هل تؤكد قراءات النمو الأمريكي على البيانات الضعيفة لقطاع الإسكان وطلبات السلع المعمرة؟

الدولار الأمريكي و العزوف عن المخاطرة


عادت تدفقات تجنب المخاطرة مرة أخرى إلى الأسواق مع انتصار الدولار والين. في حين تلقت عملات السلع ضربة قاسمة مع هبوط زوج (النيوزيلندي/ دولار) بنحو 2.6%. ولكن ما يعد مفاجئاً هو مقاومة الإسترليني لضغوط البيع. واندلعت تدفقات تجنب المخاطرة من ظهور مبيعات المنازل الجديدة على نحو سلبي و استمرار الضعف في أسواق الأسهم. مع هبوط مؤشر S&P للشهر الرابع على التوالي، هبوطاً يمحي المكاسب المحققة مسبقاً خلال الشهر.


تعثر قطاع الإسكان


أدى تقرير مبيعات المنازل الجديدة إلى تسارع وتيرة هبوط عملات اليورو والدولار الأسترالي خلال الأسبوع. حيث جاءت القراءات بعيدة كل البعد عن التوقعات مما تسبب في إخماد روح التفاؤل بالأسواق. هذا، وقد هبطت مبيعات المنازل الجديدة التي تشكل 10% من سوق الإسكان بنحو 3.6% مقارنة بتوقعات الأسواق بارتفاعها بنحو 2.6%. ما زاد من الأمر سوءً هو تسارع وتيرة هبوط الأسعار وانخفاض المخزونات إلى أدنى مستوى منذ 25 عام. ومن الناحية النظرية، تعد فكرة أن الجهود الحكومية هى العامل المساهم الوحيد في دعم قطاع الإسكان غير مرحب بها من قبل المستثمرين. كما فاقم من ضغوط الأسواق حالة عدم التأكد حول التوسع في برنامج شراء الأصول أم لا. ومع ذلك، لايمكن القول بأن تلك القراءات ستتنبأ بنهاية محتومة لقطاع الإسكان، وذلك إذا أخذنا في الاعتبار ظهور مبيعات المنازل القائمة- والتي تشكل نسبة أكبر من سوق الإسكان - على نحو أفضل من المتوقع.


هذا، وقد طغت البيانات السلبية لقطاع الإسكان والتي أشارت إلى تجدد العلامات حول تدهور سوق الإسكان على التحسن الطفيف في طلبات السلع المعمرة حيث جاءت القراءات متوافقة مع التوقعات وارتفعت إلى 1% من -2.4%، ارتفاعاً للشهر الرابع خلال 6 أشهر. ومع ذلك، لم تقدم تلك البيانات الكثير إلى الأسواق بسبب انكماش السلع الراسمالية باستثناء الدفاع - التي تعد مكوناً هاماً في الناتج المحلي الإجمالي- بواقع 0.2%.


هل تظهر قراءات الناتج المحلي الإجمالي إيجابية كالمتوقع؟


تترقب الأسواق غداً حدث هام للغاية وهو قراءات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث. ويشير التحسن في الظروف الاقتصادية إلى احتمال أن يكون الربع الثالث نهاية لأسوأ كساد اقتصادي منذ الكساد الكبير. ومع ذلك، تعد التوقعات الحالية بارتفاع الناتج بنحو 3.2% متفائلة إلى حد ما. وعلى الرغم من احتمال نمو الاقتصاد الأمريكي، إلا أن هناك أمور عالقة مثل التوظيف و تقارير اليوم عن الإسكان وطلبات السلع المعمرة، تحول دون نمو الاقتصاد بتلك الوتيرة المتسارعة. وإذا جاءت قراءات الناتج محبطة فستكون بمثابة الوقود لإشعال تشاؤم الأسواق. ومن ناحية أخرى، من المهم التطلع إلى بيانات إعانات البطالة من أجل استنباط نتائج تقرير الوظائف الأسبوع المقبل.


زوج (اليورو/ دولار): تكثف عمليات البيع


يواصل زوج (اليورو/ دولار) ارتداده مع هبوط الزوج لليوم الرابع على التوالي. هذا، وقد أثبت مستوى 1.50 جدارته، ولايزال أمام الزوج مجالاً للهبوط قبل أن ينتفي سيناريو الاتجاه الصاعد. وتعد البيانات الإيجابية الصادرة اليوم من منطقة اليورو هى مؤشر أسعار المستهلكين الألماني والذي شهد ارتفاعاً بفضل ارتفاع أسعار الطاقة. أما عن المعدل السنوي للأسعار فلم يتغير في شهر أكتوبر مقابل هبوطه في شهر سبتمبر بواقع 0.3%. وعلى الرغم من الدور الذي لعبته تلك القراءات في تخفيف المخاوف حول المزيد من الانكماش، إلا أنها لا تفعل الكثير لاقناع البنك المركزي الأوروبي بمراجعة السياسة النقدية الحالية للبنك. وحتى الآن تحركات أسواق الأسهم هى القائد لتحركات اليورو. فبالإضافة إلى هبوط أسواق الأسهم الأمريكية، تعاني الأسواق الأوروبية أيضاً. فنلاحظ هبوط الأسواق الألمانية والفرنسية لليوم الخامس على التوالي بفضل الآراء السائدة في الأسواق بأن الأسهم مقيمة بأكثر من قيمتها الحقيقية بدون أسباب واضحة. ومن المقرر غداً صدور بيانات هامة لمنطقة اليورو وهى ثقة المستهلك الأوروبي والبطالة الألمانية.


