الصين بيدها أوراق اللعب المتحكمة في اتجاهات المخاطرة

تترقب الأسواق غداً سلسلة من البيانات الهامة والتي تعد الأهم هذا الأسبوع في مجموعة الدول العشر وهى البيانات الصادرة عن الصين. فمن المقرر غداً صدور قراءات الناتج المحلي الإجمالي والانتاج الصناعي و مبيعات التجزئة، ومن المرجح أن تكون لتلك البيانات آثر كبير على عمليات المخاطرة بسوق العملات.


تتوقع الأسواق أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بالربع الثالث ليصل إلى 9% من 7.9% الفترة الماضية. وأن ترتفع مبيعات التجزئة بشكل طفيف نحو 15.5% من 15.4% في الربع الثاني. هذا، وقد ترددت إشاعات في الأسواق عن تسجيل الانتاج الصناعي الياباني 14.1%، مما أدى إلى انعاش بعض اتجاهات المخاطرة في سوق العملات مع ارتفاع زوج (الدولار الأسترالي/ دولار) نحو 0.9300، وكسر اليورو حاجز 1.4950.


ولاتزال الصين المحفز الرئيسي لعمليات التداول القائمة على سيناريو الانتعاش حيث أصبحت الصين المحفز للنمو العالمي. على الرغم أن الناتج المحلي الإجمالي الصيني يشكل ثلث الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، إلا أن وتيرة النمو الصيني بالإضافة إلى أن النصيب السوق للصين يجعلها رائدة النمو في ذلك الوقت. وفي الوقت الذي استمرت فيه الولايات المتحدة في مرحلة كساد مع ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية، استمر الطلب الصيني المحلي في الازدياد بقوة. وفي الشهر الماضي، ارتفعت مبيعات السيارات في الصين لتتخطى حاجز المليون خلال الشهر.


إذا ظهرت البيانات الصينية على الصعيد الإيجابي، فمن نشهد مزيد من الارتفاع للعملات ذات العائد المرتفع. هذا، وقد عانى زوج (اليورو/ دولار) خلال الأيام الماضية حيث فشلت كل محاولاته لاختراق حاجزعقود الخيارات عند 1.5000. ومع ذلك، إذا ارتفعت البيانات الاقتصادية على نحو مفاجيء فسيسهل اختراق مستوى 1.5000 حيث ستندفع تدفقات المخاطرة.


وعلى الصعيد الآخر، من المحتمل أن يُعد أي إحباط ضئيل في البيانات قاتلاً لتدفقات التجارة القائمة على سيناريو الانتعاش. علاوة على ذلك، إذا أظهرت البيانات الأوروبية علامات على التدهور، حيث بدأت أسعار الصرف المرتفعة في التأثير على المنطقة، فمن المحتمل أن يحدث تصحيح كبير بتدفقات المخاطرة. وتجدر الإشارة إلى أن الخطر الأكبر يكمن في عملات السلع والتي ترتبط كثيرا بالطلب الصيني. واليوم، انكمش انفاق بطاقات الائتمان بنيوزيلندا للشهر العاشر من ضمن 11 شهر مشيراً إلى أن الطلب الاستهلاكي لايزال يتسم بالضعف رغم انتعاش النشاط الاقتصادي. ومع ارتفاع الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي قرب أعلى المستويات المحققة خلال العام، فإن أي انحراف عن إجماع التوقعات في البيانات الصينية سيؤدي إلى هبوط حاد ناتج عن عمليات جني الأرباح.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image