هيمنة تدفقات تجنب المخاطرة على الفترة الأسيوية تأثراً بوول استريت (تعليق السوق)

شهد الدولار بالأمس يوماً عصيباً حيث هبط مؤشر الدولار نحو مستوى 75.0 ليصل إلى أدنى مستوى منذ أغسطس 2008. وجدير بالذكر أن الهبوط الأخير لأسواق الأسهم بوول استريت لم يكن كافياً لرفع الدولار، ووصل الدولار إلى مستوى 75.00 خلال الفترة الأسيوية.


هذا، وقد أدى هبوط الدولار إلى إعطاء زوج (اليورو/ دولار) إلى الدفعة للارتفاع فوق مستوى 1.50، وعلى الرغم من ارتفاعه إلا يبدو أن عملية ارتفاعه فوق مستوى 1.5050 تتسم بالبطيء الشديد. علاوة على ذلك، يعد الإسترليني من بين الرابحين مقابل الدولار، ويبدو أنه يأخذ هدنة من كونه العملة الأضعف في سوق العملات. وقد كان ارتفاع الإسترليني مدفوعاً من قبل تصريحات " كينج " محافظ بنك إنجلترا، ونتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية والتي أظهرت قرار اللجنة بالإجماع في اجتماعهم الماضي للإبقاء على ببرنامج شراء الأصول دون تغيير ، ويجب ألا ننسى أن الأسواق قد بالغت في عمليات بيع الإسترليني، مقابل كل من اليورو والإسترليني، كما لعب تفعيل أوامر الوقف دوراً كبيراً.


جاءت الفترة الأسيوية اليوم مع ترقب الأسواق للبيانات الصينية. وفي النهاية ، جاءت البيانات وفقا للتوقعات على الرغم من أن قراءات الناتج المحلي الإجمالي جاءت محبطة على نحو طفيف حيث سجل معدل النمو السنوي بالربع الثالث 8.9% مقابل التوقعات بـ 9% وبعض الإشاعات بوصوله فوق مستوى 9.1%. أما عن مؤشر أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة فقد سجلا -0.8% و 15.5% على التوالي كما تزامنت تلك القراءات مع التوقعات، في حين تجاوزت بيانات الانتاج الصناعي التوقعات لتسجل 13.9% مقابل 13.2% المتوقعة، وتسربت إشاعات بالأمس حول ظهور قراءات الانتاج الصناعي بأفضل من المتوقع وهو ما حدث بالفعل وبالتالي لم تستجب للبيانات وقت ظهورها لأنها قد استجابت لها بالفعل بالأمس وقت الإشاعات. وفي أعقاب ظهور البيانات، ارتد الدولار ارتداداً طفيفاً، ليضغط على معظم العملات الرئيسية لتنخفض 30-40 نقطة، وارتفع مؤشر الدولار بنحو 0.3% بالفترة الأسيوية.


وقبل صدور تلك الأنباء انجذبت الأسواق إلى مقالة نشرت بالصحفة الرئيسية بالفايناشيال تايمز والتي أشارت تحذير مسؤول بنكي كبير بالصين من فقاعة الأصول و مجادلته بشأن تقييد السياسة النقدية، ولكن لم تتأثر الأسواق كثيراً بتلك الأنباء.


أما عن البيانات الأخرى التي ظهرت في الفترة الأسيوية تركزت على اليابان، مع تسلط الأضواء على بيانات التجارة لشهر سبتمبر. وهبطت الصادرات بنحو 30.7% على أساس سنوي، ولكنها لاتزال دون المستوى المنخفض المحقق في فبراير، مما يشير إلى مدى صعوبة وضعف التعافي الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنحو 34.1% لتسجل نفس قراءة الشهر الماضي، في حين شهدت الصادرات إلى منطقة اليورو تحسناً طفيفاً بواقع -38.6% مقابل -45.9%، أما عن الصادرات للصين فقد ارتفعت بشكل كبير لتصل إلى -13.8% مقابل -27.6% في أغسطس.

وهيمنت على التداول في الفترة الأسيوية اليوم تدفقات تجنب المخاطرة في ظل مساهمة إغلاق وول استريت بالأمس على انخفاض. أضف إلى ذلك بعض البيانات المحبطة الصينية، وبعض التشكك حول تأثير عمليات تسييل صندوق التحوط " جاليون " على الأسواق بأكثر من المتوقع. ومع ذلك، تخلى زوج (اليورو/ دولار) عن مستوى 1.50واستقر فوق مستوى الدعم التالي في وقت الأنباء.


وفي الفترة الأمريكية اليوم، من المقرر صدور بيانات إعانات البطالة الأمريكية، والمؤشرات الرائدة و مؤشر أسعار المنازل. كما ستصدر بيانات مبيعات التجزئة الكندية قبيل تقرير السياسة النقدية لبنك كندا. علاوة على ذلك، سيُدلي العديد من المسؤولين اليوم بتصريحاتهم.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image