موقف الاحتياطي الفيدرالي دون تغيير، هل تسلك البنوك المركزية اليوم نفس النهج؟ (تعليق السوق)

ترددت في الأسواق أنباء هامة بالأمس عن لجنة الاحتياطي الفيدرالي.هذا، وقد ثبت الفيدرالي على موقفه، كما أكد على أن الأوضاع الاقتصادية الحالية تبرر المستويات المنخفضة لأسعار الفائدة والتي ستستمر لفترة من الزمن. كما قدم البنك مزيداً من التوضيحات بشأن المعدلات المنخفضة لاستغلال الموارد و تراجع معدلات التضخم مع تقديم مزيد من التوقعات للأسواق. علاوة على ذلك، هناك خطط لتخفيض برنامج شراء الأوراق المالية المدعومة بالرهون العقارية بنحو 25 مليار دولار إلى 175 مليار دولار، إلا أن تلك الخطط قد يعود سببها إلى انخفاض المعروض عوضا عن تغييرفي السياسة النقدية.


وفي ظل ترقب الأسواق لتصريحات الفيدرالي خلال الأسابيع الأخيرة حول تغيير نبرة تطلعات البنك، تراجعت تدريجيا شهية المستثمرين إلى الأصول عالية المخاطرة ولكن كانت النتيجة هى ارتداد شهية المخاطرة. أضف إلى ذلك عدم وجود تفسير للمخاوف حول انخفاض الدولار، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الدولار إلى أدنى مستوى منذ 10 أيام.
واحتلت البيانات المرتبة الثانية بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي ولكن على الجانب السلبي للتوقعات. سجل مؤشر ISM غير التصنيعي 50.6 مقابل 51.5 المتوقعة مع ظهور مكون التوظيف بالتقرير عند أدنى مستوى منذ مايو، بما لايتوافق مع مكون التوظيف بتقرير ISM التصنيعي. كما ظهر مؤشر ADP للتغير في الوظائف بالقطاع غير الزراعي الخاص بأسوأ من المتوقع مما يضفي أجواء سلبية لبيانات إعانات البطالة اليوم و بيانات الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي المقرر صدورها غداً.


أما عن الإسترليني، فقد ارتفع مؤشر PMI ليسجل قراءة عند 56.9 مقابل 55.5 المتوقعة، مقارنة بالبيانات الإيجابية الظاهرة مؤخراً لمؤشر PMI التصنيعي، و السلبية للإنشاءات. هذا، وقد تلقى الإسترليني دعماً من تردد الإشاعات حول صفقة دمج واستحواذ بين " كرافت " و " كادبوري "، ولكن مع ترقب الأسواق لاجتماع بنك إنجلترا اليوم، فمن المتوقع أن يتأخر ارتداد الإسترليني قليلا.


وفي ظل ثبات الاحتياطي على موقفه وعدم إحداث أي تغيير في السياسة الحالية سواء بالزيادة أو بالنقصان فمن المتوقع أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي موقفاً مماثلاً، في حين يختلف الوضع مع بنك إنجلترا. حيث تترقب الأسواق قرار بنك إنجلترا حول التوسع في التسهيل النقدي أما بـ 25 مليار إسترليني أو 50 مليار إسترليني إضافة إلى الحجم الحالي للبرنامج عند 175 مليار إسترليني. وتجدر الإشارة إلى أن بنك إنجلترا حريص في تطلعاته الاقتصادية عن ما تظهره البيانات بالفعل ، كما ترددت أقاويل بشأن ترجيح البنك لكفة " الكثير بدلا من القليل ". كما حذر" بلانش فلاور " العضو السابق للجنة السياسة النقدية أعضاء اللجنة قائلاً " يجب التحرك سريعا قبل أن يقع الاقتصاد في الهاوية، من خلال التوسع في برنامج الأصول بنحو 50 مليار إسترليني على الأقل. ومن المتوقع أن تتأثر حركة الإسترليني كثيراً اليوم إذا صدر ذلك القرار مما يزيد من الضغوط على الإسترليني.


هيمنت على التداولات ببداية الفترة الأسيوية اليوم تدفقات شهية المخاطرة ولكن مع مرور اليوم تقلصت القوة الدافعة لها. فتقع أسواق الأسهم في المنطقة الحمراء، وتفتقر إلى القوة الدافعة، وننتيجة لذلك شهد الدولار انتعاشاً ولكن ببطء. ومرة أخرى انقادت تحركات العملات وفقا لأسواق الأسهم عوضا عن البيانات. هذا، وقد تحدث " بولارد " محافظ البنك الاحتياطي النيوزيلندي عن التشابه والاختلاف بين الاقتصاد الأسترالي والنيوزيلندي، حيث صرح بأن انتعاش الاقتصاد النيوزيلندي يتسم بالبطء و أكثر عرضة للتأثر بالمتغيرات الخارجية بالسلب عن أستراليا. وكانت تلك التصريحات بمثابة محاولة واضحة لخفض النيوزيلندي مقابل الأسترالي، والذي لقى صدى بالأسواق، خاصة مع هيمنة تدفقات تجنب المخاطرة خلال الفترة. كما انخفض النيوزيلندي بسبب ظهور بيانات التوظيف للربع الثالث حيث ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ 9 سنوات عند 6.5%، ليعد أسوأ من القراءة المتوقعة عند 6.3%.


وبعيدا عن قرارات البنوك المركزية، تنطوي المفكرة الاقتصادية بالفترة الأمريكية على تصاريح البناء الكندية ومؤشر PMI الصادر عن مدرسة إيفي للأعمال، وإعانات البطالة الأمريكية والانتاجية بالقطاع غير الزراعي علاوة على تكاليف وحدة العمل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image