الدولار في انتظار بيانات الـ NFP وقراءة القطاع الخدمي الأمريكي لتحديد اتجاه واضح

استمر الدولار الأمريكي في تحقيق المزيد من المكاسب، وهو الوضع الذي امتد على مدار الـ 12 ساعة الماضية ويستمر حتى الآن حيث بدأ المستثمرون في ضبط مواقف الصفقات لتتوائم مع ما يمكن أن يتحقق من بين السيناريوهات المتوقعة لبيانات الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي (NFP). جدير بالذكر أن أغلب التوقعات التي تسود الشارع الاقتصادي تميل إلى أن البيانات سوف تأتي بقدر كبير من الإيجابية. وعلى الرغم من أننا نتشكك في إمكانية تحقيق الولايات المتحدة لنمو في الوظائف، نرى أن تحسناً كبيراً من الممكن أن يكون قد تحقق فيما يتعلق بتراجح حدة ظاهرة فقد الوظائف وعمليات تسريح العمالة في الفترة الماضية. كما أن هناك عدد من العوامل التي تؤيد التوقعات بإيجابية بيانات التوظيف والتي يمكن إيجازها فيما يلي:
- تسجيل مسح تشالنجر & كريسماس لتراجع كبير في عمليات تسريح العمالة بواقع 72.3% وهو ما يعكس تحسن كبير في أوضاع سوق العمل الأمريكي.
- تسجيل مسح ADP لتوظيف القطاع الخاص لتحسن مماثل من خلال تراجع تسريح العمالة إلى 169 ألف مقابل القراءة السابقة التي سجلت 195 ألف.
- التحسن الحاد في إعانات البطالة نهاية الشهر الماضي.


بالإضافة إلى العديد من العوامل التي من شأنها دعم السيناريو الإيجابي لبيانات الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي لتنخفض بواقع 125 ألف أو 100 ألف على الأقل. على كلٍ، لا يمكننا الجزم بما سبق إلا بعد إعلان نتيجة مؤشر ISM الخدمي وما يتضمنه من مكونات على رأسها مكون التوظيف بالقطاع الخدمي حيث يمثل هذا القطاع ما يزيد على 70% من النشاط الاقتصادي الأمريكي.

 

في نفس الوقت، من المهم أن نعترف بأن عمليات البيع المكثفة للدولار الأمريكي بدأت في التراجع بعد تلقي دعم المدى القريب، وهو ما جاء نتيجةً لتنوع مستويات باقي العملات الرئيسة وعملات السلع مقابل الأخضر الأمريكي حيث نجح الدولاران الأسترالي والنيوزلندي في تحقيق مكاسب على نطاق متسع مقابل النظير الأمريكي، بينما هبط اليورو، الين الياباني والدولار الكندي مقابل عملة الاحتياط الأولى في العالم مما عمل على توفير بيئة ارتفاع للدولار الأمريكي. يرجح ما سبق أننا في حاجة إلى محفز قوي من أجل ارتفاع (اليورو / دولار) وغيره من الأزواج الرئيسة. ومن الممكن أن يكون هذا المحفز هو تقرير البيجبوك الذي يصدر عن الفيدرالي في غضون ساعات قليلة من الآن. ولكن بالنظر إلى البيجبوك، نجد أنه لا يمتلك القوة اللازمة لتحريك الأسواق وهو ما يدفع أنظار السوق لتتحول إلى متابعة إلى ما يمكن أن ينتج عن بيانات الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي علاوة على مؤشر ISM الخدمي حيث ظهرت بالأمس قراءة ISM التصنيعي الذي ارتفع بسرعة أقل مقارنةً بالشهر السابق، وهو ما يشجعنا على القول بانه في حالة سير مؤشر القطاع الخدمي على نهج القطاع التصنيعي، من المفترض أن يتعرض الدولار إلى معاناة كبيرة.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image