هل يرتد الجنيه الإسترليني رغم أماني كينج؟

هبط الجنيه الإسترليني أكثر من 150 نقطة في أعقاب تقرير التضخم ربع السنوي الصادر عن بنك إنجلترا، وتعليقات المؤتمر الصحافي الصادرة على لسان ميرفين كينج- محافظ بنك إنجلترا، والتي نوه فيها إلى أن الضعف الأخير الذي أصاب الجنيه الإسترليني يعد علامة ترحيب للارتداد الذي تقوده الصادرات. وعلى الرغم من الدليل الأخير بشأن التعافي الاقتصادي، ظلت نبرة تقرير التضخم شديدة الحيادية على نحو بالغ الوضوح، مما ترك بدوره الباب مفتوحًا أمام المزيد من تدابير التسهيلات النقدية إذا لزم الأمر.

وأورد التقرير بين طياته: "على الرغم من تعافي النمو الاقتصادي، فإن ثمة احتمالية شديدة في ألا يعود الناتج إلى المستويات التي كان عليها قبل فترة الأزمة لفترة كبيرة من الوقت. ويعكس هذا إلى حد كبير التأثير الهائل للهبوط في حجم المعروض من إنتاج الاقتصاد، بالإضافة أيضًا إلى ضعف الطلب المستمر بالنسبة لهذا الحجم".

وأضاف أن "قوة التعافي لا تزال موضع شك إلى حد كبير حتى وقتنا الحالي، كما أنه يركن على القوى المقابلة المؤثرة على التطلعات الاقتصادية. جدير بالذكر أن برنامج مشتريات الأصول التابع للبنك المركزي قد زود الاقتصاد بالأموال، الأمر الذي ادى بدوره إلى رفع أسعار نطاق من الأصول، بالإضافة إلى تحسين إمكانية وصول الشركات إلى أسواق رأس المال. ومع ذلك، لا يزال نمو الإنفاق ضعيفًا".

وأسفر تقرير التضخم بالإضافة إلى البيان الصحافي المصاحب له عن إحباط مشتري الجنيه الإسترليني، والذين دفعوا بدورهم الجنيه الإسترليني عاليًا في أعقاب بيانات سوق العمل البريطانية والتي جاءت على نحو أفضل من توقعات السوق في وقت سابق من اليوم. وتقبع عمليات التداول على الجنيه الإسترليني في الوقت الحالي بين الصراع الدائر بين البيانات الاقتصادية المتحسنة على نحو واضح من جهة والسياسة النقدية الحيادية المتواصلة لبنك إنجلترا من جهة أخرى، وذلك على اعتبار أن البنك المركزي البريطاني سار على نفس نهج الاحتياطي الفيدرالي من حيث تقليل قيمة عملته المحلية لتحفيز النمو داخل قطاع الصادرات. وإذا ما تبيّن أن مسؤولي السياسة النقدية البريطانيين لا يشعرون بالارتياح تجاه ارتفاع الجنيه الإسترليني الأخير إلى المستوى 1.7000، وأنهم يبتغون وضع حدًا لهذا التحرك في الفترة الحالية.

وإذا ما تسارعت تدفقات العزوف عن المخاطرة نحو الفترة الأمريكية، من المحتمل أن يختبر الجنيه الإسترليني مستوى الدعم عند 1.6500، ولكن على اعتبار النتائج المبهجة لسوق العمل البريطانية، من المحتمل أن يجتذب المزيد من عمليات الهبوط صائدي الفرص والصفقات، ومن ثم يمكن للعملة أن تعثر لنفسها عن مستوى دعم قريب الأجل إذا ما عادت شهية المخاطرة من جديد. هذا على الرغم من محاولة بنك إنجلترا إيضاح أن أي تحسن آخر في البيانات الاقتصادية البريطانية من المحتمل أن يحول دون الدفع بالمزيد إجراءت التسهيلات النقدية وأن ذلك سيكون داعمًا للجنيه الإسترليني إذا ما استمرت التجارة القائمة على أساس المخاطرة.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image