الين يتعافى و حالة من الترقب لقرارات بنك انجلترا و البنك الأوروبي

شهد الين الياباني تعافياً خلال تداولات ليلة الأمس في ظل الأسهم الأسيوية و التي انزلقت عقب موجة من البيع الحادة لنظيرتها الأمريكية . هذا و قد لحق الدولار الأمريكي بركب الين في ظل النفط الخام و الذي عاود التراجع دون المستوى 80 دولار للبرميل كما تراجع التداول على الذهب دون المستوى 1090 . فموجة الإحجام عن المخاطرة قد تمنح المزيد من الدعم للين الياباني عقب إغلاق مؤشر نيكاي على تراجع دون خط العنق لنموذج الرأس و الكتفين مما قد يؤكد بدوره على عكس الاتجاه على المدى المتوسط للمؤشر . و على الرغم من ذلك ، إلا أن مصير الدولار سوف يظل معلقاً ما بين الإحجام عن المخاطرة و انتعاش الذهب .

و عن بيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي و الذي صدر ليلة الأمس أيضاً فقد جاء ليتوافق بقدر كبير و توقعات السوق . حيث قرر البنك الفيدرالي الإبقاء على معدل الفائدة دون تغير عند المستوى 0- 0.25% كما كرر على أنه سوف يبقي على تلك المستويات المنخفضة من الفائدة و لفترة ممتدة . هذا و قد سرد الفيدرالي أيضاً الأوضاع الحالية و التي تبرر سبب إبقائه على معدل الفائدة عند تلك المستويات الاستثنائية المنخفضة : كاستغلال الموارد و اتجاهات التضخم المنخفضة و توقعات التضخم الحتي لم تتغير بعد .و اجتماعه ذكر المحلس أن صانعي السياسة النقدية قد رفعوا من تقديراتهم على نحو طفيف فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية الراهنة كما خفضوا من الحجم المالي للديون التي تم القيام بشرائها .و من ثم فإن تلك العوامل الإيجابية قد قابلتها نبرة محايدة في البيان المصاحب للاجتماع .

و على صعيد المفكرة الاقتصادية لهذا اليوم فسوف يكون هناك حالة من الترقب لاجتماع كل من بنك انجلترا و البنك المركزي الأوروبي . حيث أن البنك سوف يواصل الإبقاء على معدل الفائدة دون تغير عند المستوى 0.5% . و على الرغم من ذلك إلا أن التركيز على الاجتماع سيكون لمعرفة ما إذا كان البنك المركزي سيواصل تمديد برنامج شراء الأصول و الذي ارتفع بنحو 25 مليار استرليني ليصل إلى 175 مليار استرليني في أغسطس .حيث أن التقلص غير المتوقع لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة في الربع الثالث من العام 2009 فقد رفع من إمكانية تمديد هذا البرنامج .

و على جانب البنك المركزي الأوروبي ، فلم يتبق له من الزمن سوى شهر كامل من أجل إصدار قائمة بأسماء الأعضاء الجدد الذي سينضمون له في ديسمبر ، و من ثم فمن المرجح أن يحمل اجتماعه في نوفمبر بعض من المعلومات الجديدة . هذا و من المرجح أن يبقي البنك على معدل الفائدة دون تغير عند المستوى 1% . و في بيانه المصاحب لقرار الفائدة فسوف يكرر البنك على أن مخاطر النمو و التضخم قد أصبحت متوازنة بشكل عام و أن معدلات الفائدة الحالية لا تزال مناسبة .

وعن البيانات التي صدرت ليلة الأمس ، فكانت معدل البطالة النيوزيلاندي و الذي تجاوز التوقعات مرتفعاً بنحو 6.3% في الربع الثالث من السنة المالية . كما شهد عجز الميزان التجاري الاسترالي ارتفاعا و لكن دون التوقعات بنحو -1.85 مليار دولار استرالي . في حيت لا يزال المؤشر التصنيعي للمملكة المتحدة و مبيعات التجزئة لمنطقة اليورو و مؤشر PMI Ivey الكندي و إنتاجية العمل في القطاع غير الزراعي الأمريكي على وشك الإصدار .

وعن مؤشراالدولار فقد شهد تراجع حاد من المستوى 76.82 إلا أنه استقر على نحو ما عقب تراجعه بارتداد ( نسبته 61.8% لمستوى 74.94 لموجة من 76.82 إلى 75.65. لكن على أساس التعاملات اليومية فلا يزال تراجعه طفيفاً طالما أنه لا يزال مستقراً عند مستوى المقاومة الثانوي 76.23و من ثم فإن المزيد من التراجع للمؤشر قد يكون مستبعداً في الوقت الحالي . و على الرغم من ذلك إلا أننا لا نزال نتوقع أن ارتفاع المؤشر من المستوى 74.94 قد حدث بالفعل . فتراجع المؤشر عن التراجع الحالي قد يتوقف فوق المستوى 74.94 . و عن سيناريو الصعود ففي حالة اختبار الزوج للمستوى 76.23 فإن ذلك يومئ بأنه قد يواصل ارتفاعه.