هل سيكون هناك تغير في سياسة الفيدرالي ؟

صرح بن برنانك رئيس البنك الفيدرالي ليلة الأمس أن البنك المركزي الأمريكي سيكون على أهبة الاستعداد لتشديد سياسته النقدية في ظل التحسن الذي تشهده الأوضاع الاقتصادية لدفع مسيرة ارتفاع الدولار و خصوصاً مقابل الين . هذا و قد أعرب رئيس البنك " أنه في حالة تحسن التوقعات الاقتصادية بشكل ملحوظ ، فإننا سنكون على أهبة الاستعداد للبدء في اتخاذ الموقف المتشدد في سياستنا النقدية ، لتعاود قوائم الميزانية الخاصة بنا وضعها الطبيعي .

و على الرغم من أن تصريحات برنانك لم تضف جديداً و على الرغم أيضاً من أنه لم يشير إلى أن الخطوات نحو السياسة المتشددة ستكون سريعة ، إلا أن ردة فعل متداولي سوق العملات إزاء تصريحاته قد رفعت من الدولار خلال جلسة التداول الأسيوية و في وقت مبكر من جلسة التداول الأوروبية . ليكون الين صاحب أسوأ أداء مقابل العملات الأساسية الأخرى ، حيث ارتفع الزوج ( دولار/ين) فوق المستوى 89.00 في ظل الأسواق التي أعادت تقييم قابلية الدولار لتجارة الكاري تريد على المدى الطويل .

لكن هل ينوي البنك الفيدرالي التغيير بالفعل ؟ نحن نعتقد أن ذلك الأمر لا يزال سابق لأوانه . فنحن نتوقع أن الفيدرالي سوف يسير على خطاه الحالية و يبقي على معدل الفائدة دون تغير حتى تتحسن بيانات سوق العمل . فبالأمس جاءت إعانات البطالة الأمريكية الإسبوعية لتشهد بادرة تحسن ، لكن حتى تتراجع القراءة الإسبوعية إلى 400 ألف ، فإن الاقتصاد الأمريكي قد يواصل مسيرة فقده للوظائف مما قد يلزم الفيدرالي بالبقاء على موقفه الحالي خلال الفترة المقبلة .

كما نعتقد أيضاً أن التصريحات التي صدرت عن برنانك قد عنت ببساطة كبح زمام التراجع الذي يشهده الدولار عقب تسجيله أدنى مستوى له خلال هذا العام مقابل العديد من العملات الأساسية الأخرى خلال هذا الإسبوع . فقدر الدولار و اتجاه السياسة النقدية الأمريكية أن تعتمد بقدر كبير على عودة طلب المستهلك و الذي لا يزال يشهد تدهوراً حتى وقتنا الراهن .أما عن يوم الأربعاء المقبل فسيصدر تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية و التي قد تكون أهم أنباء الإسبوع . ففي حالة أن جاءت القراءة مفاجئة على الجانب الإيجابي فإن تصريحات دكتور/برنانك ستكون على قدر كبير من المصداقية .في الوقت نفسه ، فإن الدولار قد يواصل ارتفاعه.