ملخص الفترة الأسيوية و الأوروبية

جاءت تحركات الاسترليني لتشهد حالة من الترقب خلال فترة التداول الأوروبية قبيل صدور تقرير القراءة المعدلة للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من السنة المالية للمملكة المتحدة . و عن فائض الميزان التجاري الياباني فقد سجل ارتفاعاً متجاوزاً التوقعات. في الوقت نفسه ، جاءت تصريحات البنك المركزي الاسترالي خلال تداولات ليلة الأمس داعمة لتوقعات رفع الفائدة بقدر كبير .

أهم التطورات خلال تداولات ليلة الأمس

• باتيلينو نائب محافظ بنك الاحتياطي الاسترالي يصرح : الاقتصاد في نمو ملحوظ و توقعات برفع معدل الفائدة .
• ارتفاع الفائض التجاري الياباني .

مستويات حرجة

شهد اليورو ارتفاع متجاوزاً الـ 0.2% في الوقت الذي سجل فيه الاسترليني ارتفاعاً بنحو 0.3% مقابل الدولار الأمريكي في ظل التقدم الذي أحرزته الأسهم خلال تداولات ليلة الأمس ، مما ثبط من الطلب على الدولار الأمريكي باعتباره عملة ملاذ أمن . و عن مؤشرات أسواق مؤشرات الأسهم العالمية فقد شهد ارتفاعاً بنحو 0.8% .

خلال التداولات الأسيوية

سجل الميزان التجاري السلعي الياباني فائضاً بنحو 807.1 مليار ين ياباني في أكتوبر و هو ما يقارب ضعف توقعات المحللين الاقتصاديين في ظل تراجع الواردات ( بنحو -35.6% مقابل قراءة الفترة نفسها من العام السابق) و التراجع الحاد في الصادرات ( و التي سجلت انخفاض نسبته -23.3%) تزامناً و تراجع معدل التوظيف بنحو 5.5% في الربع الثالث ، ليسجل بذلك أعلى مستوى له خلال خمسة عقود . هذا و قد توقع المحللون الاقتصاديون أن يتراجع معدل البطالة بنحو 6% خلال الربع الأول من العام المقبل . و فيما يتعلق بتدهور إنفاق المستهلك فيبدو أكثر الأمور وضوحاً في الاقتصاد الياباني في ظل ارتفاع الين الياباني بنحو 5.3% خلال التجارة العالمية خلال الفترة نفسها ، الأمر الذي ربما قد دعم الواردات في ظل دعم القدرة الشرائية المحلية على السلع الأجنبية . من ناحية أخرى تراجع مؤشر أسعار خدمات الشركات بنحو -2.2% لهذا العام في أكتوبر ،لأدنى مستوى له في ستة أشهر ، تزامناً و بنك اليابان و الذي يسعى جاهداً من أجل الخفض التدريجي فيما يتعلق ببرنامج شراء الأصول مقابل أصوات الحكومة التي تواصل ارتفاعها محذرة من الانكماش .

و على الصعيد الاسترالي ، فقد جاءت تصريحات نائب محافظ البنك الاحتياطي الاسترالي متفائلة بقدر كبير و ذلك في حديثه الذي ألقاه بمدينة ميلبورن الاسترالية ، حيث أعرب عن أن الاقتصاد يشهد نمواً بالفعل قد تمتد وتيرته خلال السنوات القادمة . الأمر الذي دعم بدوره توقعات رفع الفائدة من قبل البنك المركزي و ذلك للشهر الثالث على التوالي، تزامناً مع توقعات كريدي سويسيه و التي كشفت عن أن المتداولين يروا أن هناك فرصة تبلغ نسبتها 76% لرفع معدلات الفائدة في ديسمبر مقابل النسبة التي بلغت 69% خلال يوم الأمس.

جلسة التداول الأوروبية

سجلت القراءة المراجعة للناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة ارتفاعاً بنحو -0.3% مقابل القراءة السابقة و التي -0.4% إلا أن القراءة لا تزال متراجعة خلال الربع الثالث من السنة المالية . جدير بالذكر أن القراءة المراجعة لاستهلاك القطاع الخاص قد سجلت ارتفاع بنحو ( -0.2% مقابل -0.6%) و تراجع الإنفاق الحكومي ( بنحو 0.5% مقابل 0.6%) ، و ذلك على الرغم من أن القطاع العام لا يزال يشهد نمواً إيجابياً . مما يشير إلى استمرار تقلص ثالث أكبر اقتصاديات أوروبا ، و الذي من غير المحتمل أن يقابله المزيد من خطط التحفيز عقب الجولة السابقة من الإنفاق الحكومي حيث سجل عجز الموازنة أعلى نسبة ارتفاع له في مجموعة الدول الـ 10 ليقارب 12% من الناتج المحلي الإجمالي مما قد يهدد بتراجع التصنيف الائتماني للبلاد، تاركاً المستثمرين في حالة من التحير و تساؤل يكمن في ... أين يمكن ان تظهر بوادر النمو خلال الأونة المقبلة . كما كشف أحد المسوح التي قامت بها بلومبرغ على مجموعة من المحللين الاقتصادين بأن الناتج المحلي الإجمالي البريطاني سوف يشهد تقلصاً للربع الخامس على التوالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة و حتى ديسمبر .

وعن مؤشر GFK لثقة المستهلك الألماني فقد سجل تراجعاً في ديسمبر بنحو 3.7 مقابل التوقعات التي سجلت ارتفاع بلغ 4.2 و كذلك مقابل القراءة السابقة و التي سجلت 4.0 مما يرفع بدوره من معدل البطالة . و على الرغم من أن معدل التوظيف يسير بوتيرة أكثر تباطئاً منذ يوليو الماضي، إلا أن قيام الحكومة بدفع الشركات للإبقاء على الموظفين على المدى القصير بدلاً من تسريحهم قد يؤدي إلى عودة معدل البطالة للارتفاع من جديد . و من جانبها صرحت بعض الشركات اللألمانية بقيامها بتسريح أكثر من 1.545 خلال هذا الشهر و هناك توقعات على المدى المتوسط تشير إلى أن معدل البطالة قد يرتفع مسجلاً 9% خلال الربع الثاني من العام المقبل.

و بالنظر إلى اتجاهات المخاطرة ، فإن هناك تركيز كبير على تقارير الدخل البريطانية . أما عن مؤشرات الأسهم الأمريكية فقد شهدت ارتفاعاً طفيفاً قبيل افتتاح جلسة التداول الأوروبية ، مما يشير إلى أن أصول المخاطرة قد تظل مدعومة في أعقاب التقدم الذي أحرزته خلال التعاملات الأسيوية ما يلوح بالمزيد من ضغوط عمليات البيع على الدولار الأمريكي . هذا و من المزمع صدور تقارير طلبات السلع الأمريكية المعمرة و إعانات البطالة الأمريكية و مبيعات المنازل الجديدة .