تريشيه يدعم الدولار والفيدرالي يرفض الدعم لمصلحة قطاع التصنيع الأمريكي

ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بمجرد افتتاح فترة التداول الأمريكية اليوم في أعقاب البيانات الأفضل من المتوقع التي طالعنا بها تقرير أرباح جولدمان ساكس والتصريحات التي أدلى بها تريشيه رئيس المركزي الأوروبي. وكما أشرنا إلى ذلك آنفاً، إلى أن العوامل الخارجية فقط هي التي من الممكن أن توقف هبوط الدولار الأمريكي وهي العوامل المتمثلة في تصريحات رؤساء البنوك المركزية الرئيسية والتي تدعم الدولار الأمريكي.

تريشيه يتحدث واليورو يهبط:

في إطار تصريحه الذي أدلى به تريشيه هذا الصباح، شدد تريشيه على أنه من المهم أن تحافظ الولايات المتحدة على قوة الدولار الأمريكي موشحاً أن اليورو لم يًخلق ليكون من عملات الاحتياط العالمية. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها على لسان تريشيه تصريحات داعمة للدولار تستهدف خفض اليورو، إلا أنها كانت المرة الأولى التي يعلنها رئيس المركزي الأوروبي صراحةً أن "التذبذب الشديد في سوق العملات هو أشد أعداء الاستقرار الاقتصادي والمالي". وقد تعودنا أنه كلما ردد تريشيه عبارة "التذبذب المفرط سوق العملات" في الماضي، كلما توقف (اليورو / دولار) عن الارتفاع. على الرغم من ذلك، لا زلنا غير متأكدين من أن تريشيه مقتنع تماماً بأن ارتفاع اليورو يضر باقتصاد المنطقة حيث جاء في نفس التصريحات أن المهمة الأساسية للبنك المركزي الأوروبي هي استقرار الأسعار وهو ما يعده البنك المركزي "المؤشر الوحيد في البوصلة التي توجه سياسته النقدية". يشير ما سبق إلى أنه لو كان التضخم هو الهم الأساسي للمركزي الأوروبي، فلن تكون هناك حاجة إلى التأكيد على أن تريشيه غير مقتنع تماماً بما يصرح به وأنه قام بالدعم الشفهي للدولار الأمريكي مدفوعاً بعوامل سياسية بعيدة كل البعد عن الاقتصاد وذلك ببساطة لأن ارتفاع اليورو من أهم العوامل التي تساعد منطقة اليورو على التخلص من الضغوط التضخمية وتضع هذه الضغوط تحت السيطرة طوال الوقت. وحتى الآن، لا يزال نتريشيه مقتنعاً وعلى قدر كبير من الرضا بما أحدثته الإجراءات التحفيزية غير الاعتيادية وبأنها حولت مسار الاقتصاد بالمنطقة عن الاتجاه الهابط.

نتيجة لماسبقت الإشارة إليه، وفقاً لكلمات رئيس المركزي الأوروبي، "هناك الكثير من بوادر استقرار الاقتصاد التي ظهرت مؤخراً" وهو ما دعاه للإشارة إلى أنه سيتم التراجع عن السياسة التحفيزية في المستقبل القريب مجرد عودة الاقتصاد إلى الحالة الطبيعية. مع ذلك وعند الأخذ في الاعتبار الشكوك التي تحيط بالتطلعات الاقتصادية، نعتقد أنه من المبكر للغاية التفكير في استراتيجية للخروج من دائرة التحفيز والتسهيل النقدي. جدير بالذكر أن النغمة المتفائلة التي غلبت على حديث تريشيه عوضت الأثر السلبي الواقع على (اليورو / دولار) نتيجةً للإشارة إلى التذبذب في إطار سوق العملات حيث عمل التفاؤل حيال مستقبل الاقتصاد الأوروبي الذي عكسه الجزء الثاني من حديث تريشيه على الحد من هبوط الزوج.

في غضون ذلك، جاءت الدفعة الأولى من البيانات الأمريكية إيجابية دون أدنى شك مما ساعد الدولار على الارتفاع مقابل الين الياباني. على الرغم من ذلك، أدت العلاقة العكسية بين شهية المخاطرة التي ارتفعت إلى حدٍآ كبير بسبب البيانات الاقتصادية الإيجابية التي طالعتنا بها المفكرة الاقتصادية الأمريكية اليوم والدولار الأمريكي إلى تقويض الدولار عن الارتفاع مقابل اليورو الإسترليني والدولار الأسترالي. أكدت البيانات المشار إليها على أن الضغوط التضخمية بدأت في التراجع بارتفاع أسعار المستهلك الأمريكي بنسبة 0.2%. على الرغم من ذلك، أشارت القراءة السنوية لأسعار المستهلك إلى تراجع بواقع 1.3-% في حين حققت قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بقيمته الأساسية تقدماً بواقع 1.5%. وعلى صعيد قطاع التصنيع، حققت قراءة مؤشر نيويورك التصنيعي تحسناً ملحوظاً بتسجيلها ارتفاع إلى 18.88 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 34.57، وهو مايشير إلى أعلى المستويات منذ مايو 2004. جدير بالذكر أن ضعف الدولار كان من أهم العوامل التي ساعدت على تعافي قطاع التصنيع الأمريكي وهو ما يبرر تقاعس الاحتياطي الفيدرالي عن إنقاذ الدولار من الهبوط الذي عانى منه مؤخراً. في نفس الوقت سجلت إعانات البطالة الأسبوعية تحسناً ملحوظاً هي الأخرى لتسجل 514 ألف نقابل القراءة السابقة التي سجلت 524 ألف في حين تراجع إجمالي إعانات البطالة تحت مستوى الـ 6 ملايين للمرة الأولى منذ مارس الماضي. يشير ما سبق إلى أن تحسن البيانات الأمريكية سوف يحدث قدراً كبيراً من التفاؤل في سوق العملات وأسواق الأسهم وهو ما يشير إلى احتمال تولد المزيد من الضغوط أثناء محاولة الصعود مقاب عملات المخاطرة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image