استمرار هيمنة ثيران الدولار عقب البيانات الأمريكية ترقبًا لبيان الفيدرالي

ظهرت اليوم سلسلة من البيانات الأمريكية، وعلى الرغم من ذلك افتقرت الأسواق إلى مفاجأة في البيانات، الأمر الذي أدى إلى هيمنة ثيران الدولار على الأسواق. وأبقى الدولار الأمريكي على مكاسبه قبيل صدور نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم، حيث تتوقع الأسواق أن يصبح الفيدرالي أكثر تفاؤلاً وأن يعلن خطط لوقف المزيد من البرامج الطارئة.


وبالأمس، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في نوفمبر بشكل ملحوظ ولكن أخفق ارتفاع ضغوط الأسعار على مستوى مبيعات الجملة في الانتقال إلى المستهلكين. ويرجع ذلك بسبب استقطاع تجزئة الملابس والالكترونيات، علاوة على الحقيقة القائلة بهبوط أسعار الجازولين الشهر الماضي بشكل تدريجي رغم استقرار أسعار الطاقة. ويواجه المنتجون أوقات عصيبة، الأمر الذي أدى تمرير تلك التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين بسبب ضعف معدلات الطلب. علاوة على ذلك، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنحو 0.4%. وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة، لم تتغير قراءات أسعار المستهلكين الشهر الماضي، مما أدى وصول القراءة السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين إلى 1.8%، وبقيمته الأساسية إلى 1.7%.


وفي الوقت ذاته، ازداد عجز الحساب الجاري في الربع الثالث من 98 مليار دولار إلى -108 مليار دولار، مما يسلط الأضواء على استمرار عجز الحساب الجاري بالإضافة إلى العجز المالي. وما يعد إيجابيًا اليوم في تلك البيانات هو قوة قطاع الإسكان، فعلى الرغم من هبوط ثقة بناة المنازل، ارتفعت بدايات الإسكان بنسبة 8.9%، في حين صعدت تصاريح البناء بواقع 6% إلى أعلى مستوى منذ 12 شهر.


ترقب نتائج لجنة الاحتياطي الفيدرالي


من المتوقع أن يظل الدولار راسخًا قبيل اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي. وبالاعتماد على حركة السعر في سوق العملات، وأسواق الأسهم والسندات، يتطلع مختلف أنواع المستثمرين إلى تصريحات متطرفة من قبل الفيدرالي. وسيبحث التجار عن ثلاثة أشياء في تصريحات الفيدرالي، أولا نبرة بيان الاحتياطي الفيدرالي، ثانيا التغيرات في معدل الخصم و أخيرًا أي خطط تتعلق بإنهاء التدابير الطارئة. ومن المحتمل أن يؤدي الاعتدال الهائل في خفض الوظائف، والتحسن في الانفاق الاستهلاكي إلى تشجيع الاحتياطي الفيدرالي على رسم تطلعات أكثر إيجابية للاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من الأسباب التي تبرر احتمال عدم ظهور تصريحات الفيدرالي في شكل مغالى فيه. ومن غير المتوقع أن نشهد تطورات كبيرة في بيان الفيدرالي اليوم وذلك لأن الفيدرالي يدرك أن في ذلك الموقف الحرج للتعافي الاقتصادي الأمريكي، ستفوق الآثار السلبية للموقف المتطرف للبنك آثاره الإيجابية. وعلى الرغم من توقع إخفاق الفيدرالي في التأثير على الأسواق، إلا أن ثيران الدولار لن يتوقعوا الكثير، ومن ثم فإن أي تغير طفيف في لهجة الاحتياطي الفيدرالي سيؤثر على تداولات الدولار. وإذا انطوت تصريحات الفيدرالي على نوع من التفاؤل، فسيعد ذلك إيجابيًا للدولار، في حين سيؤدي الحديث بشكل متشائم عن استقرار وتحسن سوق العمل وانفاق المستهلكين إلى تراجع الدولار عن المكاسب التي حققها. وفي النهاية، يمكن القول بأن نبرة الاحتياطي الفيدرالي ستحدد وضع الدولار حتى نهاية العام.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image