ماذا قد يحل بالدولار أكثر من التراجع الحالي ؟ ( تعليق السوق)

التحرك الأخير للزوج ( دولار/ين) كان أكبر انعكاس لتراجع الدولار أكثر منه انعكاساً للين القوي .

تعليقات السوق :

شهدت أسواق العملات ليلة الأمس حالة من الاضطراب أثناء التداول تزامناً مع الاسترليني و الذي شهدت تحركاته المزيد من الدعم . فالتراجع الأولي للاسترليني ( مقابل اليورو) جاء عقب بيانات التضخم المتدهورة لسبتمبر و الذي أفسح مجالاً أمام الارتداد الحاد للعملة عقب تصريحات بن عضو مجلس إدارة البنك المركزي البريطاني و التي أشار فيها إلى أن برامج التسهيل النقدي الخاصة بالبنك لا تزال قائمة و أن أسوأ موجة ركود اقتصادي قد مرت بالفعل . كما أشار أن لجنة السياسة النقدية سوف تكون في حاجة إلى التراجع التدريجي عن خطط التحفيز النقدي في ظل الاقتصاد الذي يبلغ مراحل الذروة بالفعل .

و فيما يتعلق ببنك الاحتياطي النيوزيلاندي فقد صرح ليلة الأمس بأنه قد يتم التراجع عن بعض إجراءات التسهيل النقدي التي وضعت في بدء الأزمة الاقتصادية العالمية . حيث أن هذه التسهيلات لم يتم استغلالها لفترة من الوقت إلا أن الأسواق قد فسرت هذه الخطوة على أنها بادرة بأن البنك الاحتياطي النيوزيلاندي قد يتبني موقف سياسي أكثر حيادية خلال اجتماعه الذي من المقرر انعقاده خلال الـ 29 من أكتوبر الجاري .هذا و قد ارتد الدولار النيوزيلاندي بقوة على ضوء ما ورد ، متجاهلاً التصريحات التي ترددت على لسان انجليش وزير المالية النيوزيلاندي حول ارتفاع الدولار النيوزيلاندي و أثره على انتعاش البلاد الاقتصادي . التصريحات نفسها جاءت على لسان رئيس الوزراء الكندي هربر حول انتعاش الدولار الكندي و أثره على الخطى الاقتصادية للبلاد .

أما عن التصريحات التي ترددت ليلية الأمس على لسان مسئولي السياسة النقدية بالبنك الفيدرالي فلا تزال ملتزمة لبعض من الحذر فيما يتعلق بالانتعاش الاقتصادي للولايات المتحدة . كما أعرب كون نائب رئيس البنك الفيدرالي عن عدم تيقنه بشأن وتيرة الانتعاش الاقتصادي و التي كانت قد ارتفعت إلى حد ما ، إلا أنه يتوقع أن يمر الانتعاش الاقتصادي بخطى معتدلة في النصف الثاني من العام قبيل أن تصل إلى ذروة انتعاشها في العام 2010،يأتي هذا ليتزامن و التحول إلى تحقيق المزيد من المخزونات من أجل تغطية الطلب ، في الوقت نفسه لا تزال بيانات التضخم متدهورة لبعض من الوقت . و أضاف أن لجنة الاحتياطي الفيدرالي قد شهدت بعض الظروف مثل دعم " معدلات الفائدة عند أدنى مستوياتها على غير المعتاد و لفترة طويلة ".

و على غرار ما حدث بأسيا ، أعلنت شركة انتل عن أنها قد شهدت بعض النتائج القوية في تقارير أرباحها عقب إغلاق الوول ستريت . إلا أن الدولار قد بدأ في التراجع في ظل غياب الفرص الجيدة للارتفاع . هذا و قد جاءت تصريحات وزير المالية الياباني لتعطي الضوء الأخضر للأسواق للتفكير ملياً بشأن ما نوه عنه مينيزايكي حول التحرك الأخير للزوج ( دولار/ين) و الذي كان أكبر انعكاس لتراجع الدولار أكثر منه انعكاساً للين القوي . و أضاف أن السلطات النقدية لا ينبغي عليها التدخل في سوق العملات لمجرد أن الين قد شهد انتعاشاً . الأمر الذي كان كافياً لتراجع الزوج ( دولار/ين) من المستوى 89.30 لاختبار المستوى 89.0 . و على كل ، فقد انزلق الدولار مسجلاً تراجعاً جديداً .

و على صعيد الدولار الاسترالي ، فقد تألق من جديد ، حيث ارتفع لإعادة اختبار أعلى مستوى له في 14 شهر عند النقطة 0.9125 عقب التراجع الذي شهده خلال تداولات ليلة الأمس . حيث ساعدت بعض البيانات الدولار الاسترالي في الارتفاع ، منها ارتفاع الذهب عقب التصريحات الصادرة عن البنك المركزي التايواني بأنه قد يضع المزيد من الاحتياطي الخاص به في الذهب ، مما ساهم في شحذ شهية المخاطرة و عن البيانات الاقتصادية للصين فقد شهدت بيانات التجارة تحسناً في ظل تقلص كل من الصادرات و الواردات دون التوقعات في سبتمبر . حيث تقلصت الوارادت بواقع 15.2% على أساس سنوي مقابل التوقعات التي سجلت -21.0% في الوقت الذي تقلصت فيه الواردات بواقع 3.5% فقط مقابل التوقعات التي سجلت 15.0% .أما عن البيانات الإيجابية التي صدرت مؤخراً فيما يتعلق بثقة المستهلك لا تزال تشهد ارتفاع في أكتوبر على الرغم من أن المسح الخاص بالمؤشر قد تم العمل به عقب قرار البنك الاسترالي برفع الفائدة .

و بصدد البيانات الصينية ، فقد أبقى البنك المركزي الياباني على معدل الفائدة دون تغير عند المستوى 0.1% ، كما كان متوقعاً ، إلا أنه رفع توقعاته بشأن الاقتصاد الياباني معرباً أنه يمضي قدما في التعافي بالفعل بوتيرة أسرع من تلك التي شهدها في المرة السابقة . و أضاف أن الأوضاع المالية قد شهدت تحسناً بقدر كبير إلا أنه لم يعدل عن إجراءاته الخاصة بتمويل مؤسسات الأعمال ، و هو أحد الأمور التي اقترحت الأسواق أنه قد يتم التراجع عنها نظرا لعدم وجود حاجة ماسة لها خلال الأيام الحالية و بالتالي فمن المقرر أن تنتهي في ديسمبر المقبل .

و على صعيد المفكرة لهذا اليوم ، فتشتمل على تقرير البطالة البريطاني بالإضافة إلى معدل البطالة و متوسط الدخل للمملكة المتحدة علاوة على مؤشر الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو . أما عن جلسة التداول الأمريكية فمن المزمع صدور تقرير مبيعات السيارات الكندية الجديدة و مؤشر أسعار الواردات الأمريكي و كذلك تقرير مبيعات التجزئة و تقرير مخزونات الأعمال . أما عن تقارير الأرباح للربع الثالث من السنة المالية فسيصدر في وقت متأخر من اليوم ، حيث سيتصدر قائمة هذه التقارير التقرير المالي لمؤسسة جي بي مورغن.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image