظل معدلات التضخم منخفضة لبعض الوقت. علاوة على ذلك، علقت " ديوك " عضو الفيدرالي على معدل البطالة، مصرحًا باحتمال بقائه عند مستويات مرتفعة، رغم النمو المعتدل للناتج هذا العام. كما وافقت على حديث " كون " بشأن تأخر ارتفاع معدلات التضخم، ومن ثم بقاء معدلات الفائدة منخفضة لفترة أطول.


ودافع " مارتن فيلدستين " " اقتصادي بالمكتب القومي للبحوث الاقتصادية وجامعة هارفارد" على التطلعات الاقتصادية التي تتسم بنبرة من الحرص بشكل أكثر حدة ، عندما صرح أمام جمع من الاقتصاديين في أتلانتا قائلًا " لاتزال هناك خطورة في أن يفقد الاقتصاد قوته الدافعه في عام 2010. ويعد ذلك الحديث تأكيدًا على التصريحات التي أدلى بها " استيجلتز " و " كروجمان " الحاصلين على جائزة نوبل، حيث أشاروا سابقًا إلى خطر تجدد مرحلة الركود. كما أحيا " كروجمان " تلك المخاوف بالأمس بصحيفة النيويورك تايمز، محذرًا من تكرار أخطاء السياسة ذاتها عام 1937، عندما تم التخلص من التدابير التحفيزية قبل أن يُسهم نشاط القطاع الخاص في إحداث النمو.


وفي المملكة المتحدة، ظهرت بيانات بالأمس في شكل أفضل من المتوقع، مع ارتفاع مؤشر PMI التصنيعي إلى 54.1 في ديسمبر من 51.8 في نوفمبر، ليعود إلى المستويات التي حققها المؤشر في آواخر 2007. علاوة على ذلك، ظهرت موافقات الرهن العقاري بشكل أقوى من المتوقع، وعلى الرغم من ذلك، أخفق الإسترليني في الارتفاع، وظل متراجعًا مقابل العملات الآخرى خلال الفترة. علاوة على ذلك، حذر معهد " ثينك تانك " من وقوع الاقتصاد البريطاني في خطر ركود ثنائي (أي ركود ثم انتعاش ثم ركود ثم انتعاش)، أو حتى ركود ثلاثي. كما توقع أن يستغرق الانتعاش الاقتصادي وقتًا طويلًا، مع توقعات ضعيفة للنمو في عام 2010-2011، حيث تنبأ بأن يسجل الاقتصاد نموًا بواقع 0.5% عام 2010، و 1.5% عام 2011. ويعد ذلك دون إجماع التقديرات عند 1.1% و 2% على التوالي، ودون التطلعات المتفائلة لبنك إنجلترا. كما أضاف معهد " ثينك تانك " قائلاً " تعد الأولويات الرئيسية للمستهلكين والشركات هى تخفيض الديون وتقليل الروافع المالية، وحتى تتم تلك التعديلات بقوائم المالية، لن يستقر الانتعاش على المستقبل القريب. وفي الوقت ذاته، أصدرت الغرفة التجارية البريطانية توقعاتها لشهر ديسمبر، حيث توقعت بأن يتسع الاقتصاد بنحو 1% في عام 2010 و 2.3% في 2011. وعلى نحو منفصل، يتوقع اتحاد الصناعة البريطاني نموًا بنحو 2.1% عام 2010 و 2.5% عام 2011.


ومع تراجع الدولار، ظل معدلات الطلب على عملات المخاطرة مرتفعة خلال الفترة الأوروبية والأمريكية، وفي الفترة الأسيوية ارتفع المعدلات إلى مستويات جديدة، ولكن ليس بنفس درجة الحماسة التي تشهدها الأسواق الآخرى. أما الين فهو يعد المستفيد من فقر عمليات شراء زوج (الدولار/ ين) في أعقاب علميات تسوية تدفقات الصرف الأجنبي بطوكيو. الأمر الذي أدى إلى هبوط الأزواج التقاطعية للين مقارنة بالاتجاهات التي شهدناها في أوقات انتعاش شهية المخاطرة. علاوة على ذلك، يشكل انخفاض الدولار ضغوطًاً على أسعار عملات الأسواق الناشئة لترتفع، كما نشهد تدخلًا واضحًا من قبل العديد من البنوك المركزية الأسيوية في الأسواق المحلية مثل بنك كوريا و بنك اندونيسيا و تايوان. كما يظل الإسترليني صاحب الأداء الأضعف في الفترة الأسيوية.


وفي الفترة الأمريكية اليوم، تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشرات أسعار المواد الخام والسلع الصناعية في كندا، و بيانات طلبات المصانع و مبيعات المنازل المعلقة في الولايات المتحدة الأمريكية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image