البيانات الصينية تقدح زناد صعود العملات عالية المخاطر

قدمت البيانات التصنيعية الواردة اليوم من الصين حزمة مختلطة من النتائج، وذلك خلال أول يوم للتداول خلال عام 2010، ففي الوقت الذي سجلت فيه البيانات الأسترالية قراءة محبطة، أطلت علينا قراءة مؤشر PMI الصينية بقراءة فاقت جميع توقعات السوق فضلاً عن كونها الأعلى أيضًا منذ فترة طويلة. من ناحية أخرى، سجلت قراءة مؤشر AIG التصنيعي الأسترالي 48.5 مقابل القراءة السابقة البالغة 51.2؛ وهو الهبوط الأول الذي يصيب المؤشر منذ 4 شهور، كما أنه الهبوط الأول عن حد الـ50 الفاصل بين منطقتي التوسع والانكماش بالنسبة للنشاط منذ أغسطس 2009. وتشير هذه البيانات إلى أن ثمة احتمالية في أن يكون الاقتصاد الأسترالي النشط- والذي كان الأفضل أداء بين دول مجموعة العشرين- قد شرع في الهدوء، على الرغم أنه لا زال من المبكر للغاية التوصل إلى مثل هذه النتائج الباتة، وذلك على اعتبار قوة النشاط في باقي أرجاء المنطقة.

من ناحية أخرى، سجل مؤشر PMI التصنيعي الصيني أعلى أرقامه القياسية والتي بدأ في تسجيلها في إبريل 2004، حيث جاءت قراءته الحالية عند 56.1 مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بارتفاع يصل إلى 55.1. من ناحية أخرى، ارتفع إنتاج المصانع الصينية خلال شهر ديسمبر، فيما ارتفع مكوني الصادرات والتوظيف بقوة رغم ارتفاع الأسعار بأسرع معدل لها على مدار 17 شهرًا، مما أثار المخاوف بشأن التضخم. ومع ذلك، تومئ البيانات الواردة من الصين بأن التجارة القائمة على أساس التعافي نشطة ومتقدة وتسير على أفضل ما يرام، علاوة على أن التنين الصيني مستمر في كونه محرك للنمو الاقتصادي العالمي.

وعلى صعيد تداول العملات، عكست العملات عالية المخاطرة من اتجاه هبوطها الذي بدأت تعاملاتها به في أعقاب البيانات الصينية التي جاءت على نحو أفضل من توقعات السوق، حيث يتم تداول زوج (اليورو/ دولار) عند المستوى 1.4350، وذلك بعد تعثره إلى المستوى المنخفض 1.4270 مع طليعة الفترة الآسيوية، فيما استرد الدولار الأسترالي تداوله عند المستوى 0.9000 بعد هبوطه إلى المستوى 0.8940 مع مستهل تداولات يوم الاثنين. وتتوجه جميع الأنظار في الوقت الحالي صوب مؤشر ISM التصنيعي الأمريكي، وذلك في ظل ترقب الأسواق في أن يرتفع إلى المستوى 54.1 خلال شهر ديسمبر، مرتفعًا عن قراءة نوفمبر البالغة 53.6، بالإضافة إلى استمرار التعافي الاقتصادي العالمي نيل مزيدًا من الزخم.