الدولار و بداية سيئة

و الصين وتنوع الاحتياطي الخاص بها يطغى على العناوين من جديد .

تعليق السوق :

شهد الاسترليني تراجعاً حاداً خلال تداولات يوم الجمعة الماضي عقب الكثير من الأمال التي التفت حول المملكة المتحدة و إمكانية تسجيلها نموا على الجانب الإيجابي للمرة الأولى منذ الربع الأول من العام 2008 و ذلك خلال الربع الثالث من السنة المالية . إلا أن قراءة الناتج المحلي الإجمالي جاءت مسجلة 0.4% على أساس ربع سنوي مقابل التوقعات التي سجلت+0.2% مما أحدث تسييل حاد لصفقات شراء الاسترليني.

فالحقيقة تشير إلى أن الاقتصاد لم يتمكن حتى من النمو على الجانب الإيجابي على الرغم من الخطط التحفيزية غير المسبوقة من قبل السلطات النقدية للمملكة المتحدة ، و تراجع الاسترليني و الذي دعم أسعار السلع بشكل تنافسي، مما كان عاملاً مخيباً للأمال بدرجة كبيرة و من ثم فمن المرجح أن يبقي ذلك على التداول المحدود على العملة البريطانية على المدى القريب في ظل ما تردد حول أنه قد يكون هناك المزيد من خطط التسهيل النقدي . أما عن السيد براون رئيس الوزراء الإنجليزي فقد صرح بأن وقف الإجراءات التحفيزية قد يكون أمراً بالغ الخطورة على الاقتصاد و خصوصاً عقب البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً، مما أكد على أن المملكة المتحدة كانت في خضم أسوأ ركود اقتصاد على الاطلاق منذ العام 1955.

من ناحية أخرى ، فقد جاءت البيانات الأمريكية أفضل مما كان متوقعاً ، تزامناً و صدور تقرير مبيعات المنازل الكائنة و الذي سجل ارتفاع بنحو 9.4% على أساس شهري في سبتمبر و ذلك على الرغم مما تردد حول أن قراءة المؤشر جاءت متأثرة بمشترين المنازل لأول مرة و الذين هرعوا الى الاستفادة من نظام الائتمان الضريبي الذي من المقرر أن ينتهي في الأول من ديسمبر المقبل.و على الرغم من البيانات الاقتصادية و كذلك تقارير الأرباح للربع الثالث من السنة المالية و التي جاءت لتضرب بالتوقعات عرض الحائط ، و كذلك التراجع الطفيف الذي انتاب الوول ستريت في ختام تداولات الإسبوع الماضي .و من ثم فنحن نتوقع أن تواصل أسيا مسيرة التصريحات التي بدأتها خلال الإسبوع الحالي . و على صعيد عناوين الصحف في مطلع الإسبوع الحالي فقد ذكرتنا أيضاً بشبح القطاع العقاري التجاري تزامناً و مؤسسة كابمارك المالية و التي خضعت لبرنامج الحماية من الإفلاس ، في الوقت نفسه التي تصدرت أيضاً أنباء بأنه لا يزال هناك احتمالاً قائماً بعودة ظهور فيروس H1N1 في الغرب خلال الشتاء القادم بشكل ملفت .

و بالفعل فيبدو أن سمة تراجع شهية المخاطرة قد تهيمن على التداولات خلال بدء الإسبوع ، تزامناً و الدولار الذي استفاد من النشاط السابق على حساب الاسترليني و اليورو و الدولار الاسترالي . و على الرغم من ذلك ، إلا أن بعض التصريحات و التقارير الصادرة صباح اليوم عن الصين قد جاءت لتغير من ذلك . أول هذه الأمور فكان ما تردد حول نية الصين برفع حصتها من احتياطي اليورو و الين و تقليل نصيبها من الدولار الأمريكي. جاء ذلك عقب لي كيكيانغ تصريحات نائب رئيس الوزراء الصيني و الذي أعرب عن أن انتعاش الاقتصاد الصيني قد بلغ مستوى جيد لتتضامن السوق و هذه البيانات .و مع ذلك فقد تبين من تقرير الاحتياطي الصادر عن بنك الصين أن هذه ليست سوى تصريحات شخصية و لا تعكس السياسة النقدية للبلاد . و مع ذلك إلا أن هناك ضررا قد وقع بالفعل حيث تراجع الدولار الأمريكي و كذلك انخفض الزوج ( دولار/ين) ، و ليترفع الزوج ( يورو/دولار) على المدى القصير مسجلاً أعلى ارتفاع له في 14 شهر .

