هل سيتغير مسار اليورو والإسترليني في تداولات ما بعد الإعلان عن قرار الفائدة؟

حركة السعر:
• (الدولار/ ين): لا تزال عمليات البيع الهائلة مستمرة، ويقف حاليًا فوق المستوى 90.00.
• (الأسترالي/ دولار): يتم التداول عليه عند المستوى 0.9080، في ظل مساعدة بيانات التداول له.
• (الإسترليني/ دولار): تساعد بيانات الإنتاج الصناعي في عملية رفع الزوج فوق المستوى 1.6500، لكن ثمة ترقب لقرار الفائدة الصادر عن بنك إنجلترا.
• (يورو/ دولار): وصل إلى المستوى 1.4850 قبل صدور قرار الفائدة الصادر عن البنك المركزي الأوربي.

اتسمت حركة التداول على مدار الفترة الآسيوية ومستهل الفترة الأوربية بالهدوء، وذلك في ظل ترقب أسواق العملات لقراري الفائدة التابعين لبنك إنجلترا والبنك المركزي الأوربي، فيما ظلت تداولات العملات عالية المخاطرة محصورة في نطاق ضيق قبل صدور هذه البيانات. من ناحية أخرى، فاجأت قراءتا الإنتاج الصناعي والتصنيعي البريطانيتان الجميع بارتفاعهما، مما جعلهما يساعدان بدورهما في رفع الجنيه الإسترليني إلى المستوى 1.6550، ومع ذلك لا يزال المتداولون حذرين خشية المخاطرة قبل صدور قرار لجنة السياسة النقدية البريطانية اليوم.

في سياق متصل، ارتفع الإنتاج التصنيعي البريطاني بواقع 1.7% مقابل توقعات السوق المتنبئة بارتفاع يصل إلى 1.1%، فيما قفزت قراءة الإنتاج الصناعي إلى 1.5% في حين كانت توقعات السوق تشير إلى ارتفاع يصل إلى 1.2%. ومع ذلك، تعتبر النقطة الإيجابية هنا من تلك البيانات الاقتصادية البريطانية الجيدة التي ظهرت على مدار هذا الأسبوع، أن ثمة احتمالية في يكون الاقتصاد البريطاني قد وصل إلى أدنى معدلاته خلال الربع الثالث من العام، مما يومئ بأن مرحلة الكساد قد انقضت، وبالتالي سيتجه الاقتصاد للنمو من جديد. وإذا ما استمر هذا الاتجاه خلال الربع الرابع من العام، فإنه يتعين على الناتج المحلي الإجمالي أن يظهر نوعًا من النمو للمرة الأولى منذ 7 أرباع. من ناحية أخرى، بات واضحًا أن السوق يعتريه قلق بالغ من قرار اجتماع بنك إنجلترا، إذ يترقب الجميع صدور أي قرار من لجنة السياسة النقدية البريطاني إزاء المزيد من برامج التسهيلات النقدية.

تجدر الإشارة إلى أن بنك إنجلتر قد أقر وأجاز بـ175 مليار إسترليني لبرنامج التسهيلات النقدية فقط، ويخمن الكثير من المتداولين بأنه من المحتمل أن يزيد من حجم هذا المبلغ بحوالي 50 مليار إسترليني أخرى، وذلك على الرغم من علامات التحسن الواضحة على الاقتصاد البريطاني. ومن جانبه، ذكر ميرفين كينج- محافظ بنك إنجلترا- بإصرار أنه ليس سعر الصرف ما يقلق مسؤولي السياسة النقدية، بل المستوى المطلق للنشاط الاقتصادي، وأن الاقتصاد البريطاني لا يزال أمامه طريق طويل ليمضي فيه قبل الوصول إلى قدراته وإمكاناته الطبيعية.

وبناء عليه، إذا ما سار بنك إنجلترا على نفس الوتيرة، من المحتمل أن تثبت هذه الأخبار حدوث اتجاهًا صاعدًا بالنسبة للجنيه الإسترليني، والذي يتمتع في الوقت الحالي بمنفعتين مزدوجتين، الأولى من تحسن البيانات الاقتصادية على نحو ملحوظ، بالإضافة إلى السياسة النقدية شديدة المغالاة، والتي من شأنها دعم المزيد من الارتفاع بالنسبة للعملة. ومن المحتمل أن يصل الجنيه الإسترليني إلى المستوى 1.6600، ومن الممكن أيضًا أن يختبر الزوج (يورو/ إسترليني) المستوى 8900، إذا ما عقد بنك إنجلترا العزم على الإبقاء على الوضع الحالي خلال الفترة الحالية.

على صعيد آخر، سجلت مبيعات التجزئة الأوربية قراءة محبطة بواقع -0.7% مقابل توقعات السوق المتنبئة بارتفاع يصل إلى 0.3%. ويعتبر هذا الانكماش الخامس على التوالي، كما أنها القراءة الأسوأ منذ شهر ديسمبر 2008. وعلى الرغم من النشاط الاقتصادي المتحسن نسبيًا بمنطقة اليورو، لا يزال القطاع الاستهلاكي بالمنطقة خالدًا في سبات عميق يقودنا بدوره إلى استنتاج أن البنك المركزي الأوربي سيبقى على وضعه المحايد على مدار المستقبل القريب. ومع عدم وجود أي نوع من ضغوط الأسعار بالمنطقة، فإن السلطات النقدية الأوربية لديها مبرر أو دافع ضئيل للغاية يحملها على رفع معدلات الفائدة في أي وقت قريب، وذلك على اعتبار الضغط المتزايد النابع من ارتفاع اليورو على القطاع التصديري الحيو بمنطقة اليورو. وبناء عليه، فإننا على يقين بأن تريشيه- محافظ البنك المركزي الأوربي- سيتفادى بحذر بالغ الإدلااء بأي خطاب أو قول يوحي بالصعود خلال المؤتمر الصحافي المزمع عقده اليوم، كما سيؤكد على التطلعات الاقتصادية بالغة الحذر للبنك المركزي الأوربي لعام 2010.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image