معززات كثيرة تحول الدولار الأسترالي إلى الورقة الرابحة في سوق العملات

عاد تجنب المخاطرة مرة ثانية إلى سوق العملات في إطار تعاملات الفترة الأسيوية مع تراجع مؤشر توبيكس للبورصة اليابانية بواقع يزيد عن 2% تأثراً بتراجع أسهم ميسوبيشي يو.إف. جيه. آي. بي. أو. وفي أعقاب ارتداد (الدولار / ين) إلى مستوى 89.50 أثناء فترة التداول الأمريكية يوم أمس، استمر الزوج في التراجع متأثراً بهبوط أسواق الأسهم بالقرب من منطقة 89.00. ونرجح أن يستمر الزوج في التعرض من المزيد من الضغوط التي ينتج عنها المزيد من الهبوط حيث من المتوقع أن يحقق الين الياباني ارتفاعاً حاداً معتمداً على تجنب المخاطرة مع الأنباء التي تناولت قضية إعادة تقييم اليوان الصيني. وفي حالة عدم تحقيق الدولار الأمريكي لقدر معقول من القوة، وهو ما يعمل على توفير متنفس لبعض الدول الأوروبية والأسيوية التي تقوم اقتصادها على الصادرات، نرى أن قصة اليوان هذه سوف تستمر في التأثير على الدولار الأمريكي لبعض الوقت مما قد يولد استجابة إجبارية من جانب الصين تتمثل في الانصياع إلى المطالب والضغوط الدولية وذلك رغم كون هذه الاستجابة سياسية أكثر من كونها اقتصادية.
في غضون ذلك، ظهر الضغط الواقع على تدفقات التجارة الناتج عن ارتفاع العملة اليوم في أحد الاقتصادات وثيقة الصلة بأسواق آسيا، وهو ما اتضح من خلال الانتقادات التي وجهها حزب المعارضة النيوزلندي للحكومة بسبب السياسة النقدية التي تتبناها البلاد والتي جاء فيها "لقد اتبع النظام النيوزلندي سياسة نقدية أسفرت عن أضرار بالغة لقطاع التجارة"، وفقاً لما جاء على لسان فيل كوف، زعيم حزب العمال النيوزلندي في إطار حديث أدلى به في ويلنجتون. وأضاف كوف "إن المعركة ضد التضخم لم تعد هي الهدف الوحيد الذي يواجه نيوزلندا".
وثيق الصلة بما سبق أن هناك فارق كبير بين صادرات نيوزلندا التي تعمتد على المواد والمنتجات الغذائية وصادرات أستراليا التي تعتمد على مواد صناعية بطبيعتها، وهو الفارق الذي يستمر في الاتساع بمرور الوقت. فقطاع الصادرات النيوزلندي يتسم بقدر كبير من الحساسية لضغوط الأسعار، وهو ببساطة ما ينتج عن أن الصادرات النيوزلندية أكثر عرضة لمؤثرات ذات صلة بإمكانية استبدالها بغيرها. على الجانب الآخر، تتسم الصادرات الأسترالية بقدر أكبر من القوة لأنها ترتكز إلى قاعدة متينة تتمثل في معدل الطلب الصيني على هذه الصادرات، الحديد والمواد الخام على وجه التحديد، حيث يتسم الطلب الصيني بقدر كبير من الاستقرار والثبات مما يضمن لأستراليا عدم تعرض صادراتها لخطر الهبوط. وأغلب الظن أن هناك عدد من العوامل التي ترجح كفة الدولار الأسترالي على كفة الدولارين النيوزلندي والكندي حيث من المتوقع أن يتلقى الدولار الأسترالي دفعة قوية من الصادرات إلى الصين علاوة على ما يتلقاه من تعزيز من ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية.
وعلى صعيد الفترة الأمريكية، تتسلط الأضواء على إعانات البطالة الأسبوعية بالولايات المتحدة مع التركيز على إمكانية الهبوط عن مستوى الحاجز المنيع، 500 ألف، وهو ما تشير إليه أغلب التوقعات اليوم. على الرغم من ذلك، تشير أغلب وجهات نظر المحللين الاقتصاديين إلى حالة من الجمود تنتاب التحسن في قطاع التوظيف الأمريكي وتوقف أوضاع سوق العمل عن التحسن. ومع إدلاء جيثنر وتريشيه بتصريحات متتالية اليوم أثناء تعاملات الفترة الأمريكية، من الممكن أن تتعرض حركة السعر في إطار سوق العملات إلى قدر كبير من التذبذب.
بصفة عامة، كانت حركة السعر على مدار اليومين الماضيين تتسم بالجمود مما أصاب الثيران باحباط حيث استمرت الحركة العرضية والتحركات في نطاقات تداول محدودة. في نفس الوقت ينتظر تداول عملات المخاطرة المحفز الأساسي للارتفاع بهذه العملات إلى أعلى في غياب محركات السوق القوية. وحيث أشرف العام الجاري على الانتهاء، من المتوقع أن نرى تصحيحاً قوياً لزوج (االيورو / دولار).


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image