تقييم صندوق النقد الدولي للعملات يعطي دفعة للأسواق ببداية الفترة الأسيوية (تعليق السوق)

انصب الاهتمام في الأسبوع الماضي على بيانات الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي وبيانات البطالة. هذا، وقد جاءت البيانات أسوأ من المتوقع، حيث سجل الفقد في الوظائف 190 ألف وظيفة مقابل التوقعات بفقد 175 وظيفة فقط، ولكنها لاتزال أفضل من قراءات الشهر الماضي. واحتلت قراءة معدل البطالة عناويين الصحف وإن لم يكن ردود أفعال الأسواق، حيث ارتفع المعدل ليصل إلى 10.2%، ليعد أسوأ من توقعات الأسواق بـ 9.9%، وليصل إلى حاجز 10 لأول مرة منذ منتصف عام 1983. كما تجدر الإشارة إلى إحباط قراءات متوسط ساعات العمل الأسبوعية حيث وصلت إلى أدنى مستوى إلى 33 ساعة/ أسبوع.


ونتيجة لتلك الأنباء ارتفع الدولار و تنبأت الأسواق ببداية مقلقلة لوول استريت. ومع ذلك، أدت القراءات المراجعة لأعلى إلى تردد الدببة وأغلقت وول استريت اليوم على موقف محايد بمكاسب تصل إلى 3.2% خلال الأسبوع. علاوة على ذلك، لم تنطوي بيانات التوظيف الكندية على إيجابيات، حيث ارتفع معدل البطالة إلى 8.6% من 8.4%، الأمر الذي أثر على الدولار الكندي ورفعة 100 نقطة مقابل الدولار، كما لم يتلقى الزوج مساعدة من انخفاض أسعار النفط. ومن ناحية أخرى، ارتفع الذهب إلى أعلى المستويات فوق 1,100، مما أدى إلى استقرار عملات السلع. وهبط زوج (الدولار/ ين) دون مستوى 90.0 حيث انخفض عائد السندات الأمريكية في أعقاب القراءات المحبطة للبيانات الأمريكية.


هذا، ولم يقدم اجتماع مجموعة العشرين جديداً للأسواق في عطلة الأسبوع، بل مجرد وعود بالإبقاء على التدابير التحفيزية، قانعين بأن الانتعاش الاقتصادي العالمي لايزال يتسم بالضعف مع خطر البطالة الذي يهدد الأسواق. كما تم تحديد جدول زمني للعمل على التوازنات العالمية المختلة، ودارت النقاشات فقط حول موضوع " أسعار الفائدة المرنة " فقط دون التطرق إلى موضوعات أخرى خاصة بالصرف الأجنبي. وحاول " جوردون براون " رئيس الوزراء البريطاني الحصول على دعم حول ضرائب المعاملات المالية ولكنه لم يجد سوي القليل من المؤيدين. علاوة على ذلك، صرح " جيثنر " وزير الخزانة الأمريكي في مقابلة له بخصوص هذا الشأن " لسنا على استعداد لدعم شيء مثل الضرائب "، كما ذكر " براون " على لسانه " إذا لم تلقى تلك الخطة دعماً من قبل جميع المراكز المالية فلن تقوم لها قائمة.


ومع عدم استنباط الأسواق لمعلومات جديدة من اجتماع مجموعة العشرين، انصب الاهتمام على تقرير صندوق النقد الدولي لرفع المعنويات ببداية الفترة الأسيوية . وذكر التقرير أن الدولار لايزال يستخدم في عمليات " carry trade" وعلى الرغم من الارتفاع الأخير للدولار ليقترب من التوازن على المدى المتوسط، إلا أنه لايزال مقيم بأكبر من قيمته الحقيقية. كما أضاف أن اليورو على الجانب الأقوى من التوازن، في حين يعد الين مقيم بأقل من قيمته الحقيقية من المنظور متوسط الأجل.


وأدت تلك النتائج إلى إعطاء الضوء الأخضر لثيران عمليات المخاطرة و دببة الدولار الأمريكي ، ومن ثم مشاهدة ضعف الدولار خلال الفترة. وتلقى الاتجاه الهابط للدولار دفعة من " فونتيرا "، أكبر شركة لصناعة الألبان بنيوزيلندا، حيث راجعت الشركة من توزيعات الأرباح لعام 2010 لترتفع من 6.10 دولار نيوزيلندي من 5.10 سابقاً وسط استقرار أسعار الألبان المجففة. الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الدولار النيوزيلندي، وسط الأجواء السلبية للدولار الأمريكي مع ارتفاعه إلى أعلى مستوى منذ أسبوع ونصف.


وتخلو بداية الأسبوع من زخم البيانات الاقتصادية مع إدراج بيانات التجارة الألمانية و الانتاج الصناعي بالمفكرة الاقتصادية الأوروبية. وتنصب الأضواء على مجريات المحادثات حول دمج واستحواذ شركتي " كرافت " و " كادبوري ". وتشير الأنباء الصادرة بعطلة الأسبوع إلى احتمال تحول تلك الأجواء إلى أجواء معادية و الجنيه الإسترليني هو المستفيد من تلك المحادثات. والنتيجة النهائية لتلك المحادثات ستعلن بحلول الساعة 5 بتوقيت لندن. ومن ناحية أخرى، تخلو المفكرة الاقتصادية الأمريكية اليوم من البيانات الهامة باستثناء بدايات الإسكان الكندية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image