زوج (الإسترليني/ دولار) ومرونة غير متوقعة


أغلق الإسترليني اليوم التعاملات في سوق العملات دون أن يمسه الضرر الذي أصاب أي عملة تحت مسمى تدفقات تجنب المخاطرة. وارتفع الإسترليني خلال التعاملات وكان على وشك التراجع عن الخسائر التي حققها في بداية التعاملات. وأحد أسباب تلك المرونة المفاجئة للإسترليني هو الضعف الكبير لليورو حيث هبط زوج (اليورو/ إسترليني) خلال الثلاثة أيام الأخيرة، مما أعطى دفعة للإسترليني. وحتى الاجتماع المقبل لبنك إنجلترا الأسبوع المقبل، فمن المحتمل أن يستقر الإسترليني حتى يحصل على إجابة واضحة بشأن التوسع في التسهيل النقدي. ومن ناحية أخرى، لم تضف أسواق الأسهم شيئاً إلى القوة الدافعة للإسترليني. ولم ينأي مؤشر FTSE100 عن عمليات البيع الواسعة التي شهدتها الأسواق وهبط بأكثر من 2%، ليصل إلى أدنى مستوى منذ ثلاثة أسابيع.


زوج (النيوزيلندي/ دولار) : عملات السلع تحت ضغط وقرار الفائدة النيوزيلندية


تقع عملات السلع تحت ضغط مع هبوط الدولار الأسترالي بأكثر من 2%. وفي الوقت ذاته، هبط الدولار الكندي إلى أدنى مستوى منذ ثلاثة أسابيع مقابل الدولار. قرر بنك نيوزيلندا الإبقاء على سعر الفائدة دون تغييرن ولكنه قدم نبرة حيادية غير متوقعة. كما صرح بولارد محافظ البنك النيوزيلندي بأنه لاحاجة إلى رفع الفائدة وأنه من المحتمل ألا تتغير أسعار الفائدة حتى النصف الأخير من عام 2010. وأشار البنك على الرغم من بقاء معدلات التضخم داخل نطاق المعدلات المستهدفة، إلا أن ارتفاع النيوزيلندي يؤثر بالسلب على الصادرات.


وعلى صعيد آخر، لم يثبت تقرير التضخم الربع سنوي الأسترالي جدارته في رفع الزوج. وارتفعت أسعار المستهلكين بواقع 1%، الارتفاع الأكبر خلال العام. ومع ذلك، لا تعد تلك البيانات كافية لانعاش التكهنات برفع الفائدة بـ 50 نقطة خلال الاجتماع المقبل. أما على الصعيد السنوي، فقد ارتفعت الأسعار بأبطأ وتيرة منذ عشرة أشهر. وتشير تلك البيانات بالإضافة إلى بيانات مؤشر أسعار المنتجين الصادرة مؤخرا خلال الأسبوع، إلى تقليل الحاجة إلى خفض ضغوط الأسعار المتزايدة.


علاوة على ذلك، انطوت التصريحات المتتالية للمسؤولين الكنديين على النبرة ذاتها حول مصاعب ارتفاع الدولار الكندي. كما صرح " كارني " من المحتمل أن تؤدي الظروف الحالية إلى تباطؤ النمو، ومن ثم الإبقاء على معدل الفائدة عند 0.25% خلال الربع الأول من عام 2010.

 

 

زوج ( الدولار/ ين): الرابح الأكبر في ظل تدفقات تجنب المخاطرة


هبط زوج (الدولار/ ين) لليوم الثاني على التوالي بسبب تدفقات تجنب المخاطرة. وشهد زوج (الدولار الأسترالي/ ين) الانخفاض الأكبر الذي هبط بأكثر من 3.15%. وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، شهدت مبيعات التجزئة تحسناً لتصل القراءة إلى -1.4%، الانخفاض الأقل في عشرة أشهر. وفي ظل عدم مبالاة الين في التخلي عن مكاسبه، فيعد ذلك جيداً في سبيل إحياء الآمال بشأن الانتعاش. وتترقب الأسواق قراءة معدل البطالة غداً.


زوج (اليورو/ دولار) اللاعب الرئيسي خلال الـ 24 ساعة المقبلة


من المقرر غداً صدور بيانات البطالة الألمانية و ثقة المستهلكين في منطقة اليورو، في حين ستصدر بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي و الاستهلاك الشخصي.


عانى زوج (اليورو/ دولار) من انخفاض حاد اليوم مما حافظ على الزوج داخل نطاق البولينجر. وإذا استمرت القوة الدافعة وراء بيع اليورو، فسيجد مستويين دعم هاميين: الأول يتعلق بالحاجز النفسي عند 1.4600 ومن ثم 1.4500. كما تقع مقاومة الزوج عند 1.4843 أو قمة 23 سبتمبر. وإذا تم كسر مستوى الدعم فسينتفي سيناريو الصعود على الرغم من استمرار الاتجاه الصاعد حتى الآن.

""


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image