و عن ثيران ( مشتري) اليورو فلديهم رغبة عارمة لأن يختبر اليورو مستوى جديد من الارتفاع عقب تصريحات نوير عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ، و الذي سيتحدث في أحد المنتديات الاقتصادية بسنغافورة ، إلا أنه لم يدل بأية تصريحات حول الوضع الحالي للزوج ( يورو /دولار) . و على خلفية التصريحات التي ترددت على لسان ألومونيّا عضو المفوضية الأوروبية يوم الجمعة الماضي فإن انتعاش اليورو لا يشكل خطراً محدقاً ،في ظل التداول على اليورو دون المستوى 1.50 و الذي بات محدودا بالفعل .

و على الصعيد النيوزيلاندي ، فمن المزمع انعقاد اجتماع البنك الاحتياطي النيوزيلاندي في وقت متأخر من هذا الإسبوع حيث ستحظى تصريحات جون كي رئيس الوزراء النيوزيلاندي بقدر كبير من الترقب حيث من المرجح أن يكون لها أهمية كبيرة . هذا و قد أبدى جون كي تفاؤله في وقت سابق حيال الوضع الاقتصادي الراهن ، معرباً عن نمو الطلب على السلع النيوزيلاندية مما قد يسهم في تفادي حدوث المزيد من الركود ، و من المتوقع أيضاً أن يشهد مؤشر الناتج المحلي الإجمالي تحسناً خلال الربع الثالث من السنة المالية ليكون أقوى في الربع الأخير من السنة المالية . إلا أنه أضاف أن الدولار النيوزيلاندي من غير المرجح أن يواجه أى ضغوط بشأن رفع معدلات الفائدة و حتى منتصف العام 2010 . و ذلك تزامناً و الأسواق التي تقبلت مستويات الفائدة بحلول الربع الأول من السنة المالية . ، من المتوقع أيضاً أن يشهد البنك الاحتياطي النيوزيلاندي تحولاً أكبر في سياسته لينتهج الجانب المحايد و ذلك خلال اجتماع المقرر انعقاده يوم الخميس المقبل ، هذا و من المرجح أن نشهد بعض النشاط في الأسواق النيوزيلاندية خلال أولى أيام التداول عقب عطلة طويلة .

فردة الفعل أسيا على الأنباء قد يكون مبالغ فيه من جراء مسألة الخطط التحفيزية في ظل دور هونغ كونغ الذي لا يزال غائباً حتى وقتنا هذا ، مما قد يفسر لماذا توقفت هذه الخطوة بعد حين . و على صعيد المفكرة الاقتصادية لهذا اليوم فلن يكون هناك المزيد من البيانات الاقتصادية ، تزامناً وصدور مؤشر ثقة المستهلك الألماني بالإضافة إلى تقرير برنامج شراء الإصول الخاص ببنك انجلترا و الذي سينال قدراً كبيراً من الاهتمام ، و خصوصاً عقب بيانات مؤشر الناتج المحلي الإجمالي و التي صدرت يوم الجمعة الماضي و أثاره على برنامج التسهيل النقدي . أيضاً سيكون هناك متابعة لنشاط البنك الفيدرالي بمقاطعة تشيكاغو لسبتمبر ليأتي في أعقابه تقرير البنك الفيدرالي بولاية دالاس لشهر أكتوبر .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image