القراءة الجيدة للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي وإعادة إحياء للتجارة
سجل الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي ارتفاعاً حاداً بنحو 3.5% مقابل التوقعات التي سجلت 3.2% مما حفز من تأجج موجة بيع جديدة لشراء عملات المخاطرة في ظل الانتعاش الذي دبت إليه الحياة من جديد . هذا وقد ارتفع المعدل السنوي لمؤشر استهلاك الفرد بنحو 3.4 % مقابل التوقعات التي سجلت 3.1% مما يشير إلى أن الاستهلاك قد ارتد في الربع الثالث من السنة المالية على الرغم من التدهور المستمر لأوضاع سوق العمل في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية. هذا و قد سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعاً للمرة الأولى منذ الربع الثاني من العام 2008 مما يشير إلى أن التقلص الذي انتاب الاقتصاد الأمريكي قد ولى بالفعل .
فالبيانات الاقتصادية جاءت لتهدأ من التخوفات بشأن فقد الانتعاش العالمي لقوته الدافعة و عكس حركة تدفقات الإحجام عن المخاطرة و التي سيطرت على سوق العملات طوال هذا الإسبوع . و على الرغم من وجهة نظر الدببة ( البائعين) بأن ارتداد النشاط الاقتصادي الأمريكي لن يكن قوياً بالقدر الكافي ، إلا أن بيانات اليوم جاءت لتتعارض مع وجهة النظر تلك مما يشير إلى أن الاتجاه الصاعد قد يستمر لفترة من الوقت.
و عن الزوج ( يورو/دولار) فقد شهد ارتفاع حاد بأكثر سنت في ظل تراجع موجة البيع الحادة التي شهدها الزوج في وقت السابق. و ذلك عقب عدم مقدرة الزوج على الصمود عند المستوى 1.5000خلال تداولات الإسبوع الماضي .حيث هرع الدببة إلى البيع . أما عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي و التي صدرت اليوم قد أثبتت أنهم لم يكونوا على صواب .
و على الرغم من أن بيانات اليوم جاءت أفضل من التوقعات إلا أن استدامة هذا الانتعاش تعتمد على تحسن أوضاع العمل الأمريكية . و مع ذلك ، فإن بيانات إعانات البطالة الإسبوعية لم تسهم في تقديم دعم كبير للثيران ( المشترين) في ظل ارتفاعها غلى 530 ألف مقابل التوقعات التي سجلت 525 ألف . حيث لا تزال القراءة حتى وقتنا هذا فوق المستوى 500 ألف و من ثم فحتى تراجعها دون ذلك المستوى فغن الأسواق لن تكن على قناعة تامة بأن الانتعاش الاقتصادي قد بدأ بالفعل .
و في أعقاب تلك القفزة الحادة قبيل افتتاح جلسة التداول الأمريكية من الممكن أن تحتفظ أصول المخاطرة بما حققته من ارتفاع قبل صدور البيانات الأمريكية في حالة عدم تعرض أسواق الأسهم إلى عمليات بيع مكثفة .