الحذر من تجنب المخاطرة

أدى ظهور القراءات المراجعة لأسفل للناتج المحلي الإجمالي بالولايات المتحدة إلى تحفيز أمواج أخرى من تدفقات تجنب المخاطرة في الأسواق المالية. وارتفع الدولار ولكن إذا ظهرت قراءات ثقة المستهلك محبطة هى الأخرى، فمن المحتمل أن نشهد ارتفاعاً أخر في الدولار الأمريكي وعمليات بيع على نطاق واسع بأسواق الأسهم. وعلى الرغم من ظهور البيانات الأوروبية بأفضل من المتوقع، إلا أن التجار كانت تنتابهم حالة من الحذر في معظم التعاملات الصباحية. هذا، وقد تفجر هذا التشاؤم من قبل الضعف الذي شهدته أسواق الأسهم الصينية في أعقاب طلب المسؤول عن التشريعات البنكية بالصين من البنوك التجارية أن تدير المخاطر بشكل جيد و أن تتجنب التذبذبات في الإقراض بنهاية العام.


وما يزيد من الأمر سوءً هذا الصباح هو قراءات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية حيث تم مراجعة تلك القراءات من 3.5% لتنخفض إلى 2.8% في الربع الثالث. حيث أشارت مراجعات قراءات مبيعات التجزئة و أرقام التجارة المنخفضة إلى أن النمو بين شهري يوليو وسبتمبر لم يكن بالقوة التي تم إعلانها بها مسبقاً. وتلقى الاستهلاك الشخصي ضربة قاصمة من مراجعة قراءة النمو إلى 2.9% من 3.4%. وعلى الرغم من اعتبار الربع الثالث فترة الانتعاش في معظم الدول الرئيسة، إلا أننا بدأنا نتعلم أن الانتعاش لن يكون مثيراً للإعجاب كما كان معلناً مسبقاً.


وعلى صعيد آخر، وفقا لستاندرز اند بورز، ارتفعت أسعار المنازل للشهر الخامس على التوالي. ومقارنة بشهر أغسطس، ارتفعت أسعار المنازل بواقع 0.33% ولكن على صعيد القراءات السنوية لاتزال أسعار المنازل في المنطقة السالبة. كما يعد هبوط الأسعار في سبتمبر بواقع 9.36 القراءة السالبة الأقل منذ ديسمبر 2007. وعلى الرغم من تعارض تلك القراءات مع بيانات أسعار المنازل القائمة والتي أعلنت عن توالي تراجع الأسعار، إلا أنها تجدد الأمل في سوق الإسكان، وتُظهر بعض علامات الانتعاش بالاقتصاد الأمريكي.


تترقب الأسواق اليوم، صدور بيانات ثقة المستهلك الأمريكي و مؤشر ريتشموند التصنيعي و مؤشر أسعار المنازل، ومن ثم نتائج اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي في 4 نوفمبر. وإذا أخذنا في الاعتبار قراءات الثقة الصادرة عن جامعة ميتشيغان، فمن المتوقع أن تظهر قراءات الثقة اليوم ضعيفة. ومن ناحية أخرى، اتسمت نبرة الحديث في الفيدرالي بالحرص والتشاؤم، وللأسف من المحتمل أن تتكرر تلك النبرة في نتائج اليوم. وفي الأسبوع الماضي، أشار " بالارد " عضو الفيدرالي أن الاحتياطي الفيدرالي لن يقوم برفع الفائدة حتى عام 2012، وخلال التعاملات الليلية، نادى " بالارد " الفيدرالي بالتوسع في شراء الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري و سندات القطاع الخاص المدعومة حكومياً إلى شهر مارس. وعلى الرغم من اختلاف تلك التصريحات عن نبرة تصريحاته المغالى فيها، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن " بالارد " عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي ولكنه لايحق له التصويت. ولايزال ينتاب معظم أعضاء لجنة الاحتياطي الفيدرالي حالة من الحرص. فعلى سبيل المثال، حذر " ايفانس " من ارتفاع معدل البطالة إلى 10.5%، كما توقع ألا ينخفض هذا المعدل حتى فصل الصيف. وجدير بالذكر، أنه كلما ازدادت نبرة الحرص التي تنتاب الفيدرالي، كلما قلت احتمالات تنفيذ استراتيجية الخروج من دائرة التسهيلات والتدابير التحفيزية وازدادت احتمالات انتعاش عمليات " carry trade " القائمة على الدولار.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image