الدولار و مفترق طرق ( تعليق السوق)

على الرغم من أن موجة الاحجام عن شهية المخاطرة تضع أوزارها ،إلا أن الدولار لم يشهد أى ارتفاع خلال جلسة التداول الأسيوية .

تعليق السوق :

وصل الدولار الأمريكي ارتداده خلال تداولات ليلة الأمس ، و لو كان بوتيرة أكثر تباطئاً من يوم الاثنين الماضي ، مما أحدث بعض التقلبات في سوق تحركات المستثمرين في السوق حول ما إذا كان هذا الارتداد مجرد حركة تصحيح أو ما إذا كان هناك خطر جديداً حول فرص الشراء أو أن هذا قد يكون جزءاً من حركة تصحيح أعمق بكثير .

فالداعم الرئيسي لاستقرار الدولار جاء نتيجة البيانات الأمريكية حيث سجل مؤشر ثقة المستهلك تراجعاً حاداً في أكتوبر ، مسجلاً 47.7 مقابل التوقعات التي سجلت ارتفاع بلغ 53.5 و مقابل القراءة المراجعة في سبتمبر و التي سجلت 53.4. هذه القتامة التي انتابت البيانات جاءت لتخيم بظلالها على التحسن الطفيف الذي جاء به مؤشر ستاندرد اند بورز لأسعار المنازل و الذي كان كافياً لسحب أسواق الأسهم نحو الانخفاض عند انتهاء التداولات . هذا وقد جاءت القراءة الإسبوعية لمؤشر ABC لثقة المستهلك لتتراجع بنحو -51 مقابل -50 .

و فيما يتعلق بمزايدات سندات الخزانة الأمريكية ذات العامين فقد جاءت لتشهد أداءاً جيداً على غير المتوقع ، و ذلك على الرغم من تسجيل العائد لنسبة ( 1.02% مقابل التوقعات التي سجلت 1.045% ) ، ليتزامن ذلك و معدل الطلب على السندات و الذي بلغ 3.63 ( و هو أعلى مستوى منذ أغسطس للعام 2007) أما عن عروض الشراء غير المباشرة فقد بلغت نسبته 44.5% من إجمالي عروض الشراء .أما عن استمرار الطلب على هذا النوع من السندات عقب المزاد فقد تسبب في تراجع عائدات الخزانة دون المستوى 1% ليغلق عند المستوى 0.934% . مما قد يومئ إلى أن سندات الخزانة ذات الـ 5 و الـ 7 سنوات ، فقد تشهد معدل طلب قوي مما قد يضع المزيد من الضغوط على العائدات في ظل الوضع الحالي للزوج ( دولار/ين) .

هذا و قد افتتحت جلسة التداول الأسيوية على نفس التراجع الذي شهدته يوم الأمس - في ظل تراجع شهية المخاطرة و ثبات مستوى الدولار و التراجع الذي انتاب الأسهم . هذا و قد تسلط معظم التركيز على مؤشر أسعار المستهلكين في وقت مبكر من تعاملات اليوم إلى أن ذلك لم يلق ترحيب من قبل السوق . حيث جاءت قراءة المؤشر مسجلة ارتفاع طفيف مقابل التوقعات ( بنحو +0.9% على أساس ربع سنوي و +1.3% على أساس سنوي مقابل التوقعات التي سجلت +0.8% و +1.2% على التوالي) و على الرغم من ذلك إلا أن تحليل البيانات يشير إلى أن الارتفاع كان موزعاً بالتساوي بين القطاعات الأخرى مع احتمال أقل لتشكيل فقاعات.علاوة على ذلك ، فإن البنك الاحتياطي الاسترالي يفضل القيام بإجراءات في ظل التضخم الحالي - أما عن قراءة المؤشر بقيمته الأساسية فقد جاءت وفقاً للتوقعات بنحو +0.8% على أساس ربع سنوي ، مما يخفض من متوسط التغير السنوي لتصل إلى 3.5% على أساس سنوي مقابل 3.9% . في الوقت نفسه ، لا تزال النسبة المستهدفة للتضخم من قبل البنك تترواح ما بين 2إلى 3% ، في ظل التوقعات بأن البنك الاحتياطي الاسترالي قد يضع في عين اعتباره رفع معدل الفائدة بنجو 50 نقطة خلال الإسبوع المقبل ، إلا أن هذه النسبة قد تراجعت عقب فترة وجيزة من بلوغ العملة الاسترالية المستوى 0.92، حيث قضى الزوج ( دولار استرالي /دولار أمريكي ) باقي جلسة التداول في مضمار التراجع ، مختبراً مستوى الدعم عند النقطة 0.9125 .

هذا و تذكرنا البيانات الاقتصادية لهذا اليوم بحالة الارتداد الاقتصادي الهش ، وبالارتداد الهش أيضاً الذي شهده القطاع المالي.حيث خضعت مؤسسة كابمارك المالية للحماية من خطر الإفلاس وسط تدهور القطاع العقاري التجاري و كذلك تقارير ليلة الأمس و التي كشفت النقاب عن أن مؤسسة GMACللخدمات المالية و هي
أحد الممولين الأساسيين لشركة جنرال موتورز و قد استولت على قرض السيارات التجارية لسيارات كريسلر ، و كذلك في ظل ما تردد حول أن وزارة الخزانة الأمريكي تسعى لضخ سيولة إضافية للشركة .لكن لم يذكر حتى الأن إلى أى مدى قد يصل هذا المبلغ لكن من المرجح أن تكون مؤسسة GMAC قد حصلت بالفعل على 12.5 مليار دولار أمريكي و ذلك من خلال أموال دافعي الضرائب الأمريكيين .و نحن نعتقد أن هذا سيكون بمثابة حافز لتراجع شهية المخاطرة على المدى القريب .

أما عن القطاع المالي و فقاً لما ورد في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية فإن التقرير قد كشف النقاب عن أن الحكومة البريطانية قد وضعت في عين اعتبارها بالفعل تقسيم بنك ليودز ، و مصرف RBS و بنك نورثرن روك و بيع أجزاء من مشروعاتهم التجارية من أجل إنشاء ثلاثة من البنوك الجديدة.

و مع توقع حدوث فصل بين الكيانات البنكية " الجيدة و المتعثرة " ، فإن البنوك المتعثرة قد تظل في يد الدولة على الرغم من الجدول الزمني الذي يترواح ما بين 3 إلى 5 سنوات .و على الرغم من ذلك ، إلا أن تراكم الديون في البنوك البريطانية سوف تظهر على السطح من جديد مما قد يزيد من الضغوط على كاهل الاسترليني .

و بالنظر إلى الأحداث القادمة ، فسيكون هناك حالة من الترقب لقرار الفائدة الاسترالية و الذي من المرجح أن ترتفع بنحو 25 نقطة ، أما عن الأسواق فتتوقع أن البيان المصاحب للقرار قد يزيد من التخوفات حيال ارتفاع العملة النيرويجية ( في سياق مماثل لكل من بنك كندا و البنك الاحتياطي النيوزيلاندي) . و على صعيد جلسة التداول الأمريكية ، فسيصدر كل من تقرير طلبات السلع المعمرة الأمريكي و تقرير مبيعات المنازل الجديدة مما قد يجذب الكثير من الأنظار إليه ، حيث من المتوقع أن يتأثر هذا الأخير بالائتمان الضريبي للمشترين و الذي سينتهي عما قريب .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image