إنفاق المستهلك الأمريكي وطريق طويل قبل التعافي الكامل

أظهرت البيانات الأمريكية اليوم الكثير من الضعف الذي يحاصر الاقتصاد الأمريكي وهو ما يفسر عدم استجابة الدولار الأمريكي للتحسن في إنفاق المستهلك. ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية إلى 1.4% في أكتوبر وفقاً للقراءة التي صدرت اليوم، على الرغم من ذلك، كشفت الحسابات التي استثنت مبيعات السيارات عن محدودية النمو في مبيعات التجزئة الأمريكية حيث أشارت إلى نمو لا يتجاوز 0.2%، وهو ما يمثل نصف الزيادة التي حققتها المبيعات في القراءة السابقة. يؤيد ما سبق ما نرجحه من أن مبيعات السيارات كانت هي المحرك الأساسي، إن لم يكن الوحيد لارتفاع إنفاق المستهلك الأمريكي. وحتى مع ارتفاع مشتروات الغذاء والملابس وغيرها من المشتروات التجارية العامة، جاءت الزيادة في الإنفاق على الكماليات ضعيفة. في نفس الوقت كان هناك انخفاض ملحوظ في الإنفاق على مواد البناء، الإلكترونيات، السلع الرياضية والأثاث.

 

على الجانب الآخر، نجد أن هناك بصيص من الأمل يتمثل في أن الإنفاق يرتفع ولا ينخفض، ولكن مع ذلك، لا زالت التقارير الأمريكية تعكس قدراً كبيراً من الضعف. ويبدو أن النتائج الأكثر قوة التي صرح بها بائعو التجزئة في قطاع الملابس على أساس فردي في بداية الشهر الجاري قد أثرت على النتيجة الإجمالية لمبيعات التجزئة، بينما ترجح التفاصيل أن قطاع التجزئة بصفة عامة لا زال يتعرض لمعاناة كبيرة في التقدم. وبالنظر إلى مستقبليات الإنفاق المستهلك الأمريكي، يظهر سؤال يفرض نفسه على الساحة وهو ما إذا كانت المستهلك الأمريكي سوف يستمر في رفع معدل إنفاقه على مدار الشهرين القادمين من العام الجاري أم أن الإنفاق سوف يأخذ الطريق المعاكس نحو الانخفاض. يمكننا التوصل إلى إجابة على هذا التساؤل من خلال إلقاء نظرة على ما قام به تجار التجزئة من بدء التخفيضات والأنشطة الترويجية في وقت مبكر قبل أعياد الهالوين بوقت طويل وهو ما يمكن من خلاله ملاحظة أن بدء هذه الأنشطة يتم تقديمه عام بعد عام منذ بدء أزمة الاقتصاد العالمي. بهذه الطريقة، إذا ما كان الأمر في أيدي تجار التجزئة فسوف نجد أنفسنا نحتفل بأعياد الميلاد في أوائل نوفمبر. وبالرجوع إلى معنويات المستهلك الأمريكي وتوقعات تجار التجزئة، نجد أن هناك شبه إجماع على أن إنفاق المستهلك لن يتجاوز المحنة والمعاناة التي يعانيها على مدار الأسابيع الستة القادمة.


على صعيد آخر، هبطت قراءة مسح نيويورك التصنيعي اليوم إلى 23.51 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 34.57 الذي مثل أعلى المستويات في خمسة أشهر وهو ما خالف التوقعات إلى حدٍ كبير. وكأحد أهم الإصدارات التصنيعية في الولايات المتحدة، يقدم لنا هذا المسح صورة واضحة عن قطاع التصنيع بالولايات المتحدة. وعلى النقيض من تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية، يأتي مسح نيويورك التصنعي ليعكس حالة من التراجع الطفيف فيما يتعلق بمكونات المسح. فقد أظهرت نصف المكونات الرئيسة للمسح استمرار التواجد في المنطقة الإيجابية. والأهم من ذلك، أن مكون التطلعات الاقتصادية حقق ارتفاع إلى 57 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 55.69 مما يشير إلى أن المصنعين في نيويورك تتوافر لديهم قناعة بأن أوضاع الأعمال سوف تستمر في التحسن على مدار الأشهر الستة القادمة. وفيما يتعلق بوضع الدولار الأمريكي وكيفية استجابته لهذه البيانات، فقد بدأت حركة سعر العملة في إظهار قدر كبير من التذبذب وهو ما يتوقع أن يزداد في أعقاب حديث برنانك، رئيس الفيدرالي.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image