حالة من الترقب تقود الأسواق في انتظار صدور قرار الفائدة الأوروبي والبريطاني

سياسة الحمائية لا زالت تشكل خطراً على الدولار الأمريكي

ليس من المفاجأة أن يتعافى الدولار بعد أن شهد عمليات بيع مكثفة في بداية هذا الأسبوع. ففي نهاية كل اتجاه هابط يحدث تحول نحو الصعود وهذا هو ما حدث اليوم. فقد ارتفع الدولار مقابل اليورو والدولار الأسترالي والنيوزيلندي والكندي، ولكن بعد أن سجلت عملات السلع الثلاثة ارتفعات سنوية جديدة. هذا وقد خلت المفكرة الاقتصادية من البيانات الاقتصادية الهامة، مما أتاح الفرصة للمستثمرين للاتجاه نحو المخاطرة. وعلى الرغم من ذلك، فهناك العديد من الأسباب لاستمرار ضعف الدولار، أولها هو تحسن شهية المخاطرة. لذلك، ففي حالة عودة تجنب المخاطرة وتراجع الأسهم عن مكاسبها فسوف يصبح تعافي الدولار وكأنه فقاعة من الهواء. فإن المخاوف حول الخسائر التجارية المحتملة في قطاع الإسكان بالإضافة إلى التوقعات غير الحقيقية بشأن التعافي السريع اثارت حالة من الاضطراب بين المستثمرين. على الرغم من ذلك، ففي ظل خلو المفكرة الاقتصادية من البيانات الأمريكية الهامة بالإضافة إلى قرارات الفائدة المقرر صدورها غداً، لا زال البعض يعتقد أن قرارات الفائدة هي التي سوف تقود الأسواق غداً.

التوظيف والإنفاق

وعلى الرغم من خلو المفكرة الاقتصادية غداً من البيانات الاقتصادية الأمريكية، فهناك حدثين أمريكيين سوف يجتذبا الأنظار وهما إعانات البطالة و مبيعات المخازن الريئيسة. فبعد ارتفاع معدل فقد الوظائف في الأسبوع الماضي، سوف تنتظر الأسواق أية مؤشرات إضافية تؤكد انتهاء تحسن الأوضاع بسوق العمالة. ففي حالة ارتفاع إعانات البطالة عن الأسبوع الماضي فسوف تزداد مخاوف المستثمرين من ارتفاع معدل فقد الوظائف. علاوة على ذلك، هناك العديد من التقارير  التي سوف تؤكد ضعف الإنفاق أثناء موسم العطلات، لذلك سوف يلجأ تجار التجزئة إلى محاولة المساواة بين التكاليف والإيرادات. على الرغم من ذلك، ووفقاً لمؤشر الإنفاق انخفضت مبيعات التجزئة في سبتمبر. في الوقت ذاته، انخفض الإئتمان الاستهلاكي للشهر السابع على التوالي نتيجة لارتفاع معدل فقد الوظائف وتفاقم الأوضاع الإئتمانية.

اليورو : هل يحرك تريشيه سوق العملات ؟

انخفض اليورو مقابل الدولار في ظل المخاوف من أن يؤكد تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي على دعمه للدولار. ومن المؤكد أن الصحفيين سوف يتوجهون بالسؤال لتريشيه حول موقفه تجاه الدولار في ظل عدم وجود أية مبررات تدفعه لتغيير موقفه. على الرغم من ذلك، قد يكون ذلك بهدف تغيير اتجاه زوج (اليورو/دولار). ووفقاً للبيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً بالمنطقة الأوروبية، لا يزال الانتعاش يواجه العديد من العوائق في طريقه. فإن انتهاء برنامج إصلاح السيارات بألمانيا تسبب في انخفاض مبيعات التجزئة بقوة، بينما كشف تقرير الناتج المحلي الإجمالي بمنطقة اليورو عن انخفاض النمو في الربع الثاني من العام بأكثر من التوقعات الأولية. كما أن الضعف الذي أصاب العديد من القطاعات بالمنطقة أحبط فرص الانتعاش في ألمانيا وفرنسا، حيث انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2%. وبعيداً عن التصريحات التي تتعلق بالعملات، فسوف تتجه الأنظار أيضاً نحو تصريحات تريشيه بشأن الاقتصاد والنتائج التي ترتبت على عمليات التمويل التي لقيت ضعفاً ملحوظاً في الطلب.  وفيما يتعلق باستراتيجية الخروج من دائرة التسهيل النقدي قال المسئولون بالبنك المركزي الأوروبي أن الوقت لم يحن بعد لتفعيل هذه الاستراتيجية، ومن المتوقع أن يؤكد تريشيه على هذا الموقف. وبعيداً عن أية تصريحات تتعلق بالسياسة النقدية، تنتظر الأسواق أيضاً صدور بيانات الإنتاج الصناعي الألماني. كما أن ارتفاع طلبات المصانع  يرجح أن هناك فرصة جيدة لارتفاع الإنتاج ككل.

زوج (الإسترليني/دولار) يتخذ اتجاهاً عرضياً في انتظار قرار بنك أنجلترا

لا يزال الإسترليني يتحرك في اتجاه عرضي في انتظار اجتماع بنك أنجلترا، بينما تراجع زوج (اليورو/إسترليني) عن الصعود القوي الذي شهده بالأمس. وسوف تتجه الأنظار نحو حركة الزوج في انتظار قرارات الفائدة بالبنك المركزي الأوروبي وبنك أنجلترا. هذا وقد صدر اليوم تقرير ثقة المستهلك الصادر عن مؤسسة ناشيون وايد بالمملكة المتحدة والذي كشف عن استمرار تحسن الثقة. وقد أظهر التقرير أن ثقة المستهلك ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 18 شهر، بينما بلغت التوقعات الاقتصادية قمتها خلال أربعة أعوام. هذا ويرجع تحسن ثقة المستهلك بناشيون وايد إلى الأنباء الإيجابية التي تتعلق بسوق الإسكان وقوة الأسهم. ومن المؤكد أن قرار الفائدة البريطانية سوف يكون محور الاهتمام غداً. فبعد مفاجأة رفع تكلفة برنامج شراء الأصول التي فجرها بنك أنجلترا في أغسطس، حالة من الحذر انتابت العديد من التجار باقتراب صدور قرار الفائدة غداً. على الرغم من ذلك، لا يمكننا أن نتوقع أي شئ، إلا أن الأسواق سوف تترقب أية تصريحات تتعلق بالإسترليني أو إمكانية خفض سعر الفائدة على الإيداع بالبنوك.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image