جميع العملات الرئيسية تنتظر قرارات الفائدة الأوروبية والبريطانية


تعافى الدولار الأمريكي اليوم بافتتاح فترة التداول الأمريكية ليأخذ زوج (الدولار / ين) اتجاهاً معاكساً مع فقد الذهب لبعض المكاسب التي حققها مؤخراً. كان (الدولار / ين) قد تعرض في وقتٍ سابق إلى هبوط تحت مستوى 88 ، إلا أنه تعافى بقوة ملحوظة في أعقاب تشديد فوجي، وزير المالية الياباني، على أن الحكومة اليابانية سوف تتدخل في سعر صرف الين إذا ما حدثت تحركات قوية غير معتادة في سعر الصرف. على الرغم من ذلك، أكد فوجي على أن هذه المرحلة ليست المناسبة "لمراقبة السوق ومتابعة تحركاته عن بعد". على الجانب الآجر، تراجع الذهب تراجعاً ملحوظاً في أعقاب الوصول إلى أعلى المستويات، 1049.7، مع اتجاه بيعي أدى إلى هبوط معتدل في شهية المخاطرة. وكما هو موضح في الرسم أدناه،بدأ الذهب في فقد القوة الدافعة له في اتجاه الارتفاع مع انفراج هابط طفيف رصده مؤشر الماكد اليومي ليكشف النقاب عن تراجع يمكن متابعته في المستقبل القريب عند مستوى 1025 دولار للأونصة مما قد يدعم الدولار الأمريكي.


وبالنظر إلى وضع اليورو اليوم، نرى أن المتداولين قاموا بتعليق مواقف صفقاتهم قبيل إصدار قرار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي المزمع إعلانه غداً. اما الفرنك السويسري فلا زال يظهر حالة من الضعف وهو ما يتضح من خلال المستويات المرتفعة التي حققها زوج (اليورو / فرنك). وعلى صعيد البيانات ، أظهرت قراءة الناتج الإجمالي المحلي للمنطقة للربع الثاني من 2009 حالة من الضعف في النشاط الاقتصادي تجاوزت ما رصدته التوقعات في الربع الاول من نفس العام حيث تراجعت قراءة النمو بواقع 0.2% وسط توقعات أشارت إلى تراجع أقل بواقع 0.1% فقط وهي البيلنات التي تعزز التطلعات الضعيفة التي تناولتها تصريحات نهاية الأسبوع الماضي والتي اشارت في مجملها إلى مخاوف تباطؤ تعافي اقتصاد المنطقة.علاوة على ذلك، هبطت القراءة السنوية للناتج بمنطقة اليورو إلى 4.8-% مقابل التةوقعات التي سجلت في وقت سابق 4.7-% فقط. كما هبط مكون الاستثمار بالمؤشر بواقع 1.5% مقابل التوقعات التي أشارت في وقت سابق إلى انخفاض أقل، 1.3%، علاوة على إمكانية استمرار تدهور قطاع الأعمال بالمنطقة حيث يستمر معدل الإنفاق الرأسمالي في الهبوط بسبب المحاولات المستمرة من جانب الشركات للتكيف مع الأوضاع السيئة للتجارة العالمية. في غضون ذلك، ظهرت قراءة مؤشر الطلبات الصناعية الجديدة لألمانيا لتشير إلى ارتفاع بواقع 1.1%، على الرغم من ذلك، تراجعت القراءة الصناعية للطلبات بواقع 20.4% مقابل التوقعات التي أشارت في وقت سابق إلى 20.0% فقط. تشجع هذه البيانات على ترجيح تطلعات إيجابية لأكبر اقتصادات منطقة اليورو والتي تشير بدورها إلى اقتراب خروج ألمانيا أعنف ركود شهدته البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. على الرغم من إشارات التحسنالمشار إليها، صرح أكسل فيبر، رئيس البنك المركزي الألماني بأنه يتوقع استمرار تعرض النمو الاقتصادي لبعض الضغوط بالدخول في العام القادم وهو ما عبر عنه فيبر بقوله "قد يواجه الاقتصاد رياح معاكسة في الوقت الحالي تؤدي إلى تعرض التطلعات المستقبلية للنمو إلى الانخفاض طالما استمرت الشكوك حيال تأخر التعافي.


كما ارتفع مؤشر Gfk لثقة المستهلك البريطاني إلى 71 في سبتمبر وهو ما يعد أعلى المستويات منذ إبريل 2008 مع ارتفاع مكون التوقعات المستقبلية بالمؤشر إلى 106 مقابل 97 سُجلت في الشهر السابق وهو ايضاً ما يشير إلىاعلى المستويات منذ ديسمبر 2005. علاوة على ذلك، سجل مؤشر أسعار المتاجر الصادر عن اتحاد الصناعة البريطاني تراجعاً بواقع 0.1% للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر الماضي وهو ما نتج بصفة أساسية عن الهبوط بنسبة 0.7% في أسعار الغذاء، بينما ارتفعت أسعار المنتجات غير الغذائية بنسبة 0.1% في أعقاب الارتفاع في الشهر السابق بواقع 0.5%.


ومن خلال نظرة فاحصة لمؤشر الدولار، يرجح التعافي القوي للمؤشر أن انخفاض مؤشر الدولار سوف يظهر عند مستوى 76.1 خلال تعاملات اليوم مع ميل هذه التعاملات الظاهر إلى الوقوف في موقع محايد مما يجعل مهمة تحديد اتجاه الدولار اليوم من أصعب المهام. وتشير التعاملات الحالية إلى إمكانية مواجهة المؤشر للمقاومة عند مستوى 76.99. بينما يرجح اختراق هذا المستوى أن حركة الهبوط من مستوى 77.47 قد اكتملت مما يشير إلى أن المؤشر بدا حركة تصحيحية من مستوى 75.83 وهو ما بدوره سوف يؤكد على الحالة التي في إطارها هبط ارتفع الدولار من مستوى 75.83. بينما يشير المزيد من اختراق المقاومة الموضحة أعلاه عند 77.47 وهو ما بدوره يؤكد على أن المؤشر يستهدف 78.93 في وقت لاحق من الشهر الجاري. على الرغم من ذلك ومن جهةٍ أخرى، من المتوقع ان يؤدي كسر الزوج للدعم عند مستوى 76.10 إلى عكس الاتجاه المتوقع للمؤشر في ‘طار تعاملات اليوم وترجيح الاتجاه الهابط مرة ثانية وهو ما يقضي على فرصة تحقق سيناريو الصعود الموضح أعلاه ويمحي أثر احتمالات ارتفاع المؤشر.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image