أستراليا تثبت بالأدلة تحسن الوضع الاقتصادي (تعليق السوق)

وكما كان متوقعاً هدوء الأسواق في الفترة الأمريكية بالأمس بسبب عيد المحاربين القدامى، جاء الدور على الإسترليني ليتخطف الأضواء خلال الفترة الأوروبية. واستمر التقرير ربع السنوي لبنك إنجلترا في إحداث ردود أفعال عنيفة مما أوقع بالإسترليني. وعلى الرغم من رفع بنك إنجلترا توقعات النمو والتضخم، أعرب " كينج " عن اقتناعه بأن هناك مخاطر تهدد الاقتصاد البريطاني، كما أن البنك ذو عقلية متحررة لإتخاذ مزيد من التدابير التحفيزية. وانخفض الإسترليني على الرغم من تصريح كينج بأن ضعف الإسترليني سيساهم في ارتداد الاقتصاد، ومع ذلك، لانرى حتى الآن أي بوادر تدعم هذا المنظور رغم هبوط الإسترليني خلال الأشهر الماضية.


وبعيداً عن الدولار، شهدت بداية التعاملات في الفترة الأسيوية بالأمس اندلاع تدفقات شهية المخاطرة مع اختبار اليورو للمستوى المرتفع السابق عند 1.5063 ، واختبر الدولار الأسترالي مستويات جديدة عام 2009. كما سجل الذهب مستويات قياسية. ومع ذلك، يبدو أن وول استريت قد فقد قوته الدافعة فوق مستوى 1,100 بالنسبة لمؤشر S&P وارتدت بنهاية الفترة مما أعطى دفعة للدولار. ونتيجة لذلك، بدأت الفترة الأسيوية عند مستويات مساوية لمستويات الفتح خلال الثلاثة جلسات السابقة.


وظهرت اليوم بيانات التوظيف الاسترالية لشهر أكتوبر لتقدم مزيد من التحفيز للأسواق. وظهرت البيانات إيجابية للغاية حيث ازدادت الوظائف بواقع 34.5 ألف وظيفة، كما تم مراجعة قراءة سبتمبر لترتفع إلى 39.8 ألف، مقارنة بـ -10.0 ألف المتوقعة، مما أوقد الأحاديث عن احتمال رفع الفائدة في اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي في ديسمبر المقبل. وبالتأكيد فسرت الأسواق البيانات على ذلك النحو، كما ارتفع العائد قصير الأجل للدولار الأسترالي بنحو 10 نقاط و ارتفع الدولار الأسترالي بنحو 50 نقطة مقابل الدولار الأمريكي. على الرغم من ظهور بيانات التغير في الوظائف بأفضل من المتوقع، ارتفع معدل البطالة إلى 5.8% كما كان متوقعاً، وبلاشك يشير هذا التشاؤم إلى أن معظم التحسنات جاءت من وظائف الداوم الجزئي 21.5 ألف مقابل 2.9ألف في الوظائف ذات الدوام الكلي، ولكن بشكل عام تعد بيانات التوظيف جيدة.


وتصدرت تصريحات " سوان " وزير الخزانة الأسترالي عناوين الصحف في أعقاب صدور البيانات مع محاولته لتقليل قوة التقرير. وركز على ارتفاع معدل البطالة إلى 5.8% وحذر من احتمال ارتفاع معدلات البطالة إلى أبعد من ذلك حيث بدأت آثار التدابير التحفيزية الحكومية في التضاؤل، كما أضاف أن تأثير التدابير قد بلغ ذروته في يونيو.


وركزت الفترة الأسيوية اليوم على قصة اليوان الصيني التي بدأت بالأمس. ومع اجتماع منتدي التعاون الاقتصادي لأسيا والدول المطلة على المحيط الهادي (APEC ) والزيارة الأولى للرئيس الأمريكي أوباما في أسيا، تصدر العناوين في صحفية الفايناشيال تايمز احتمال رفع الصين لعملة اليوان. وفي أعقاب التقرير ربع السنوي للبنك الصيني، يجب الإشارة إلى أن أي تحركات من قبل البنك يجب أن تكون مدروسة و محكمة و تدريجية و معتمدة على التدفقات الرأسمالية و تحركات العملات الرئيسية. وتجدر الإشارة إلى بنك الصين لم يتخذ قرار نهائي فيما يتعلق بوضع سعر الصرف. ومن المحتمل أن يبت في ذلك الأمر أولا صناعي القرار بمجلس الدولة، كما يُحتمل أن نسمع تصريحات من ذلك المستوى أولا إذا كان هناك في تغير في السياسة. ومع ذلك، نأمل أن يكون مستكبر النار من مستصغر الشرر وأنها خطوة أولى على الطريق الصحيح.


وبعيداً عن تأثير الدولار الأسترالي، ظلت العملات الأخرى في نطاق تداول محدد في الفترة الأسيوية على الرغم من هيمنة تدفقات شهية المخاطرة بمنتصف الفترة، ولكن سرعان ما هبطت أسواق الأسهم إلى المنطقة الحمراء. وقاد الإسترليني مسيرة التراجع وبصورة أقل في اليورو و الاسترالي. وعلى صعيد آخر، تترقب الأسواق في الفترة الأمريكية اليوم بيانات مؤشر أسعار المنازل الكندية و إعانات البطالة الأسبوعية الأمريكية مع توقع الأسواق لظهور القراءات دون مستوى 500 ألف لأول مرة منذ يناير هذا العام.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image