الدولار يرتفع إثر صدور مبيعات التجزئة الأمريكية

 ساهم ظهور بيانات الانفاق الاستهلاكي بأفضل من المتوقع في سبتمبر في رفع الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية. وهبطت مبيعات التجزئة بنحو 1.5% الشهر الماضي، لتشكل الانخفاض الأكبر منذ ديسمبر 2008. وانخفضت المبيعات بأقل مما توقعته الأسواق عند 2.1%، ولكن تعد القراءات مقاربة لتوقعات الأسواق إذا أخذنا في الاعتبار هبوط قراءات الشهر الماضي بعد المراجعة بواقع 0.5%. وحتى الآن ارتفع الدولار بسبب ارتفاع مبيعات التجزئة بقيمتها الأساسية بضعف التوقعات، مع مراجعة طفيفة لقراءات الشهر الماضي. وباستثناء هبوط مبيعات السيارات ارتفع الانفاق الاستهلاكي بنحو 0.5% مقارنة بـ 1% في أغسطس.

 وتوضح تفاصيل التقرير إلى انفاق المستهلكين على الأثاث والصحة و العناية الشخصية مما يشير إلى أن الانتعاش بقطاع الإسكان بدأ ينفلت إلى باقي أجزاء الاقتصاد. كما ارتفعت عائدات محطات الوقود وإن كان بوتيرة أقل. وأدت المبيعات الناتجة عن موسم العودة إلى المدارس إلى ثبات الطلب على الملابس على الصعيد الإيجابي خلال الثلاثة أشهر الماضية. ومن ناحية أخرى، ارتفع الدولار مقابل الين في أعقاب ظهور البيانات كما كان متوقعاً. ومع ذلك، لاينبغي أن يتفاجأ صناع القرار بتلك النتائج منذ أن تحدثنا بالأمس عن ارتفاع المبيعات وفقا للمجلس الدولي لمراكز التسوق، وكذلك ارتفاع مبيعات تجار التجزئة بشكل فردي. وإذا نظرنا إلى هبوط الانفاق على أنه نتيجة لانتهاء برنامج تخريد السيارات، فتعد البيانات إيجابية ومشيرة إلى أن الاقتصاد في طريقه نحو الانتعاش.

وتبقى المعضله بأنه بالاعتماد على تقارير مبيعات التجزئة في شهر يوليو وأغسطس وسبتمبر، نجد أن الانفاق الاستهلاكي قد ساهم بنسبة أقل في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث. وفي الوقت ذاته، استمرت أسعار الواردات في الارتفاع، مما يعكس انخفاض ضغوط انكماش الأسعار. أما بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، فقد كانت التقارير الاقتصادية الأخيرة مشجعة ولكن ليس بالشكل الكافي لتبني استراتيجية للخروج من دائرة التسهيلات النقدية والتدابير التحفيزية.

 وخلال اليوم، من المقرر صدور نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن السياسة النقدية للبنك. وعلى الرغم من احتمال صدور تصريحات متطرفة مفاجئة إلا أننا لا نعتقد بحدوث ذلك خاصة إذا أخذنا في الاعتبار التصريحات الأخيرة لمسؤولي الفيدرالي. وفي الأسبوع الماضي، صرح " برنانك " رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأن تحسن التطلعات الاقتصادية قد ساهم في رفع الدولار، ولكن حذر " كون " عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي بأن عملية الانتعاش لن تكون سريعة وأن الفيدرالي ليست لديه نوايا لتقييد السياسة النقدية في أي وقت قريب.