اليورو وأكثر من سبب للهبوط والإسترليني يتلقى ضربة موجعة من المستهلك البريطاني

حركة السعر:
- (الدولار /ين): متجه إلى مستوى 90.00 ، إلا أنه لا يستطيع التماسك لوقت طويل عند هذا المستوى.
- (الأسترالي / دولار): هبوط بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي والموقف غير الواضح لبنك الاحتياطي الأسترالي فيما يتعلق بالسياسة النقدية.
- (الإسترليني / دولار): هبوط تحت مستوى 1.6200 ناتج عن تراجع مبيعات التجزئة للمملكة المتحدة.
- (اليورو / دولار): خفض التصنيف الائتماني لليونان يلهب وقف الصفقات تحت مستوى 1.4400.


كانت ليلة تداول أمس بمثابة علامة فارقة في تعاملات الدولار الأمريكي حيث اختفت عمليات بيع العملة ليصعد إلى أعلى المستويات في ثلاثة أشهر مقابل اليور، بينما هبط (الإسترليني / دولار) تحت مستوى 1.6200 في أعقاب إعلان نتيجة مبيعات التجزئة بالمملكة المتحدة التي أشارت إلى تراجع حاد ذهب بها بعيدًا تمامًا عن التوقعات. كانت بداية الدفعة التي تلقاها الدولار ليرتفع مقابل في الفترة الأسيوية بالأمس معتمدًا في ذلك على التقارير الصادرة عن وكالة ستانداردز آند بورس للتصنيف الائتماني والتي أشارت إلى تأييد ما جاء في تقارير وكالة فيتش للتصنيف الائتماني التي أشارت إلى الخفض الهيكلي للتصنيف الائتماني لدولة اليونان حيث وصل الدين السيادي لهذه الدولة إلى 1.5 تريلليون دولارًا.


فالسندات الأوروبية المدعومة عقاريًا، التي تتضمن فيما تتضمنه الرهون العقارية لأغراض سكنية، سوف تبى عالقة في قوائم ميزانية البنوك العاملة في إطار القطاع المصرفي الأوروبي حيث تقل فترات استحقاق هذه السندات عن فترات استحقاق الأصول التي تغطيها، وهو ما قد يسفر عن صعوبات بالغة للغاية قد تواجه اللبنوك في المستقبل القريب تتصدرها مشكلات اضطراب وعدم توافق آجال الاستحقاق الخاصة بالسندات والغطاء الخاص بها مما قد ينشأ عنه مشكلات خطيرة في أثناء محاولة هذه البنوك إعادة التمويل في وقت لا زالت فيه الأزمة الائتمانية تهيمن على ساحة النظام المالي وأسواق المال. وكما سبقت الإشارة إلى ذلك في تقرير سابق "يعد تزامن بقاء المشكلات الائتماني في منطقة اليورو مع إصدار الفيدرالي لبيان يعمه التفاؤل المفرط حيال مستقبليات الأوضاع الأمريكية من الأمور التي من شأنها زيادة أوامر وقف الصفقات التي من المتوقع أن تعيق (اليورو / دولار) عن اجتياز الحاجز النفسي عند 1.4500 وهو ما يمهد الطريق أمام الزوج نجو الانخفاض تحت مستوى 1.4400 الذي كسر الزوج الدعم عنده صباح اليوم.


في غضون ذلك، جاءت قراءة مبيعات التجزئة للمملكة المتحدة لتظهر هبوطًاً مروعًا إلى 0.3-% مقابل التوقعات التي أشارت إلى 0.5%. جدير بالذكر أن هذه هي أدنى المستويات التي حققتها مبيعات التجزئة البريطانية منذ مايو 2008، مما يشير إلى أن تفاقم عجز الموازنة البريطانية وتدهور سوق العمل لا زالا يخيمان على المشهد الاقتصادي بالمملكة المتحدة مما يعيق إتفاق المستهلك الذي يعتبر المحرك الأول للنمو بالنسبة لأي اقتصاد في العالم حيث انعكس العجز المالي المتفاقم والتدهور الحاد في سوق العمل على سلوك الإنفاق لدى المستهلك البريطاني. يشير ما سبق إلى إمكانية مواجهة المملكة المتحدة لعام جديد من عجز الموازنة المتفاقم. نتيجة لذلك، تعتزم حكومة المملكة المتحدة زيادة الحصيلة الضريبية لمواجهة الإنفاق الحكومي الذي وصل إلى مستويات كارثية. لهذه الأسباب بدأ الإسترليني في رحلة هبوط جديدة ليكسر الدعم عند مستوى 1.6100- وهو ما يُعَد أدنى المستويات في شهرين - مع مواجهته في الوقت الحالي خطر اختبار مستوى 1.6000 بافتتاح فترة التداول الامريكية التي من المتوقع أن تشهد تدفقات مكثفة للدولار.


وبالنظر إلى البيانات الاقتصادية المنتظر صدورها في الفترة الأمريكية، نجد أن قطاع التصنيع الأمريكي يتصدر قائمة محركات السوق حيث من المتوقع أن تأتي نتيجة مؤشر فيلادلفيا التصنيعي إيجابية لتعوض التدهور الذي أظهرته قراءة مؤشر نيويورك التصنيعي الصادر في أوائل الأسبوع الجاري. كما ننتظر إعانات البطالة الاسبوعية للولايات المتحدة والتي في حالة تسجيلها لأقل من 450 ألف، من الممكن أن توفر دعمًا كبيرًا لرحلة صعود الدولار الأمريكي حيث ستوفر بذلك أدلة جديدة على اقتراب سوق العمل الأمريكي من التعافي الكامل، وهو ما بدوره سوف يوفر أدلة على تحسن مستقبلي للنمو الأمريكي بحلول 2010. ومع تداول الدولار في الوقت الحالي في الاتجاه الصاعد اعتمادًا على تحسن البيانات الأمريكية أكثر من اعتماده على تدفقات تجنب المخاطرة، من المتوقع أن تعمل البيانات الأمريكية الإيجابية على إضافة المزيد من الوقود لارتفاع الدولار.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image