اضطرابات على الصعيدين السياسي والجغرافي تدعم الملاذ الأمن (تقرير الفترة الأمريكية)

 نقاط الحوار : 

الين الياباني : يضطرب فوق مستوى 98.0

الإسترليني : فيشر يحذر من تحديات المستقبل

اليورو : يتراجع تأثراً بتصريحات وزير المالية الروسي

الدولار الأمريكي : في انتظار بيانات التصنيع بولاية نيويورك

هبط اليورو بما يزيد عن 150 نقطة أثناء التداول ليلة أمس، عقب تصريحات وزير المالية الروسي "أليكسي كوردين" والتي أكد فيها على عدم وجود منافس للدولار كعملة إحتياطي نقدي في الوقت الراهن. وجاءت التصريحات وسط اجتماع وزراء مالية مجموعة الثماني، كما أنها هدأت من المخاوف التي أحاطت بقمة "BRIC" بأن تسفر عن دعوة لإيجاد بديل للدولار هذا وشهدت قمة مجموعة الثماني تساؤلات حول النظام المصرفي الأوروبي، مما ساهم أيضاً في زيادة الضغوط التي لقيها اليورو. فإن عدم رغبة الحكومات في إجراء اختبارات ضغوط مماثلة لاختبارات الضغوط التي أجرتها الحكومة الأمريكية أثارت بعض التساؤلات حول امتلاكها لرؤوس الأموال الكافية لمواجهة أية تحديات مستقبلية. في الوقت ذاته، انخفض معدل البطالة بمنطقة اليورو في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 0.8%، وهو أكبر نسبة هبوط على الإطلاق، وهو ما قد يزيد من ضعف اليورو.

بدأت الأسواق تبدي بعض التحوط في مراهاناتهم بأن اليورو قد يكون هو البديل الأمثل للدولار كعملة احتياطي نقدي، مما ساعد على استعادة الدولار لضعفه في الفترة الأخيرة. جدير بالذكر أن روسيا كانت أولى الدول التي تدعم استبدال الدولار كعملة احتياطي نقدي، والأن بعد أن أكدت على قوة الدولار فمن المفترض أن يحدث انعكاس التدفقات ببداية التداول الأمريكي. فعلى الرغم من مطالبة بعض الدول مثل روسيا بوضع نهاية للدولار كعملة احتياطي نقدي، فإن الأمان والسيولة التي تتمتع بها سندات الخزانة الأمريكية سوف تجعل من الصعب إيجاد بديل للدولار في الوقت الحالي. كما أن ذلك سوف يستغرق وقت وجهد عالمي من أجل تحقيقه. على الرغم من تصريحات وزير المالية الروسي، إلا أن روسيا تسعى بالفعل إلى استبدال الدولار، وهو ما من شأنه أن يثير مخاوف مشتري الدولار على المدى الطويل. فقد تراجع (اليورو/دولار) دون المتوسط الحسابي البسيط لـ20 يوم عند 1.3982، وهو ما أدى إلى تكون نموذج رأس وكتفين. ويتمثل الدعم دون مستوى 1.3785 (والذي يعد ارتداداً بنسبة 38.2% فيبوناتشي للموجة من 1.288 إلى 1.4340) والذي يؤدي كسره إلى اختبار المتوسط الحسابي البسيط لـ 50 يوم عند 1.3576. 

على صعيد أخر، تمكن الإسترليني من استعادة قواعده بعد الضعف الذي أصاب اليورو. ومن المحتمل أن يستمر ضعف الإسترليني، في ظل انخفاض أسواق الأسهم حول العالم، كما أن خطر تجنب المخاطرة قد يكون عاملاً مؤثراً طوال اليوم. ولم تصدر أية بيانات اقتصادية من شأنها أن تؤثر على حركة السعر، مما ترك حركة السعر رهينة اتجاهات المخاطرة. على الرغم من ذلك، لن يكون هذا هو الحال باقي الأسبوع، حيث من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين ونتائج اجتماع بنك أنجلترا ومبيعات التجزئة بالمملكة المتحدة.

من ناحية أخرى، أسفر اجتماع مجموعة الثماني عن بدء اهتمام صناع السياسة بالأثار مترتبة على معدل السيولة التي تم ضخها في النظم المالية للدول، حيث أنهم ناقشوا كيفية التوصل إلى استراتيجية مناسبة للخروج من الأزمة وتجنب تزايد مخاوف التضخم. ومن المحتمل أن يلقى الإسترليني دعماً حيث أن بنك أنجلترا كان أولى البنوك التي تتخذ إجراءات متطرفة من أجل إمداد الأسواق بالتمويل اللازم، كما أنه قد يقود المسيرة نحو استعادة هذه الإجراءات. على الرغم من ذلك، أعلن اتحاد الصناعة البريطاني أن البنك المركزي قد يحتاج إلى طبع المزيد من النقد من أجل ضمان تحقيق الانتعاش، حيث أنه يتوقع انكماش النمو بعد تحقيق انتعاش لن يدوم طويلاً.

وعلى صعيد الدولار، فقد شهد تداولاً جيداً ليلة أمس عقب التصريحات الإيجابية التي أدلى بها وزير المالية الروسي، ولكنه بدأ مؤخراً يواجه صعوبة في مواصلة الصعود. هذا ومن المقرر أن تصدر نتائج بيانات التصنيع بولاية نيويورك والتي من المتوقع أن تنخفض من -4.55 إلى -4.80، بعد استمرار تحسنها لأشهر متعددة، وهو ما قد يدعم حالة تجنب المخاطرة الحالية كما يزيد من دعم الدولار. كما انخفضت العقود الأجلة للداوجونز، وهو ما يشير إلى انخفاض الأسهم مما قد يدعم مشتري الدولار. في الوقت ذاته، أدت الفوضى التي تشهدها الأراضي الإيرانية مؤخراً إلى إثارة المخاوف على الصعيدين الجغرافي والسياسي وهو ما يدعم توجه المستثمرين نحو الملاذ الأمن.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image